الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء العيد التراثية حنين إلى الأصالة يحفظ الهوية بصور للذكرى

أزياء العيد التراثية حنين إلى الأصالة يحفظ الهوية بصور للذكرى
21 أغسطس 2012
تشكل أزياء العيد أحد أبرز ملامح احتفالات العيد التي جسدت مشاعر الحنين إلى الماضي، التي تصب في صالح الجهود الكبيرة، التي تبذل للحفاظ على الهوية الوطنية، التي تتميز بها دول الخليج العربي عن الكثير من المجتمعات العربية. وأبرزت ملابس العيد الجانب التراث الشعبي الغني للدولة، وذلك من خلال لبس الأولاد للكندورة البيضاء والعصامة والبشت، وارتداء الفتيات للثوب الشعبي القديم مع المجوهرات والمشغولات الذهبية القديمة والحناء خلال عملية المعايدة التي تنتقل من بيت لآخر في مختلف الأحياء الإماراتية، الأمر الذي يعد مبادرة شخصية لإزالة آثار وبصمات العولمة من حياتنا الخاصة. قال الباحث علي المطروشي مستشار التراث والتاريخ المحلي بدائرة التنمية السياحية في عجمان، إن أبناء الإمارات حين يرتدون الملابس التراثية، يلقون إعجاباً عاماً من المجتمع، سواء من قبل الإماراتيين أو من غيرهم، كونهم أفراداً ملتزمين بتراث بلدهم، ذكوراً وإناثاً، وأكثر ما يكون الإعجاب والتقدير تجاه الأطفال الذين يحرص آباؤهم وأمهاتهم على إلباسهم الزي الوطني الأصيل، وعلى وجه الخصوص في الأفراح والمناسبات الوطنية والأعياد. وأشار المطروشي إلى أن هذا الالتفات نحو التراث والأصالة في دولة الإمارات، نتيجة للتوعية الإعلامية الكبيرة بأهمية المحافظة على الموروث وصونه بجميع أشكاله وصوره، فأصبحنا نلمس توجهاً جميلاً لدى أفراد شعب الإمارات في مختلف مناطق ومدن الدولة، للأخذ بزمام المبادرة للاهتمام بالتراث الإماراتي باعتباره أحد محددات الهوية الوطنية التي ينبغي الاعتداد بها، من أجل مكافحة الذوبان في ما يمسى بمؤثرات العولمة التي تركت آثارها وبصماتها الواضحة على سلوك شبابنا ومجتمعنا في العقود الأخيرة، شأننا شأن المجتمعات والشعوب الخليجية والعربية والإسلامية الأخرى، نتيجة للانفتاح على الثقافات العالمية بكل ما تحمله من سلبيات وإيجابيات. وقال: يلبس الأولاد خلال خروجهم للمعايدة الكندورة البيضاء والعصامة وأحياناً البشت، وهو نسخة مصغرة من البشت الرجالي، كما يلبس الأولاد أيضاً الخزام وهو قطعة قماش توضع فوق العصامة لتكون مثابة عقال يتم ربطه من خلف الرأس، أما البنات فيلبسن الثوب الشعبي القديم على أنواعه وأشكاله وتطريزاته المختلفة، بالإضافة إلى ارتدائهن الذهب المشغول وفق التصميمات القديمة التي كانت معروفة في ماضي الإمارات، وصولاً إلى تزيين اليدين والقدمين بالنقوش التراثية الجميلة للحناء. صور الأعياد الجميلة إلى ذلك، قال المصور محمد حسين آل أحمد آل علي حول غنى مشهد معايدات الأطفال في الأحياء، إن الأعياد فرصة، سواء للمصور الفوتوغرافي الإماراتي أو المصورين العرب والأجانب، وذلك من خلال التقاط الصور الفوتوغرافية المميزة للأطفال من الجنسين، وهم يظهرون في أبهى حلة وأجمل زينة، خاصة أنهم يظهرون في جماعات خلال احتفالية المعايدة المميزة، وهو الأمر الذي لا يتكرر دائماً من أجل التقاط صور فوتوغرافية غير عادية، سواء من حيث الموضوع أو التكوين أو العناصر الفوتوغرافية الجمالية التي تؤهل الكثير من هذه اللقطات الناطقة بجمال الزي الوطني الأصيل للدخول في مختلف المسابقات الفوتوغرافية من أجل حصد الجوائز، ومن جانب آخر تشكل الاستديوهات التراثية الناشطة في مختلف مدن وإمارات الدولة خلال الأعياد، نافذة جميلة للحفاوة بالتراث الوطني لدولة الإمارات، كما تشكل مساحة مهمة لأطفال الإمارات للعودة إلى أزياء وألوان حياة أجدادهم وجداتهم بكل ما تحملها من إطلالة جميلة وذوق رفيع في الهندام، والتقاط الصور في الأعياد والاحتفاظ كتذكار جميل نابع من القلب، كل هذه المشاهد أمر مهم بالنسبة لأولادنا وبناتنا، خاصة أنها تحمل نكهة أيام زمان التي لم يتذوق طعمها الجيل الجديد بالذات. خصوصية وطنية وأضاف محمد سلطان، مواطن، يرتدي معظم الأطفال الإماراتيين بمساعدة ذويهم ما يشاؤون من الأزياء الشعبية خلال انطلاقهم من بيت إلى بيت من أجل جمع العيدية، خاصة البنات اللواتي يرتدين أجمل الأزياء التراثية والذهب الذي يجمل النقوش القديمة، وهذه الأزياء التراثية تحرص معظم العائلات على إلباسها لأطفالها، سواء في العيد أو غيره من المناسبات الوطنية، وأنا أرى أن العيدية مثلها مثل «حق الليلة» ليلة النصف من شهر شعبان، وغيرها من المناسبات الاجتماعية والدينية، تساهم بشكل كبير في الحفاظ على موروثنا الاجتماعي وهويتنا الوطنية، لأنها تجسد خصوصية علاقة المواطن كفرد يحمل حباً وتقديراً وحنيناً نحو تراث بلده بكل ما تحمله ملامح الحياة الاجتماعية القديمة، كما تعزز من إحساسه بالانتماء لشعبه ووطنه. استمرارية الموروث وأشار خالد الجسمي إلى انتظار الأطفال بشغف كبير قدوم يوم العيد ليطلقوا فيه ضحكاتهم ويتذوقوا فيه طعم الفرح الذي حرموا منه نتيجة انشغال الأهل عنهم طوال الفترة التي تسبق العيد، حيث يجد المرء الأطفال وهم في أقصى لحظات السعادة في تنقلهم ما بين بيوت الأقارب والجيران مرتدين أحلى الملابس، فلا يتركون أي شخص كبير إلا وقاموا بتهنئته بالعيد وأخذوا منه العيدية لينطلقوا فرحين إلى الشخص التالي. فالعيد في الإمارات يعتبر يوماً خاصاً ومميزاً للأطفال، فالفرحة التي ترتسم على وجه كل طفل تكون ظاهرة للعيان، خاصة أن الأطفال يخرجون بأبهى حلة في هذا اليوم الاحتفالي الذي يلبس فيه الناس ملابسهم الجديدة، رجالاً ونساء، بينما يرتدي الأولاد الزي التقليدي الذي يتكون من الثوب التقليدي الأبيض والغترة والعقال، أما النساء والفتيات الصغيرات فيتجهزن بأحلى وأجمل الثياب والعباءة، ويتزين بأجمل نقوش الحناء، وكل هذه العناصر التي يحرص الإماراتيون على حفظها وتوارثها إنما تدل على الرغبة الصادقة في صون الموروث التراثي للإمارات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©