الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التكنولوجيا تربك السياسة في الحرب الإلكترونية

27 نوفمبر 2010 00:13
تحقق تقنيات الحرب الإلكترونية تقدما وتزيد الدول من إنفاقها على الدفاعات والأسلحة الرقمية الجديدة إلا أن الأطر السياسية والفلسفية لاستخدامها لم تحقق تقدما موازيا. ويعتقد على نطاق واسع أن فيروس «ستاكس نت» الإلكتروني الذي هاجم البرنامج النووي الإيراني، أحدث مؤشر على زيادة عسكرة فضاء الإنترنت. وزادت الولايات المتحدة وبريطانيا علناً من تركيزهما على الحرب الإلكترونية. ويعتقد أن دولاً مثل الصين وروسيا تريان في هذا المجال مساحة يمكن أن تتحديا فيها الهيمنة العسكرية التقليدية الأميركية. كما يحرص لاعبون آخرون مثل جماعات المتشددين على الاستفادة من الحرب الإلكترونية أيضاً. لكن القواعد والمواثيق التي تحكم استخدام الأسلحة على الفضاء الإلكتروني لم تتضح معالمها بعد. وقال بريسكوت وينتر الرئيس السابق لقسم المعلومات وكبير المسؤولين التقنيين في وكالة الأمن القومي الأميركي والمسؤول حالياً في شركة «آركسايت» لأمن الكمبيوتر «لم تحرز السياسات والأدوار والمسؤوليات ذات الصلة تقدماً يوازي التكنولوجيا». وأنشأت الولايات المتحدة لهذه الأسباب قيادة عسكرية إلكترونية خاصة بها، لجعل قدراتها الهجومية تحت قيادة الجيش. ويقول خبراء إن دولاً كبرى تعمل منذ وقت طويل على تطوير أنظمة للمهاجمة أو السرقة، وإن هذه الأنظمة تستخدم بشكل متزايد في إدارة البنية تحتية الصناعية بدءا من المرور وأنظمة التحكم في إمدادات المتاجر الكبرى إلى محطات الطاقة النووية ومراكز الاتصالات. ويتطرق مسؤولون كبار في بريطانيا والولايات المتحدة بشكل متزايد إلى الأمر في تصريحاتهم. لكن مجال الحرب الإلكترونية ما زال يثير عددا من التساؤلات الأخلاقية والقانونية والعملية التي لا تجد لها إجابة إلى حد كبير. من بين هذه التساؤلات كيفية الرد على هجوم إلكتروني إذا لم يمكن معرفة الدولة التي يوجد فيها المهاجم. ومن هي الجهة التي ستنفق لحماية الأنظمة الوطنية الحيوية مثل شبكات الكهرباء التي يملكها القطاع الخاص. ومن الأسئلة المهمة أيضا هل يجب أن تعلن الدول عن قدرتها على شن هجوم إلكتروني أو إبقاء الأمر سراً، خاصة أنه لا يمكنها على الإطلاق معرفة مدى نجاح السلاح الإلكتروني إلا عندما تستخدمه ضد الهدف. وهناك سؤال مهم أيضا يتعلق بالرد على الهجوم الإلكتروني. وقال «نيك هارفي» وزير القوات المسلحة البريطانية في وقت سابق من الشهر الحالي إن «المملكة المتحدة كانت في حاجة لامتلاك قدرة هجومية إلكترونية تكون بمثابة سلاح ردع». وذكر الستير نيوتون مسؤول السياسة السابق المختص بالحرب الإلكترونية في وزارة الخارجية البريطانية والمحلل السياسي إن التوصل إلى اتفاق دولي حقيقي واسع النطاق للأسلحة الإلكترونية ما زال حلما بعيدا.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©