الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الألمنيوم العالمية تبدأ موسم الهجرة إلى الشرق

صناعة الألمنيوم العالمية تبدأ موسم الهجرة إلى الشرق
13 نوفمبر 2006 22:38
إعداد- محمد عبد الرحيم: يبدو أن جغرافية صناعة الألمنيوم أخذت في التحول، فخلال عقود طويلة ظلت الشركات في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية تتسيد القطاع، حيث استمرت تساهم بمعظم الإنتاج وتبرم غالبية الصفقات، ولسنوات عديدة كانت شركة ''الكوا'' الأميركية ''وألكان'' الكندية تسيطران على الصناعة قبل ان تترسخ هذه الهيمنة عبر استحواذ شركة ''الكان'' على شركة بيشينري الفرنسية في عام 2003 بشكل منحها وضعية رائدة ومتميزة في تكنولوجيا الصهر، إلا أن صناعة الألمنيوم أخذت وبشكل متزايد تتحول إلى الشرق· وكما ورد في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' فإن الصين قد برزت مؤخراً كأكبر منتج للألمنيوم في العالم تماماً، كما تربعت في سلعة الفولاذ بعد أن كانت رابع أكبر منتج قبل عشر أعوام من الآن، ويأتي هذا في الوقت الذي تراجعت فيه عمليات التوسع المتسارعة في صناعة الألمنيوم العالمية، مما جعل النمو الصيني يكتسب المزيد من الإثارة والتميز، ووفقاً لتحليلات مكتب ''سي آر يو'' المعني بالاستشارات في المعادن فإن الصين أنتجت 1,5 مليون طن من الألمنيوم في عام 1996 مقارنة بمقدار 3,6 مليون طن في الولايات المتحدة المنتجة الأولى في العالم آنذاك· أما في هذا العام فقد بات من المنتظر أن تنتج الصين كمية تصل إلى 9,3 مليون طن من الألمنيوم، في الوقت الذي تنتج فيه الولايات المتحدة، التي تراجعت إلى المرتبة الرابعة، كمية لا تزيد على 2,3 مليون طن فقط، على أن الشركات الأميركية ما زالت تستقطب الكثير من الاهتمام، غير أنها أخذت تغلق مصاهرها بوتيرة متسارعة على حساب توسعها في الساحة الدولية، ففي الوقت الذي أنتجت فيه شركة الكوا 3,7 مليون طن من المعدن في العام الماضي إلا أن أكثر من مليون طن من هذه الكمية جاءت من مصاهرها في خارج الولايات المتحدة من دول من بينها كندا والبرازيل واستراليا· وفيما يتعلق بالشركات والمؤسسات فإن تركيز صناعة الألمنيوم بدأ ايضاً يتحول باتجاه الشرق، ففي روسيا ظلت شركتا ''روسال'' و''سوال'' تثيران الكثير من الضجيج بشأن طموحاتهم العالمية ومشاريع التوسعة المؤجلة لأكثر من عامين قبل أن تعمد الشركتان إلى اتخاذ أكبر خطوة حاسمة في تاريخهما بعد أن وافقت شركة سوال على ان تستحوذ عليها منافستها الاكبر في الساحة شركة روسال لتشكل بذلك شركة ''يونايتد كومباني روسال'' التي أصبحت المنتج الأكبر للألمنيوم في العالم· وكانت الشركتان قد انتجتا 3,8 مليون طن في عام 2005 بشكل وضعهما على مسافة قريبة أمام شركة الكوا، إلا أن الشركتين الروسيتين لديهما مشاريع لبناء العديد من المصاهر الجديدة المؤجلة والتي بإمكانها أن تمنحهما المزيد من المسافة بين أقرب منافسيهما في المستقبل القريب، ومن أهم المخاوف التي باتت تسيطر على منتجي الألمنيوم في خارج روسيا بشأن تملك شركة روسال لنظيرتها سوال أصبحت تتمثل في أن استحداث مثل هذا العملاق الوطني المهيمن سوف يجعل من الصعوبة بمكان على المجموعات الأجنبية اختراق السوق الروسي· وما يزال من المبكر التكهن بمستقبل إنتاج الألمنيوم في العالم العربي، فصهر الالمنيوم صناعة تعتمد بكثافة على الطاقة، كما أن تكاليفها الباهظة أصبحت تمثل إحدى العوامل التي دفعت بأسعار الألمنيوم إلى أعلى مستوياتها في السنوات القليلة الماضية، وفي حال فشل المنتجين في التفاوض على عقود لخفض تكاليف الكهرباء في الداخل فإنهم بلا شك سوف يعمدون إلى نقل انتاجهم الى مناطق اخرى في العالم تنعم بموارد وافرة من الطاقة· ويعكس تراجع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا في مجال إنتاج الألمنيوم حقيقة أن السعة الجديدة سوف يتم بناؤها في مناطق اقل تكلفة في الطاقة مثل روسيا ومنطقة الشرق الأوسط· فشركة ''هايدرو'' أغلقت اثنين من مصاهرها في النرويج في غضون فترة الاثني عشر شهراً الماضية بعد أن فشلا في المنافسة، بينما عمدت شركة الكاو إلى مصهر في سويسرا، كما تخطط لإغلاق مصنع في فرنسا في العام المقبل· وتبقى كندا إحدى الدول الغربية القليلة التي يبدو أن لديها صناعة ألمنيوم معافاة بفضل ما لديها من إمدادات الطاقة الهيدروكهربائية الوافرة، حيث تمكنت في العام 1996 من إنتاج 2,3 مليون طن من الألمنيوم، وبات من المتوقع أن يصل إنتاجها إلى 3 ملايين طن سنوياً خلال العام الجاري· ومهما كانت كمية المعدن التي يمكن إنتاجها في المستقبل فإن من الواضح أن هناك كميات متزايدة منه في أرجاء العالم المختلفة، حيث يقول روس سترافان الاستشاري في مكتب سي آر يو للبحوث: ''من المنتظر ان يبلغ النمو في الانتاج العالمي للألمنيوم مستوى قياسياً بمقدار 2,7 مليون طن إضافي في العام المقبل عندما تأتي السعة الجديدة من الصين وايسلندا وروسيا، في نفس الوقت الذي تبدأ فيه المصاهر في الانطلاق في ألمانيا وفي الصين والولايات المتحدة الأميركية''، كذلك فإن من المتوقع ان يستمر نمو الطلب على الالمنيوم بقوة وهو الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع اسعار المعدن· يذكر ان التكلفة الحالية للألمنيوم تبلغ اقل بقليل من 2800 دولار للطن مقارنة بسعر 2000 دولار للطن قبل اثني عشر شهراً من الآن· ويأتي معظم هذا الطلب من صناعات الفضاء والسيارات وقطاع التشييد والبناء، بيد ان هناك نقصاً بحوالي 300 ألف طن من الالمنيوم في الاسواق العالمية في هذا العام كنتيجة لأحد الأسباب الذي يتعلق بارتفاع السعر لمستويات عالية، بعد ان لامس مستوى 3300 دولار للطن في مايو الماضي، ويشير ديك ايفانز الرئيس التنفيذي لشركة الكان الى انه في حال انخفاض اسعار الألمنيوم بشكل ملحوظ فإن موقف الصين كرائدة في مجال انتاج المعدن قد يصبح مهدداً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©