برر الفنان السوري سامر المصري سبب غيابه عن الساحة الفنية في العامين الماضيين يعود إلى الأحداث التي مرت في أغلب البلدان العربية، والأزمة التي تعرضت لها بلده سوريا بالأخص في السنوات الأخيرة، إذ أكد أنه لم يستطع أن يتأقلم مع الأمر مثل بعض الفنانين الذين شاركوا في أعمال فنية ابتعدت عن أرض الواقع في مضمونها.
وصرح سامر خلال وجوده في أبوظبي لتسجيل حلقة من البرنامج الإذاعي «لايف أت فايف» التابع لإذاعة «ستار أف إم»، وهو من تقديم الإعلامي فاروق درزي، وإخراج إيلي دابلي، أنه تأثر كثيراً شخصياً وفنياً، بما حدث في الشارع العربي من أحداث وأزمات، هذا التأثر جعله يرفض العديد من الأعمال التي عرضت عليه في الفترة الأخيرة، لاسيما وأنها احتوت فيها مضمونها على «فبركة النصوص».
أبعاد سياسية
وقال: لكن ما حدث للأسف غير منطقي، وأغلب الأعمال التي عرضت لم تحاك الواقع الذي نعيش فيه إلا بعض المسلسلات التي لا تعد على أصبع اليد الواحدة، مثل «حلاوة الروح» و«قلم حمرة»، معترفاً بأن مسلسل «الأخوة» على الرغم من قصته الجميلة وإنتاجه الضخم، إلا أن مضمونه لم يتماش مع الواقع نهائياً، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن أعمال البيئة الشامية أيضاً بدأت تتحمل أبعاداً سياسية، وقال: «من المعروف أن مثل هذه الأعمال تتميز بأنها اجتماعية خاصة، تحكي عن تفاصيل البيئة الشامية المجتمعية، لكن ما يحدث فيها حالياً من إسقاط التاريخ المعاصر على التاريخ الدمشقي، جعلها تتراجع بشكل كبير، مثلما حدث في إنتاج مسلسل «باب الحارة» في جزئه الأخير الذي عرض في رمضان، وكان الإصرار الغريب على إنتاجه بعد توقفه، والهدف من إيصال رسالة للجمهور في كل أنحاء الوطن العربي، بأننا بخير، والدليل على ذلك أن «باب الحارة» على الشاشات، أحد أهم الأسباب الرئيسة لتراجع المسلسل وبشكل كبير.
إحياء الدراما السورية
وتابع: لا أحب أن أغامر باسمي في إحياء الدراما السورية في أعمال بعيدة عن الواقع، حيث إنني لا أرى نفسي إلا في حالات درامية حقيقية، فالرومانسية والحب التي انتهجها أغلب صناع الدراما في الفترة الأخيرة كموضوعات للمسلسلات، ما هي إلا مجرد للهروب من الواقع الذي نعيش فيه، لافتاً إلا أنه لا يمانع إطلاقاً تقديم أحد الأعمال الرومانسية، بشرط أن تستند على الآن وهنا، لأن هذا أهم ما في الفن.
ظاهرة الاقتباس
ورفض سامر ظاهرة الاقتباس، التي أصبحت أساس الدراما السورية والعربية بشكل عام، حيث قال: الاقتباس من قصص وروايات وأعمال أجنية وتركية ومكسيكية لا تتماشى مع وقعنا العربي، مهما «عربناها»، فالدراما العربية من وجهة نظري بعد أن وقعت في قفص الاقتباس من الأعمال الخارجية الناجحة أصبحت تواجه مشكلة كبيرة في عدم الوصول إلى المشاهد وملامسة همومه واهتماماته، خصوصاً وأن حياتنا وتاريخنا العربي مليء بالأحداث التي تحاكي عقل المشاهد العربي باحترام.
الاتجاه إلى مصر
وصرح أنه مع العودة القوية للأعمال الدرامية المصرية، فهو يفكر وبشكل جدي في الفترة الأخيرة، أن يشارك بأحد الأعمال الدرامية المصرية، وذلك بعد خرجت من عنق الزجاجة، على أيدي الدماء الجديدة، سواء في الإخراج أو التمثيل أو الكتابة، والذين استطاعوا تقديم أفكار جديدة ومضمون مختلف، الأمر الذي يشجعه في الاتجاه إلى مصر في الفترة المقبلة.
وكشف المصري عن أنه يقرأ حالياً سيناريو لفيلم أجنبي عالمي بعنوان «FreedomHorse»، لكي يشارك في بطولته بأحد الأدوار، موضحاً أنه تم تأجيل تصويره لمدة شهرين، بسبب بعض المشكلات الإنتاجية، معترفاً بأن هناك تجارب عالمية شارك فيها بعض الشباب الموهوب الذين قاتلوا من أجل خدمة القضايا العربية، مثل المخرج الأميركي من أصل فلسطيني سام قاضي الذي قدم فيلمcitizenأو المواطن، الذي شارك في بطولته الفنان المصري خالد النبوي، مشيداً أيضاً بالدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات من ناحية الإنتاجات العربية العالمية، التي من خلالها يسطع صوت العرب في العالم بأكمله.
كما كشف المصري أيضاً عن مشاركته في بطولة فيلم عربي عالمي، إلى جانب نخبة من الممثلين الخليجين والمصريين، ومن المقرر أن يعرض قريباً في أبوظبي، لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيله في الوقت الحالي.
عدد اليوم
