الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العيدية» تملأ قلوب الأطفال بالبهجة وجيوبهم بالمال

«العيدية» تملأ قلوب الأطفال بالبهجة وجيوبهم بالمال
1 سبتمبر 2011 23:52
“العيدية” كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف، وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك، فكان السلطان المملوكي يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومَن يعملون معه، وكان اسمها “الجامكية” وتم تحريفها إلى كلمة “العيدية”. وتتفاوت قيمة العيدية تبعاً للراتب، فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية، وآخرون تقدم لهم دنانير من الفضة، إلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة ، وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالاً أخرى فكانت تقدم نقودًا وهدايا للأطفال، واستمر هذا التقليد إلى العصر الحديث. العيدية عادة قديمة وموروثة من الآباء إلى الأبناء، يحرص عليها الصغار والكبار، ويستعدون لها قبل العيد بعدة أيام من خلال “نوط العيد” التي تتأهب كعادتها البنوك بتوفير فئات الخمسة والعشرة دراهم، وفئة المئات التي تتلألأ بلونها في أيادي الأطفال الصغار الذين يتراكضون نحو الأهل والأقارب مادين أياديهم الصغيرة الدافئة ليتناولوا العيدية، لتبقي العيدية عادة جميلة لا تزال متأصلة في المجتمع الإماراتي خاصة والخليجي عامة رغم ظهور العيدية الإلكترونية التي تبهج قلوبهم الصغيرة وتغمرها ببهجة العيد. الحدث الأهم ينتظر زايد عبدالله “10 سنوات” العيدية على أحر من الجمر من كل عام؛ لأنها على حد تعبيره “عيدية قيمة من والده”. ويضيف “غالبا ما أحصل على العيدية من والدي وتكون ما يقارب 200 درهم، غير عيدية الأهل والأقارب لتكون المحصلة في نهاية اليوم الأول ما يقارب الألف درهم”. ويضع زايد العيدية في محفظته. ويتابع “سأحتفظ بالعيدية لشراء شيء أحبه وغالباً ما يكون هذا الشيء غالياً، فيساعدني أبي وأمي وأكمل ثمنه”، وعن الأشياء التي يفضل شراءها بالعيدية يقول “الألعاب هي أهم شيء بالطبع”. ويشاركه أخوه ماجد “8 سنوات” الفكرة، ويقول “في العيد أحرص على زيارات الأهل واحداً تلو الآخر من أجل جمع أكبر قدر من العيدية”. ويشير إلى أنه يحب الأوراق النقدية ذات الفئات الكبيرة. ويبرر “لأنها هي التي أستطيع بها شراء الألعاب الغالية التي تلفت انتباهي، وإن حصلت على مبلغ كبير سأشتري سيارة بالريموت كنترول ذات جودة عالية، وإن بقي من العيدية شيء سأشتري بعض الحلويات”. أما حمد خالد “13 سنة”، فيصف العيدية بأنها الحدث الأهم في العام؛ ولأن ميزانية العام كله يتم ضبطها على أساس العيدية، ويؤكد أنه يمضي كثير من الوقت قبل العيد في حساب العيدية المتوقعة هذا العام، حيث يقوم بكتابة أسماء كل الأقارب في ورقة كبيرة، ويضع المبلغ المتوقع من كل واحد ثم يقوم بتجميعه، ويقول حمد “في كل مرة تزيد الحصيلة عن توقعاتي؛ لأنه غالباً ما يزورنا صديق لأبي أو صديقة لوالدتي وتعطيني عيدية لم تكن في توقعاتي”. ويؤكد حمد أن استثمار العيدية هو مشروع كبير يخطط له بمنتهى الحرص، ولكن هذا التخطيط غالباً ما ينتهي بصرف العيدية في فسحة مع أصدقائه آخر أيام العيد أو بعد العيد. ويروي سالم خليفة “14 سنة” ذكرياته مع أول عيدية، فيقول “كنت أدخر كل عيديتي في عيد الفطر، ولم أصرف منها شيئاً ورغم إصرار والدي على صرفها، إلا إنه في نهاية الأمر اعترفت له بأن مبلغ العيدية سأشتري به هدية للوالدة فعيد ميلادها سيوافق اليوم الثاني من العيد، وعندما عرف والدي بذلك ساعدني وأضاف مبلغا من المال لشراء هدية مناسبة وكانت خاتم ذهب زين أصابع الوالدة”. تحضير العيدية قبل العيد بثلاثة أيام، تحرص عائشة الشامسي على تجهيز العيدية. تقول ‘’الجميع قبل العيد بأسبوع أو عدة أيام يحرص على توافر العيدية من البنوك، حيث يشتد الزحام والضغط على المصارف للحصول على العيدية ذات الأوراق النقدية والدراهم لتوزعها على الأطفال في العيد”. وتحرص الشامسي على توزيع العيدية على أبنائها أولاً والمقربين ثانياً وأبناء الأقارب ثالثا، وتضيف “أكثر من 3 آلاف درهم تصرف في اليوم الأول عيدية للأطفال، هم يستحقونها فهذه فرحتهم بعد صيام شهر رمضان ومكافأه لهم على صبرهم وتحملهم العطش والجوع”. فئات الأوراق النقدية الجديدة وفي بعض الأحيان، يؤجل راشد المقبالي صرف العيدية إلى آخر يوم من رمضان، يقول “نظراً لانشغالي بالعيد ومستلزماته، أسعى لتوفير العيدية آخر يوم من رمضان، وفي هذا اليوم بالذات كل من يحاول الحصول على العيدية في المصارف لا يستطيع إلا بشق الأنفس نظراً للزحمة، وعدم توافر فئات الأوراق النقدية الجديدة، وعدم وجود موقف للسيارة. لكن رغم كل ذلك أتحمل من أجل إدخال البهجة والسرور في قلوب أطفالي وأطفال الجيران والأهل”، لافتاً إلى قيمة العيدية التي يعطيها لصغار العائلة 20 درهما لكل فرد مع كيس حلوى، أما أبناء الجيران فتكون في الغالب 5 دراهم، أما الكبار في عمر “10-14 عاما”، فيحصلون في الغالب على 100 درهم. وإن كانت العيدية نقدية في الغالب، إلا أنه مع تطور العصر، ظهرت هناك العيدية الإلكترونية، إلى ذلك، تقول فاطمة عيسى “أصبحت العيدية الآن شبيهة ببطاقة الائتمان في كل بطاقة مبلغ خمسين درهما وهذه البطاقة خصصتها لأبنائي الصغار وأبناء جارتي الذين يعزون على وعدد قليل من أطفال الأقارب”. وتتابع “لا أجد البطاقات الإلكترونية بديلا مناسبا للعيدية؛ لأن العيدية ليست للشراء من المراكز التجارية العيدية لشراء الألعاب والحلوى من المحال القريبة لأنها تحمل معنى العيد ولا تحمل معنى البذخ والرفاهية”. هدية عينية تعتبر الهدية عادة اجتماعية متوارثة وجزءا من فرحة العيد خصوصاً عند الأطفال. إلى ذلك، تقول أمل بوشلاخ “ينتظر الأطفال العيدية بفارغ الصبر لأنها من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، فهي عادة جميلة تحمل معاني الود والحب والتكافل الاجتماعي والحرص على إسعاد الآخرين والعيدية ليست مقتصرة على الأطفال، بل تشمل الأخوات وبنات الأخ وبنات الأخت والعمات والخالات والأجداد عند بعض الأسر، وهي تقدم لهم على شكل نقود أو هدية عينية، ومهما كانت قيمتها، فإن لها أثراً كبيراً في النفس، حيث تبعث الفرحة والسرور في قلوب الصغار باعتبار أول يوم من العيد بالنسبة لهم يوماً مختلفا عن الأيام العادية من أيام السنة”. وتؤيدها في الرأي مذيعة “علوم الدار” صباح راجح، التي تجد أن العيدية عربون محبة، مشيرة إلى أن الأطفال يعرفون من يدفع أكثر لذلك يتدافعون عند هذا الشخص من أجل الحصول على عيدية كبيرة ليشتروا ما تتمناه قلوبهم. وتضيف “تبقى العيدية في نهاية الأمر رغم تقدم العصر هدية قيمة وواجبا اجتماعيا تقليديا لها طعم خاص لدى الأطفال وعادة محببة لدى الكبار حين يأخذون العيدية لهم التي لا تكتمل فرحتهم إلا بالحصول عليها من قبل الأب أو الأم أو الأهل لا سيما أنهم يعتبرونها هدية يشترون بها ما هم بحاجة إليه”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©