دعمت عمليات شراء نفذها “صائدو الفرص” من محافظ استثمار محلية ومستثمرين خليجيين، أسواق الأسهم المحلية في تقليص خسائرها خلال تعاملات الأمس إلى 8,6 مليار درهم مقارنة مع 22,3 مليار درهم أمس الأول.
وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1,5% نتيجة انخفاض سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 2,2% وسوق دبي المالي بنسبة 1,3%، بعد جلسة دراماتيكية متقلبة اتسمت بأجواء هلع بداية التعاملات، مع افتتاح السوق على انخفاض حاد بنفس درجة التراجع، الذي أنهى بها جلسة أمس الأول بنحو 7%، دخل بعدها في حالة من التذبذب واسعة النطاق، عكست حالة الشد والجذب بين مضاربين يواصلون الضغط على السوق نحو مزيد من الانخفاض، و”صائدي الفرص” الراغبين في العودة للسوق بعمليات شراء لأسهم قيادية، بعدما تدنت إلى مستويات سعرية مغرية هي الأدنى خلال شهرين.
وفاجأ سوق دبي المالي في الساعة الأخيرة من الجلسة، المستثمرين بشطب كامل خسائره الفادحة التي لحقت به بداية الجلسة، وتحول لونه إلى الأخضر وسط حالة من الفرحة سادت أوساط المتعاملين، لم تستغرق سوى دقائق معدودات، عاد بعدها السوق إلى هبوطه، لكن بأقل حدة، وهو ما أعطى إشارة إلى أن الأسواق في طريقها نحو الارتداد.
وقال مروان شراب مدير صناديق الاستثمار في شركة فيشن انفستمنت هولدنج، إن التوقعات بارتداد الأسواق بعد الهبوط القاسي أمس الأول، ساهم في تقليل الخسائر، حيث تدخلت قوى شراء من مستثمرين ومضاربين على السواء يرون فرصاً مغرية بالشراء عند هذه المستويات.
وأفاد بأن موجة الهبوط القاسية التي جاءت تحت ضغط العامل السياسي في المنطقة والمتعلق بسوريا علاوة على عمليات تسييل معتادة في نهاية الشهر، جعلت الأسهم الإماراتية مغرية، وهو ما قد يجذب مستثمرين جدداً للأسواق خلال الفترة المقبلة، مع قرب إعلان الشركات عن نتائجها للربع الثالث، والتي ستكون محفزة لارتدادات قوية.
وقال شراب إن الأسواق أعطت إشارة بالتماسك قياساً إلى حدة الهبوط الذي سجلته أمس الأول، الأمر الذي يتوقع معه ارتداد صعودي قريب، خصوصاً في حال انتهت الأوضاع المتوترة في المنطقة على أي سيناريو، حيث عادة ما تستبق الأسواق الأحداث السلبية بالتراجع الحاد، سرعان ما تستقر عند حدوث الحدث.
وواصلت بقية أسواق المنطقة هبوطها للجلسة الثانية على التوالي أمس، باستثناء السوق السعودي والبحريني اللذين ارتدا صعوداً بنسبة 0,37% للأول، و0,30% للثاني، فيما تراجعت بورصة الكويت بنسبة 0,76% وبورصة قطر 2,3% وسوق مسقط 3% ومصر 2%.وبحسب تقرير هيئة الأوراق المالية والسلع، انخفضت القيمة السوقية للأسهم بنهاية التعاملات إلى 549 مليار درهم، عند مستوى 3664,89 نقطة، وبقيت التداولات على نشاطها رغم تراجعها إلى 1,8 مليار درهم مقارنة مع أكثر من ملياري درهم أمس الأول، وشهد السوق تداول 1,25 مليار سهم من خلال 16188 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 61 شركة من أصل 119 شركة مدرجة في الأسواق المالية، وحققت أسعار أسهم 5 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 49 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم «الدار العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا حيث تم تداول ما قيمته 398,41 مليون درهم موزعة على 167,9 مليون سهم من خلال 2273 صفقة. وجاء سهم «شركة إعمار العقارية» في المركز الثاني بتداولات قيمتها 243,25 مليون درهم موزعة على 43,99 مليون سهم من خلال 1358 صفقة.
وحقق سهم «أبوظبي لبناء السفن» أكبر نسبة ارتفاع سعري بنحو 11,2% إلى 1,29 درهم من خلال تداول 333 سهم بقيمة 429 درهم، وجاء في المركز الثاني سهم «أركان لمواد البناء» بنسبة 10,3% إلى 0,75 درهم من خلال تداول 237,2 ألف سهم بقيمة 162,68 ألف درهم.وسجل سهم «الهلال الأخضر للتأمين» أكبر انخفاض سعري بالحد الأقصى 10% إلى 1,08 درهم من خلال تداول 519 سهماً بقيمة 560 درهم، تلاه سهم «اكتتاب القابضة» بنسبة 9,81% إلى 0,95 درهم من خلال تداول 1,54 مليون سهم بقيمة 1,48 مليون درهم.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 43,09%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 132,54 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 82 شركة من أصل 119 شركة، وعدد الشركات المتراجعة 21 شركة.
عدد اليوم
