هانوي- ''وكالات'': عندما تستقبل فيتنام زعماء من دول منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادىء الإحدى والعشرين الأسبوع الجاري لحضور قمة المنتدى الذي تستضيفه هانوى فإن البلاد سيكون لديها الكثير مما يمكن أن تحتفي به، فالدولة الشيوعية التي عانت العزلة ذات يوم شهدت عاما مفعماً بالإنجازات والتطورات المهمة·
ويشهد الاقتصاد الفيتنامي انتعاشا، وفيتنام فازت لتوها بعضوية منظمة التجارة العالمية، وشركة انتل الاميركية العملاقة لصناعة الرقائق الالكترونية أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستنفق مليار دولار لبناء أكبر مصنع تجميع للرقائق الالكترونية في العالم في مدينة هوشي منه بجنوب فيتنام·
وستكون استضافة زعماء مثل جورج بوش رئيس الولايات المتحدة، وهو جينتاو رئيس الصين لحظة فخر لقيادة البلاد التي جعلت من دمج اقتصاد البلاد في اقتصاد العالم إحدى أولوياتها، ويضم المنتدى استراليا وبروناي وكندا وتشيلي والصين والولايات المتحدة وهونج كونج واندونيسيا واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبابوازيا غينيا الجديدة والبيرو والفيليبين وروسيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند وفيتنام· وقالت فيرجينيا فوت رئيسة المجلس التجاري الاميركي الفتينامي مؤخرا: ''بين منظمة التجارة العالمية وقمة أبيك فإن فيتنام حتى الآن هي بلد العام''، ومن المؤكد أن القيادة الفيتنامية تطمح في أن تساعد القمة في تغيير صورتها على الساحة الدولية·
وصرح لي كونج فونج نائب وزير الخارجية الفيتنامي مؤخرا ''أن هناك رغبة مشتركة بين الشعب والحزب وحكومة فيتنام لاعطاء قمة أبيك انطباعا جيدا''، وقال: ''نأمل أن يعود المندوبون والزعماء الذين سيحضرون، أن يعودوا إلى فيتنام من أجل الاستثمار والتعاون''·
وهناك الكثير هذه الايام مما يدعو فيتنام للشعور بالثقة، فهي صاحبة ثاني أسرع الاقتصاديات نموا في آسيا بعد الصين، وزادت صادراتها بنسبة 32 في المائة العام الماضي، وتضاعف إجمالي الناتج القومي تقريبا في خمس سنوات، وتراجعت نسبة الفقر إلى النصف ليصل إلى 20 في المائة في غضون 10 سنوات·
وتعتبر الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتوقع أن تصل إلى 5ر6 مليار دولار هي الأعلى بالنسبة لدخل الفرد وبما يزيد على كل من الهند والصين·
وكان إعلان انتل الأسبوع الماضي بمثابة تصويت بالثقة في مسعى البلاد للتحول بسرعة من الإنتاج المنخفض الأجر مثل الملابس والأحذية إلى الانتاج المرتفع الاجر مثل الاليـكترونيات·
وأكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 84 مليون نسمة تقل أعمارهم عن 30 عاما أي أنهم أصغر من أن يتذكروا حرب فيتنام وبالكاد يتذكرون حالة الفقر المدقع التي كانت تعيش فيها البلاد قبل بدء سماح الحزب الشيوعي لشركات القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي بالعمل في البلاد في إطار الاصلاحات الاقتصادية التي بدأت قبل 20 عاما·
وقد صار عهد الفقر الذي ابتليت به فيتنام أبعد ما يكون عن ذاكرة الاجيال الشابة إلى حد دفع متحفا في فيتنام لاقامة معرض خاص لبعض السلع القديمة ليشرح للاجيال كم كانت حياة الاباء شاقة وكم كانوا يعانون من شظف العيش·
وفي حين لاتزال البلاد تعاني من الفقر نسبيا، حيث يقل دخل الفرد عن 800 دولار سنويا فإن ثمة حالة مزاجية متفائلة تسود صفوف الشباب في مدينتي هانوي وهوشي منه·
وتمنح قمة أبيك في فيتنام الفرصة لاعضاء المنتدى لالقاء نظرة عن كثب على فيتنام الجديدة·
يقول دومنيك سكريفن- الذي يقيم في فيتنام منذ مدة طويلة والذي يشغل منصب مديرعام مؤسسة دراجون كابيتال وهي مؤسسة مصرفية للاستثمار-: إن أبيك ستمنح فيتنام الفرصة لاقتناص لحظة تحت الاضواء وللزهو بما وصلت إليه والتطلع إلى المستقبل· ويقول سكريفن ''إن ابيك بمعنى من المعاني هي حفل خروج فيتنام إلى العالم الخارجي واستقبال بلدان على أرضها·· أمر مهم جدا للبلد لتعزيز ثقته بنفسه وهو أمر يستحقه''·
عدد اليوم
