الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد الملا يكتب بتأمل أكثر ميلاً إلى الصمت

أحمد الملا يكتب بتأمل أكثر ميلاً إلى الصمت
27 نوفمبر 2010 00:22
صدر مؤخراً للشاعر السعودي أحمد الملا مجموعة شعرية خامسة بعنوان «تمارين الوحش»، عن دار الغاوون اللبنانية، ضمن السلسة الشعرية الخاصة بها، وتقع المجموعة في مئة وستين صفحة من القطع المتوسط. بدءاً يمكن القول إن حضور المرأة في «تمارين الوحش» جاء أكثر إلحاحاً، بل ربما متسلطاً أيضاً ولافتاً، سواء على مستوى الكتاب أو مستوى تجربة الشاعر إجمالاً، وذلك على الرغم من أن المرأة لم تكن غائبة في دواوينه السابقة. وميزة هذا الحضور هي في عذوبته وغرابته، إلى جانب أنه حضور شخصي وإنساني يمنحه الشعر جلاله الخاص: «أنتِ خطيفتي وملاذكِ بين ذراعي. أنهبكِ وأحنو أشقُّ الثوب وأغطي الضوء بجسدي أفترسكِ وأهدهد وجهكِ بالرقة ومن فمكِ ألتقط الكلام» هكذا تبدو المرأة كما لو أنها غائبة هي الحاضرة في التفاصيل كلها، لكن من الأرجح أن الشعر هنا أكثر قرباً إلى أن يكون إعادة إنتاج أو تدوير أو حتى قلب لمادة ما، هي تجربة مخيضة أو ما يمكن وصفه بأنه «تاريخ شخصي» على مستوى العيش المحض ثم على مستوى قراءة الشاعر أحمد الملا لهذا التاريخ الشخصي، تلك القراءة التي تمنح المرء مقدرة على التخييل وإلهاماً للكتابة وأناقة في التعبير عن التفاصيل والتضاريس الصغيرة: «وهي تتشهي اكتشاف العنق، سأدعها تذهب حيث تشاء بخفة الفرو ومكر الحرير، ومثل قاطع طريق لا يقرأ أسطح البيوت بل يقترب من نوافذها ويقفز داخل كل غرفة يريد أن يقول كل شيء دفعة واحدة وبصوت عال». إنه شعر بلا دويّ أو صراخ، بل شعر هدأة وتأمل أكثر ميلاً إلى الصمت، واللافت فيه على مستوى تقنيات التمظهر السردي للصورة الشعرية هو حضور المخيلة السينمائية على نحو ربما لم يكن موجوداً في تجربة الشاعر أحمد الملا سابقاً: «عدت إلى البيت يمكث فيّ النهارُ ويترقب نزول العتمة. أستيقظ كل ليلة على زئير رابض يتأهب أستيقظ على عينين تقدحان شهوة حمراء» ولا يعني ذلك غياب الثيمات والأفكار والصور الأخرى التي اشتغل عليها الشاعر في دواوين سابقة، فالعزلة حاضرة والتأمل كذلك بوصفه موقفاً من العالم ومن المعرفة. بمعنى أن الشاعر هنا في ممارسته للكتابة الشعرية يجعل من المرأة في حدّ ذاتها حالة تأمل لما هو شفيف ويعاين مصيراً بشرياً، غير أن ما يعاينه هنا أحمد الملا في «تمارين الوحش» يكتبه بإحساس رفيع وشديد التهذيب يمزج بين الشعري والإنساني: «البارحة، مرّ نهركِ بقربي وأغواني، غطست في الماء لأول مرة، لم أنوِ السباحة وأجدتُ الغرق. أنفاسي مغمورة باللذة، جسدي يموج بفقاعات الرغبة وماؤكِ مشبعٌ بالهواء». وكان قد صدر لأحمد الملا سابقاً المجموعات الشعرية التالية: «ظل يتقصف» و»خفيف ومائل كنسيان» و»سهم يهمس باسمي» و»كتبتنا البنات».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©