دعت ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية الاسكتلنديين إلى التفكير ملياً في المستقبل والتأني في اتخاذ قرارهم بشأن الاستقلال عن المملكة المتحدة في الاستفتاء الشعبي بشأن ذلك المقرر إجراؤه بعد غدٍ الخميس، فيما زار رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اسكتلندا في محاولة أخيرة لإقناع الناخبين بالتصويت ضد الانفصال، حيث حذرهم من اختيار «طلاق دائم» يفقده مزايا الاتحاد وأغراهم، بحصول بلادهم على سلطات حكم ذاتي غير مسبوقة.
وقالت إليزابيث الثانية أثناء قضاء عطلتها الصيفية في قلعة بالمورال في اسكتلندا التي اعتادت قضاء فترة الصيف فيها كل عام، «آمل أن يفكر الشعب (الاسكتلندي) مليا في المستقبل».
وأضافت، رداً على ملحوظة «شخص تمنى الخير لغيره خلال التجول في اسكتلندا» لدى خروجها من كنيسة في بلدة كراثي قرب منطقة بالمورال، مقر العائلة المالكة البريطانية في اسكتلندا، أنها لم تذكر شيئا عن الاستفتاء.
وتابعت «أتعشم أن يفكر الناس بإمعان بشأن المستقبل».
وقد التزمت طوال الفترة الماضية الحرص البالغ وتجنبت الإدلاء بتصريحات علنية عن الاستفتاء.
وقال مصدر في قصر بكنجهام لوكالة «رويترز»، تعليقاً على ذلك، «إنه أمر يتسم بالتجرد الكامل ويعزز فكرة أنه من اختصاص شعب اسكتلندا».
وأضاف «الملكة محايدة بحكم الدستور (البريطاني) بعيداً عن السياسة، وتقول دائماً إنه أمر يخص شعب اسكتلندا».
وأياً كانت نتيجة الاستفتاء، ستظل إليزابيث الثانية ملكة اسكتلندا لأن معظم الإسكتلنديين يحرصون على إبقائها رئيسة للدولة تحت التاج البريطاني، كما أعلن أنصار الاستقلال ذلك بشكل واضح منذ البداية.
ووجه كاميرون نداء فائضاً بالمشاعر الجياشة إلى الاسكتلنديين كي يؤيدوا البقاء في المملكة المتحدة، محذراً إياهم من «طلاق دائم وفقدان» مزايا الاتحاد إذا اختاروا الاستقلال.
وقال، خلال كلمة ألقاها في مدينة أبردين الاسكتلندية، «إذا صوتت اسكتلندا بـ(نعم)، فستتفكك المملكة المتحدة وسيسلك كل منا طريقاً غير طريق الآخر إلى الأبد.
لا رجعة عن هذا.
لا عرض ثانياً إذا صوتت اسكتلندا بنعم على الانفصال».
وأضاف «الاستقلال لن يكون مجرد تجربة للانفصال بل سيكون طلاقاً مؤلماً، والاقتراع بمعارضة الاستقلال سيتمخض عن أيلولة سلطات إلى اسكتلندا على نحو لم يسبقه مثيل».
وتابع، مخاطباً الناخبين الاسكتلنديين «أرجوكم، لا تحطموا هذه العائلة.
نحن معاً أفضل، واسكتلندا داخل المملكة المتحدة سوف تستفيد من مزايا الانتماء إلى كيان أكبر وأكثر نفوذاً وفي الوقت نفسه، تتمتع بوضع حكم ذاتي متزايد».
كما انضم القائد السابق لمنتخب إنجلترا لكرة القدم ديفيد بيكهام إلى النقاش، حيث طلب من الاسكتلنديين عدم التخلي عن المملكة المتحدة.
وقال، في خطاب مفتوح وقعه مشاهير إنجلترا ووزعته حملة «فلنبقى معاً» المناهضة للانفصال، «إن الاتحاد هو الإنجاز الذي منحني أكثر شعور بالفخر بأن ألعب من أجل بلادي، وأن أصبح كابتن (المنتخب الوطني)، وهو موضع حسد العالم بأسره».
(لندن، إدنبرة - وكالات)
عدد اليوم
