سعيد ياسين (القاهرة) - استطاع المؤلف مجدي صابر أن يضع لبنة قوية في الدراما خلال الأعوام الماضية من خلال تبنيه للعديد من قضايا ومشاكل المجتمع وهو ما تجلى في مسلسلات “العائلة والناس” لكمال الشناوي، و”الرجل الآخر” لنور الشريف، و”للعدالة وجوه كثيرة” ليحيى الفخراني، و”أين قلبي” ليسرا و”فريسكا” لأثار الحكيم، و”شط اسكندرية” لممدوح عبدالعليم، و”نور الصباح” لليلى علوي، وبعدما غاب طوال الأعوام الثلاثة الماضية، يعود هذا العام من خلال مسلسلين تدور أحداثهما بين القاهرة والاسكندرية وصعيد مصر.
فساد الكبار
وقال مجدي صابر إن أول مسلسلاته التي عرضت خلال الشهر الكريم، هو “ابن موت” بطولة خالد النبوي وعلا غانم ومحمد نجاتي وإخراج سمير سيف، والعمل يعد الأول الذي يناقش مشاكل وقضايا الشباب وضياع حلمهم في مستقبل جيد بسبب الظروف والفساد الذي يسرق قوتهم وفرصهم في حياة كريمة، وكيف تحولت صناعة الفساد إلى فن يمارسه كبار المسؤولين، وذلك من خلال قصة “جابر الخواجة” الذي تخرج في الجامعة منذ عشر سنوات ويتم الاستيلاء على أرضه وأرض كل الخريجين من الشباب، مما يدفعه إلى الهروب من الوطن ومحاولة بدء حياة جديدة خارج مصر.
وأكد صابر أن مسلسله الثاني “ويأتي النهار” بطولة عزت العلايلي وفردوس عبدالحميد وعزت أبو عوف وإخراج محمد فاضل، ليس محاولة للقفز على ثورة 25 يناير كما يردد البعض، وقال: ما حدث قبل قيام الثورة وخلال الثمانية عشر يوماً التي انتهت بتنحي الرئيس مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011 معروفة للكافة وليس فيها غموض، والعمل هو الاول الذي يكتب عن الثورة، ولا يجعل منها نهاية للأحداث، ولكنه يتحدث عما قبلها وحتى الآن.
الأعمال الصعيدية جاذبة
وأرجع خروج مسلسل “سلسال الدم” من تأليفه وبطولة عبلة كامل ورياض الخولي وفادية عبدالغني وهادي الجيار وإخراج مصطفى الشال من العرض الرمضاني إلى عدم اكتمال تصوير عدد من المشاهد التي كانت تتطلب سيارات أمن مركزي ومدرعات لم يتم توفيرها من الجهات المختصة، وقال إن العمل تدور أحداثه في إطار ملحمي في صعيد مصر منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي ويناقش الكثير من القضايا ومن أهمها قضايا الثأر وأهمية التخلص من هذه العادة الذميمة التي تتسبب في حرمان بطلة العمل “نصرة” من أقرب الناس اليها فتأخذ على عاتقها محاولة استعادة حقها من دون إراقة قطرة دماء.
وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى في مشواره التي يكتب فيها مسلسلاً صعيدياً وقال: أنا أصلاً من مواليد محافظة سوهاج، وجزء كبير من عائلتي مازال يعيش في صعيد مصر، وأتردد عليهم بشكل منتظم، وكانت لديّ رغبة منذ وقت طويل في كتابة مسلسل عن الصعيد الى أن عثرت على الموضوع المناسب.
وتحدث صابر عن كثرة المسلسلات الصعيدية هذا العام وقال: العمل الجيد يفرض نفسه على المشاهد والأعمال الصعيدية جاذبة ولها جمهور عريض، والمنافسة دائماً في صالح الأعمال وليست ضدها، خصوصاً اذا كانت متميزة وبها جهد واضح.
قضية اللاجئين
ويرى أن الدراما المصرية استردت عافيتها موضحاً: الإشارات كانت واضحة من العام الماضي وما قبله، من خلال دخول الشباب من المؤلفين ومخرجي السينما الى صناعة الفيديو وهذا أثرى صناعة الفيديو وأصبحنا نشاهد تميزاً في الاضاءة والتصوير الخارجي والمواضيع المختلفة، وكل ذلك في رأيي غير وجه الدراما، وهو أمر كنا نفتقده.
ويعد صابر حالياً كتاباً عن زيارته إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان، بعد اختياره مؤخراً سفيراً لمنظمة الاغاثة الاسلامية ومقرها لندن وقال: الكتاب سيكون العمل الأول من نوعه بالنسبة للمنظمات الاغاثية على مستوى العالم فهو يحكي عن رحلتى في لبنان وما شاهدته من أوضاع مأساوية على المستوى الاقتصادي والانساني والصحي، ولا يهدف فقط الى جلب تبرعات لسكان المخيمات لمساعدتهم على مواجهة الظروف القاسية، ولكنه يهدف أيضاً إلى التذكير بقضية اللاجئين الفلسطينيين التى توشك على الضياع، حيث لم يعد أحد يهتم بها سواء في العالم العربي أو الاسلامي، ولا حتى الحكومة الفلسطينية أو حركة حماس.
وأشار إلى أن الكتاب سيكون على شكل رواية ليكون أكثر جاذبية، وأنه سيصدر خلال الشهر القادم بالعربية، وستتم ترجمته ليصدر في نسخة إنجليزية.
تسويق الدراما جيد
كشف المؤلف مجدي صابر، عن أنه كان يتوقع تقلص إنتاج المسلسلات هذا العام وقال: فوجئت بحجم الإنتاج الضخم وعدد الأعمال الذي تضاعف حتى قبل قيام الثورة وهذه مسألة مدهشة، خصوصاً وأن ظروف السوق لا تحتمل الإنتاج أو تسويق كل هذه المسلسلات، لأن تكلفة بعضها تقترب أو تزيد على 30 مليون جنيه، وهذه يصعب استردادها، واتمنى ان تكون ظروف التسويق جيدة هذا العام حتى لا تتسبب في خسارة للمنتجين، ولكنني في نفس الوقت سعيد بعودة النجوم الكبار من أمثال عادل إمام ومحمود عبدالعزيز واحمد السقا ومحمد سعد وكريم عبدالعزيز.
عدد اليوم
