الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المتزوج وظيفته» يحكم على نفسه بتطليق حياته الخاصة

«المتزوج وظيفته» يحكم على نفسه بتطليق حياته الخاصة
21 أغسطس 2012
مرت أزمنة وأوقات كانت فيها الحدود بين العمل والبيت مرسومة بوضوح وجلاء. أما اليوم، فقد صار العمل يقتحم الحياة الشخصية لمعظم الناس، وأضحى الحفاظ على توازن معادلة «البيت-العمل» من المهام الصعبة التي لا ينجح فيها إلا القليل من الناس. وعندما تصبح حياتك المهنية وحياتك الشخصية غير متوازنتين، فإن ذلك يعني لا محالة أن مستوى التوتر لديك سيرتفع. ولكن لا تقلق، فهناك استراتيجيات عملية يمكنها مساعدتك على استعادة توازنك. قد يظهر اختلال ميزان «العمل-البيت» أكثر لدى أولئك الذين يفتقدون الأمان الوظيفي ويساورهم قلق مزمن بشأن احتمال فقدانهم وظائفهم بسبب إعادة هيكلة، أو ترشيد النفقات المؤدي إلى الاستغناء عن خدمات بعض الموظفين، أو غير ذلك من العوامل. ولكن عدداً من خبراء التواصل الأسري والمهني يقولون إن انعدام الأمان الوظيفي لا يبرر اختلال الميزان وميله إلى كفة العمل على حساب كفة البيت، وإنما يبقى الحفاظ على توازن الاثنين أمراً قابلاً للتحقق. يكفي أن تبدأ بتقييم علاقتك بعملك ووظيفتك، ثم حاول تطبيق استراتيجيات خاصة لمساعدتك على ضمان ميزان حياة صحي لا يهضم حق جانب، ويغالي في الآخر. متزوجون بالعمل قد يكون مغرياً للبعض أن يقضوا في أعمالهم ساعات طويلة تفوق العبء اليومي المنوط بهم، خصوصاً أولئك الذين يسعون إلى كسب نقاط من خلال مراكمة ساعات العمل الإضافية، والحصول على ترقية أو علاوة أو تقدير معنوي أو مادي، أو فقط لضمان استبقاء الوظيفة وتعزيز حظوظ النجاة من أي عملية تسريح. وإذا كنت تقضي غالبية وقتك في العمل، فإن بيتك سيكون أول الضحايا. ويكفي أن تتأمل قليلاً في نتائج عدم الموازنة بين العمل والبيت، سواءً حدث ذلك نتيجة إخفاق أو تعمد، ومنها: - التعب. فعندما تعيى، فإن قدرتك على العمل بشكل منتج والتفكير بوضوح ستعاني، ما قد يؤثر سلباً على سمعتك المهنية، أو يقودك إلى ارتكاب أخطاء خطيرة أو مكلفة. - الحرمان من قضاء وقت مع الأحباب والأصدقاء. فإذا كنت تعمل كثيراً، فإنك ستضيع على نفسك لا محالة حضور مناسبات أسرية واجتماعية ولقاءات مهمة مع الأصدقاء والأقارب. وهذا سيجعلك تضر بعلاقاتك مع أحبائك، فما دمت تجيب دوماً على اتصالات الآخرين بكونك مشغولاً بعملك، فإنه يغدو من شبه المستحيل أن تُحافظ على علاقاتك معهم ما دمت لا تتعهد هذه العلاقات بالعناية والرعاية. ما سيجعلك تشعر بأنك تعيش متخلفاً عن الركب الاجتماعي، ويترك في نفسك نوعاً من الأسى والحسرة عما فعله العمل بك، فيزداد توترك وتتنامى تعاستك. - توقعات عالية السقف: إذا كنت تقضي ساعات إضافية في عملك بانتظام، فتوقع أن تُكلف بمسؤوليات إضافية، ما قد يزرع في نفسك هواجس قلق وتحديات إضافية. استراتيجيات عملية يُعد القيام بمتطلبات الحياة المهنية والشخصية بانسجام واتزان تحدياً ليس بالسهل، وفيما يلي بعض ما يقترحه خبراء تواصل أسري ومهني أميركيون من أفكار من شأنها مساعدتك على إيجاد ميزان البيت والعمل الأفضل لك: - تعقب وقتك: انتبه جيداً إلى مهامك اليومية، بما في ذلك المهام والأعمال ذات الصلة بأنشطتك الشخصية. اتخذ قراراً بشأن ما هو ضروري وما يرضيك أكثر ويحقق ذاتك. تخلص من المهام غير المنصوص عليها في توصيفك الوظيفي، أو قم بتفويضها إلى المكلف الحقيقي بها إن كنت لا تقدر على إنجازها خلال دوامك، أو تحدث إلى رئيسك في العمل حول الأعباء التي لا طاقة لك بها، أو المهام التي تم تكليفك بها مؤقتاً فصارت دائمةً، ولا تبخل عليه بما تراه من حلول ممكنة وآراء لكيفية أداء تلك المهام والأعباء. - احرص على استغلال خياراتك. اسأل رئيسك في العمل عن ساعات نظام العمل المرنة، وعن إمكانات تشارُك العمل مع الزملاء، وعن العمل عن بعد عند الاقتضاء، وعن أي جدول آخر له صلة بنظام العمل المرن. فكلما سيطرتَ أكثر على ساعات عملك، كنت أقل توتراً وأكثر إنتاجيةً، وأقدرَ على الموازنة بين أعباء البيت والعمل. - تعلم قول كلمة «لا». سواءً طلب منك زميلك في العمل القيام بمهمة إضافية ما، أو طلب منك مدرس ابنك استضافة حفلة مدرسية لابنك وأصدقائه، فتذكر أنه لا يتنافى مع اللياقة ولا اللباقة أن تجيب على نحو محترم بالقول «لا»، دون الحاجة لتقديم أي اعتذار أو تبرير. وعندما تتوقف عن قبول فعل شيء أو تولي مهمة ما أخذتها على عاتقك لفترة بسبب الإحراج، أو من منطلق اعتبارها خطأً جزءاً من واجباتك المهنية، فإنه سيكون لك وقت لممارسة أنشطتك الشخصية المشروعة التي تعني الكثير بالنسبة لك وتجعلك تعيش حياةً شخصيةً موازيةً للحياة المهنية. - تَعَودْ على ترك الأعمال في مقر العمل. فمع نتائج التقدم التكنولوجي التي أتاحت لكل شخص الاتصال بأي شخص في أي مكان وفي أي وقت افتراضياً، أصبح من الصعب صد بعض أشكال اقتحام الأعباء المهنية للبيت، إلا إذا أنشأت لها دروعاً وجدراناً عازلةً. ولذلك يتعين عليك اتخاذ قرار واع، وفصل وقت عملك عن وقت حياتك الشخصية. وعندما تكون مع أفراد أسرتك على سبيل المثال، أبق حاسوبك الشخصي مغلقاً في حقيبته، وبريدَك الإلكتروني المهني مقفلاً في هاتفك الذكي. - احرص على حسن إدارة وقتك. قُمْ بتنظيم مهامك المنزلية على نحو فعال، ولا تؤجل أعباء البيت جميعها أو غالبيتها إلى نهاية الأسبوع. ضَعْ قائمةً أسبوعيةً بأنشطتك العائلية، وخصص قائمةً أخرى لأنشطتك اليومية. وافعلْ ما ينبغي فعله، ودع الباقي دون حسرة أو أسى. - احرص على تقوية نظام دعمك في العمل، وذلك حتى يكون في زملائك من هو قادر على سد الفراغ الذي تتركه عند غيابك بسبب ظروف عائلية خاصة أو طارئة، ولتكن مستعداً أنت أيضاً لتقوية نظام دعم زملائك في العمل لتعويضهم عند تغيبهم لظرف ما. - اهتم بتغذية نفسك. اتبع نظاماً غذائياً صحياً، واجعل ممارسة الرياضة جزءاً من روتينك اليومي، واحرص على نيْل قسطك الكافي من النوم. وخصص لنفسك حيزاً زمنياً كل يوم لمزاولة نشاط تستمتع به كاليوجا أو القراءة. ولا تكتف بهذا، بل اكتشف الأنشطة التي يمكنك الاستمتاع بها رفقة زوجتك أو أفراد أسرتك أو أصدقائك. المساعدة المهنية كل شخص قد يحتاج مساعدةً ما من وقت لآخر، مهما كانت وظيفته أو مهنته. وإذا شعرت بأن حياتك يعمها الفوضى وصعُب عليك إدارتها، ووجدت نفسك تدور في حلقة مفرغة دون أن تتمكن من الخروج من وضع الفوضى الذي تعيشه، فتحدث إلى مستشار أو اختصاصي نفساني. وفي حال كانت المؤسسة التي تعمل بها تُقدم برامج وخدمات الدعم الشخصي لموظفيها، فاغتنم ذلك واستفد من خدماتها المتاحة. وتذكر دوماً أن ضمان توازن ميزان البيت والعمل ليس من قبيل اللقاح الذي يعطى جرعةً واحدةً ومرةً في العمر، وإنما هو تطعيم طويل الأمد يحتاج إلى جهد مستدام. ولذلك فإن ميزان البيت والعمل هو مسار مستمر يُفترَض فيه أن يُجاري مستجدات الأسرة والعمل والاهتمامات الشخصية ومجريات الحياة بشكل عام. ومن ثم فإن النجاح في ضمان توازن كفتي هذا الميزان مشروط بتقييم الأولويات دورياً، والتحقق باستمرار من المضي على صراط ميزان قويم لا مجال فيه لثقل كفة العمل أو البيت، أو تأرجح إحداهما على حساب الأخرى. وفي حال سمحت بذلك، فاعلم أن صحتك النفسية والبدنية ستدفع ثمناً غالياً مقابل حدوث أي اختلال. هشام أحناش عن موقع «mayoclinic.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©