الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هدى ياسر تترك للقارئ تخيل ما قبل وما بعد الحدث الشعري

هدى ياسر تترك للقارئ تخيل ما قبل وما بعد الحدث الشعري
31 أغسطس 2011 23:06
صدر حديثا للشاعرة السعودية هدى ياسر ديوانها الشعري الثاني بعنوان “لا يوجد شيء لعرضه” وجاء في مائتين وسبع صفحات من القطع المتوسط. وبما أنه من غير الأكيد أن بمقدور الجرأة في القول الشعري أو التعبير عن الجسد البشري في أشواقه وتطلعاته “الإنسانية” هو ما يمنح الشعر جوهره، فإن هدى ياسر تضيف إلى هذه الجرأة العديد من الالتماعات الشعرية اللافتة التي تشير إلى موهبة أكيدة في تحويل المشاعر والأفكار إلى صور شعرية: “اعتادَ أنْ يقتاتَ فُتاتَ الآخرين. لن يفهمَ أبدا أنني لُقمة كاملة”. يتوزع على صفحات هذا الكتاب الشعري الصادر عن دار طوى للثقافة والنشر والإعلام اللندنية، نوعان من القصائد، قصائد قصيرة لها حجم قصيدة الهايكو وليس تقنيتها التخييلية والكتابية، بل تشبه قصائد اكتمالها في نقصانها، أي أنها تترك للقارئ أن يتخيل ما قبل الحدث الشعري وما بعده فتصل إلى القارئ بدلالتها الواسعة والكبرى: “الليونة التي تتمتع بها الدودة تجعل الغصن يعتقد أحيانا أنه رجل”. ولأن هذا النوع من القصائد يحتاج إلى خبرة ودربة ليس في الكتابة وحدها فحسب بل في المقدرة على “هضم” التجربة الإنسانية وتكثيفها إلى حد بعيد؛ إلى حدّ تجريدها إلى خطوطها الأساسية والكبرى، فإن الكثير من بين هذه القصائد يهبط إلى الكلام العادي أحيانا. تقول هدى ياسر: “أف. كم البداية شاقةٌ. هل ما زال على أحدنا أنْ يضع صخرة؟ أي أن هذه الاقتطاعة المستقلة تماما من قصيدة تحمل أرقاما لا تمنح قارئها أية بوابة أو عتبة للتخييل، فهي قول فحسب، على العكس من نماذج رفيعة أخرى. أما النوع الثاني من القصائد فيتمثل في قصائد أخرى تعبر بحدّ ذاتها عن تجارب إنسانية يطغى عليها الإحساس الأنثوي بالعالم، بل كما لو أن الشاعرة تُعيد تأثيث عالم آخر يخصها وحدها تفتح بواباته لقارئ محتمل أو مجهول، تقول في قصيدتها التي تحمل العنوان: متى أشبه عمري الثلاثين: “في الأربعين من عمري ربما سوف أتوقف عن لَعْق الحلويات. ربما سوف يزداد انفعالي أمتارا بخلاف طولي. قد أصبح very kute مثل شقاوة الصغار. والمنطق؟ آه نسيت المنطقية، ما جررتها معي حين عبوري الخامسة والعشرين تركتها لأمي. ربما في الأربعين من عمري سوف ألقي مفاتيح قلبي في جحيم الحرام”. غير أن كلا هذين النوعين من القصائد بما أن لكل منهما طاقته التعبيرية المختلفة عن الآخر، فالديوان “لا شيء يوجد لعرضه” ينطوي على كتابين مختلفين إنما متداخلين ولعلهما لو كانا في كتابين منفصلين فإنهما أسهل على القراءة مزاجا وتأويلا ورصدا لإمكانات التخييل التي تترك أثرا في نفْس القارئ ووجدانه. تبقى الإشارة إلى أن الديوان الأول لهدى ياسر قد صدر العام 2009 عن دار النشر نفسها بعنوان: “ثمة حفل في الداخل” في مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©