الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد زويد..سفير الأغنية البحرينية إلى العالم

محمد زويد..سفير الأغنية البحرينية إلى العالم
27 أغسطس 2015 20:00
تامر عبد الحميد (أبوظبي) أثرى الفنان الراحل محمد زويد الأغنية البحرينية والخليجية بالكثير من الأعمال الغنائية المعبرة عن أصالة الفن الخليجي وتحديداً في أدائه المميز لفن الصوت، حيث يعتبر زويد من أهم رواده والمساهمين في نشره، إذ بدأ الفنان البحريني مشواره الفني في ثلاثينيات القرن الماضي، حتى أصبح سفير الأغنية البحرينية إلى دول الخليج والهند ومصر وغيرها من بلدان العالم، وفي رصيده الفني نحو 300 أغنية متنوعة . زويد الذي ولد عام 1900، تتلمذ في بداياته الفنية على يد الفنان الكبير محمد بن فارس، وتلقى تعليمه الأول على يد معلم القرآن سيد علي، لينتقل بعدها إلى مرحلة جديدة من الحياة الشاقة، حيث ركب سفن الغوص مع أهل منطقته، وكان آنذاك في الخامسة عشرة من عمره، لكن صوت زويد الشجي أهله ليصبح نهاماً، ثم ترك العمل في صيد اللؤلؤ بعد أن زاوله لفترة قصيرة، بعدها انشغل بالغناء والطرب. كان زويد من المترددين على دار الفنان محمد بن فارس «دار البصرة» القريبة من منزله، وذلك لسماع الغناء والتدرب على عزف العود والتتلمذ على يد بن فارس نظير، وعندما تمكن زويد من عزف وغناء التراث البحريني، اعتبره المطرب بن فارس فناناً مميزاً يستحق أن يشاركه الغناء في داره. فنان صاعد في عام 1929 رشح محمد بن فارس، الفنان الصاعد محمد زويد بدلاً عنه لتسجيل أولى أغنياته في العراق، عن طريق شركة «بيضا فون»، بعدها انفتح الطريق أمام زويد لتسجيل أغانيه على أسطوانات، مثل «نعيش بذكراكم» و«ملكني قبل ما أملك» و«سلام يازين»، وبعد انتشار تلك الأسطوانات ذاع صيته في أرجاء البحرين ودول الخليج عامة، باعتباره أول مطرب بحريني تسجل أغانيه على أسطوانات، كما أدى الأغاني المصرية والعراقية والشامية ومن أشهرها أغانيه «كو كو» و«ياحمود ماشفت الخضر» ومقام «وقفة أيها القمر نتشاكى» وصوت «لمع البرق اليماني» و«أتهجرنا» و«أنت لنا حبيب». قصائد وطنية التقى زويد في عام 1941 يوسف العمران عاشق الشعر، المغرم بالأصوات وغناء القصائد العربية، ونفذ العمران عدداً من القصائد الوطنية التي غنى زويد بعضها في الأعياد والمناسبات الوطنية للبحرين ودول الخليج العربية، وكان زويد يختار أغانيه من القصائد العربية الفصيحة بمساعدة العمران من دواوين الشعراء أمثال المتنبي وبهاء الدين زهير وأبوالفراس الحمداني. مواصلة المشوار واصل زويد مشواره الفني في دور المطرب الشعبي في الجلسات الخاصة وحفلات الزواج أو متنقلاً من بلد لآخر لتسجيل أسطواناته، إلى أن وصلت آلات تسجيل الأسطوانات إلى البحرين عام 1946، واختصرت الطريق أمام زويد فأصبح يسجل أغانيه في البحرين بدلاً من العراق وبلاد أخرى، وفي الخمسينيات زاد نشاط زويد وتنقله بين دول الخليج تلبية لدعوات المعجبين، حيث غنى في المناسبات الوطنية والحفلات الخاصة والعامة، وساعدت إذاعة البحرين التي انطلقت عام 1955 في انتشار أغانيه على أوسع نطاق. صوت العرب عام 1957 قرر زويد السفر إلى القاهرة بصحبة صديقه يوسف العمران لتسجيل مجموعة أغان في إذاعة صوت العرب، وهناك التقى لأول مرة بالمطرب المصري كارم محمود، وسرعان ما توطدت العلاقة الفنية بينهما وكانا يشتركان معاً في إحياء السهرات الفنية، وفي هذه الفترة تعرف زويد أيضاً على الملحنين المصريين الكبيرين بليغ حمدي ومحمد الموجي والمطرب السعودي محمد عبده. تكريم آخر حفل شارك فيه المطرب محمد زويد بمناسبة تكريمه من قبل وزارة الإعلام البحرينية تقديراً لشخصه ومشواره الفني الخصب واعترافاً بدوره الرائد في حفظ فن الصوت البحريني الأصيل ونشره كان عام 1978، واحتفت به في هذه المناسبة العديد من المؤسسات الوطنية وقدمت له الهدايا التقديرية. وشارك في حفل التكريم عدد من المطربين الشعبيين ممن واكبوا المسيرة الفنية للمطرب محمد زويد وهم عبدالله سالم بوشيخة، علي خالد هجرس، عبدالله أحمد، يوسف فوني، جاسم العمران، الفنان يوسف قاسم، الشاعر عبدالرحمن رفيع وعدد من أبرز الفنانين الشعبيين منهم النهام سالم العلان، النهام أحمد بوطبنية، وسجل الحفل ووزع على كافة تلفزيونات دول الخليج العربية حينها. وتوفى زيد عام 1982، وخسرت البحرين أحد قاماتها الفنية الفريدة، ممن أغنوا الساحة الغنائية الخليجية وأثروها. أول مطرب بحريني تسجل أغانيه على أسطوانات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©