الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مكانة المرأة الإماراتية ترتكز على إيمان القيادة بدورها كشريك في التنمية

مكانة المرأة الإماراتية ترتكز على إيمان القيادة بدورها كشريك في التنمية
27 نوفمبر 2010 20:00
الدكتورة حصة العتيبة سيدة إماراتية رائدة، امتازت باجتهادها وعلمها وإخلاصها في العمل الوطني، إلى جانب دعم الأهل والدولة، وتمكنت بذلك من الحصول على أعلى المراتب العلمية وشغلت منصبا عاليا في السلك الدبلوماسي حين اختيرت لتمثيل بلادها كأول سفيرة عربية في المملكة الإسبانية. «الاتحاد» التقتها للحديث عن ملامح من حياتها وتجربتها. تسجل المرأة الإماراتية حضورها المتألق يوماً بعد يوم في مختلف مجالات الحياة، من الجامعات إلى مجالات الإبداع في الأدب والإعلام والفنون التشكيلية والإنتاج السينمائي، وصولا إلى تميزها في الإدارة والاقتصاد وسيدات الأعمال. ومن هؤلاء الدكتورة حصة العتيبة التي استفادت من الرؤية الرشيدة للقيادة الإماراتية الحكيمة، التي تعتبر المرأة ركنا أساسيا وشريكة حقيقية في بناء المجتمع والنهوض به، إلى جانب أخيها الرجل، وهي رؤية تؤكد أن الصقر لا يطير إلا بانسجام جناحيه. مشاركة المرأة تشهد الإمارات نهضة شاملة شكلت مشاركة المرأة عنصرا واضحة فيها، وحول رأيها في أهم الأسباب التي وضعت المرأة في هذه المكانة المرموقة، تقول العتيبة «أسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هذه النهضة التي يراها العالم كله، وتمتاز بالاقتناع التام بأهمية المرأة في المشاركة، لأنها تمثل مع الرجل المجتمع بأكمله. إلى جانب دور أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام التي رافقته في مسيرته رحمه الله، وهي تمثل لنساء الإمارات نموذجا يقتدى به». وتتابع «دور المرأة المتقدم جاء أولا من إيمان القيادة الرشيدة بدور المرأة، ثانيا من إيمانهم بتطبيق تعاليم ديننا الحنيف الذي أعطى الرجل والمرأة كل الحقوق والواجبات، والذي اعتبرهما معا يمثلان المجتمع، أما الجزء الثالث فيأتي من التعليم». وتضيف العتيبة «يمتاز الرجل الإماراتي بالنظرة البعيدة والأفق الواسع، سواء كان زوجا أو أبا أو ابنا أو زميلا. أنا أتكلم عن تجربة شخصية فقد لقيت الدعم الكبير. النقطة المهمة أن الإمارات تقف في مصاف الدول المستقرة ولها مكانة كدولة تبحث عن التقدم الحضاري، بما لا يؤثر على تقاليدها وتراثها، كما تهتم في جميع النواحي النظرية السلمية ما يجعل لها احتراما في جميع الأماكن والمحافل الدولية». وتوضح «لمست هذا الاحترام عندما زرت الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا في بيته والملكة صوفيا كلمتني عن دور سمو الشيخة فاطمة، وهي تراقب عن كثب المجهودات الكبيرة التي تقوم بها لدعم المرأة الإماراتية، لأن هذا ليس على نطاق ضيق، لكن جهودها وأياديها البيضاء على مستوى العالم». وتلفت إلى زيارتها إلى الفاتيكان، قائلة «عندما التقيت قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر تكلم عن التسامح الديني في الإمارات، وعن الحقوق الدينية المكفولة للجميع. وهذه النقاط كلها تشعرني بالفخر وتحفزني على مزيد من العطاء». دور الأهل حول دور الأهل فيما وصلت إليه، تقول العتيبة «الجميع كان لهم دور إيجابي، فأبي المرحوم عبد الله بن أحمد العتيبة كان يحرص على التعليم سواء ولدا أو بنتا. وأنا فتحت عيني على دعم القيادة للتعليم والاهتمام بالمرأة وإعطائها دورها، كما أن دور الزوج مهم، فزوجي عبد العزيز ناصر الشامسي سفير الدولة في إيطاليا، كان له دور كبير في أن يأخذ بيدي، كما أن الأولاد يتفهمون طبيعة عملنا، وخاصة أن إسبانيا وإيطاليا قريبتان من بعض». وتتابع «أنا أول سفيرة عربية في المملكة الإسبانية، وحصلت على دعم كبير من السفراء العرب الذين كانوا مستعدين لمساعدتي». وبالنسبة لآلية التواصل الحضاري التاريخي بين الإمارات العربية المتحدة وإسبانيا، توضح العتيبة «عندما كلفني سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لأكون سفيرة للدولة في إسبانيا، كان ذلك مدعاة كبيرة للفخر بالنسبة لي ومسؤولية غالية، خاصة وأن تاريخا عريقا يجمعنا بإسبانيا. فعندما تتجول في الأندلس ترى فن العمارة الإسلامية، وهناك في اللغة الإسبانية نحو خمسة آلاف كلمة من أصل عربي». وتقول إن «المسؤولين الإسبان الذين تعاملت معهم قالوا لي إنهم يفخرون بكونهم جزءا من الحضارة العربية الإسلامية، وهم لا يعتبرون أن العرب كانوا غزاة، على العكس بل كانوا ناقلي حضارة. وفي الوقت الذي كانت معظم الدول الأوروبية تعيش في ظلام الجهل، كانت الجامعات العربية في غرناطة والجامعات الإسلامية منبرا علميا وفكريا، وكان الملك شارلمان وملوك أوروبا في ذلك الوقت يرسلون رسائل استئذان ليسمح لأولادهم الدراسة في هذه الجامعات العربية. وكان هناك قدر كبير من التسامح من الحكام العرب المسلمين هناك ومشهود لهم في التاريخ بذلك». صورة مشوهة حول دورها في مكافحة الصورة المشوهة لوضع المرأة العربية في العالم العربي التي يكرسها الإعلام الغربي. تقول العتيبة «أفعل ما باستطاعتي لدحض هذه النظرة السلبية، وفي إحدى المرات حاولت صحفية أجنبية أن تستفزني في بعض الأسئلة، والموضوع كان يومها عن الحجاب وكنت أتكلم عن المرأة الإماراتية، فقاطعتني بمداخلة ليس لها علاقة بالموضوع، فقلت لها الحجاب بالنسبة لنا كمسلمين يقربنا مع الديانات الأخرى، فكل الديانات تسعى إلى الحشمة سواء في التعامل أو الألفاظ أو الزي، وهي جزء من العقائد، وقلت لها إن هذه نقطة التقاء بيننا وبينكم، فرسوم مريم العذراء في الكنائس تظهرها وقد غطت شعرها كما أن زي الراهبات يشبه إلى حد كبير الحجاب، والحجاب جزء من ديني وجزء من تقاليدي وأنا متمسكة به، ويجب عليكم كصحفيين ألا تسيسوا هذه المسألة، وبالنهاية موضوع الحجاب هو موضوع شخصي». للإمارات بصمة مضيئة ويد بيضاء في كل مكان من العالم، وعن البصمة الإماراتية في إسبانيا، تقول العتيبة «المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه أنشأ مركزا إسلاميا كبيرا، وهو عبارة عن مدرسة ومكتبة تضم آلاف الكتب، ويعتبر منارة من منارات العلم وموقعه في جنوب إسبانيا. ونحن الآن بتوجيهات من سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في تواصل دائم معهم لضمان استمرارية هذه المنارة الحضارية للجميع. ويضم هذا المركز أقساما للغة العربية وأقساما مهمة أخرى يستفيد منها الطلاب. كما أن الإمارات تتعاون مع الجامعات الإسبانية وفق مذكرات تفاهم في طريقها للتوقيع». وتضيف «بتوجيهات من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية نحاول أن نربط بين الجامعات لدينا هنا في الدولة والجامعات في إسبانيا. ولن يكون التعاون فقط على مستوى الجامعات، بل أيضا هناك تعاون على المستوى الصحي، ففي إسبانيا يوجد أكبر مركز لطب العيون، وقد تم توقيع اتفاق بين المركز ووزارة التربية هنا في الدولة وسيعلن عنه قريبا. وكذلك هناك تعاون في النواحي الاقتصادية»، مشيرة إلى تعاون مع البيت العربي، وهو مؤسسة تابعة لوزارة الخارجية الإسبانية مهمته ربط السفارات العربية بالمجتمع الإسباني من خلال رعاية نشاطات تراثية ومحاضرات ثقافية. وتعاون اقتصادي تمثل في توقيع اتفاقيات بين غرفة التجارة في أبوظبي ومدريد وبرشلونة، بين عجمان والماريا، وبين غرفة تجارة الشارقة ومدريد. أوجه التعاون حول أوجه التعاون بين الدولة وإسبانيا على المستويين الفني والثقافي، تقول العتيبة «تكلمنا مع معالي وزير الثقافة في الدولة في هذا الجانب، ونحن بصدد تنظيم أسبوع ثقافي خاص بالإمارات في المملكة الإسبانية. كنا نود أن يترافق مع العيد الوطني، لكن الظروف لم تكن مواتية فالوزارة لديها ارتباطات مشابهة في أماكن أخرى، وسيكون هذا الأسبوع مع مطلع السنة الجديدة، وسيكون شاملا ومنوعا يضم معارض رسامين ومحاضرات ثقافية وندوات شعرية، إلى جانب العروض التراثية». وتتقن العتيبة خمس لغات، في هذا السياق تقول «ديننا الإسلامي حثنا على طلب العلم في جميع مجالاته، ويقال «من عرف لغة قوم أمن شرهم». وتعلم اللغة شيء ضروري، وأنا أتكلم اللغة الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والبرتغالية وأهم اللغات اللغة العربية، وبرأيي من الضروري تعلم اللغات من أجل التواصل مع الشعوب الأخرى». وتتابع «بالنسبة لي اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وهي أحب لغة على قلبي، ومهما تعلمها أحدنا لا يمكن القول إنه أتقنها فهي غنية بالكنوز والدلالات، وأنا أحث الشباب والبنات على تعلم اللغات لأنها وسيلة للوصول للآخر وتعريفه بك وبتراثك وأخلاقك، لتعطيه الصورة الحقيقية لك، لا أن يأتي الآخر ويعطي صورة عنك. فكل واحد منا بمجرد سفره خارج بلده يكون سفيرا لها في البلد الذي يذهب إليه». وحول كيفية توفيقها بين الاقتصاد الذي هو مجال دراستها وبين العمل السياسي كسفيرة لبلادها، تقول العتيبة «صحيح أنني درست إدارة الأعمال وحصلت على ماجستير في نظم المعلومات ثم الدكتوراه في مجال الكمبيوتر. نحن في الإمارات نسعى لخدمة الوطن في جميع المجالات، ومجرد أن يحاول أحدنا أن يقدم كل جهده وتركيزه في سبيل بناء وطنه ينجح في أي مجال. والإنسان العربي، السياسة في دمه ودائما مثلا نطالع الأخبار، وأنا أسعى جهدي لتقديم الصورة المشرقة والجميلة لبلدي الإمارات». خدمات السفارة لمواطني الدولة عن الدور المهم الذي توليه سفارات الإمارات العربية المتحدة لمواطنيها خارج الدولة، توضح الدكتورة حصة العتيبة، سفيرة الدولة في إسبانيا «السفارات وجدت لتخدم مواطنيها في الخارج وتخدم أي شخص من الإمارات في الخارج، وبتوجيهات من معالي وزير الخارجية سمو الشيخ عبد الله بن زايد جاءت فكرة أن يكون هناك تواصل مع المسافرين إلى خارج الدولة، وبمجرد أن يفتح الشخص هاتفه الجوال في أي بلد آخر تصله رسالة الترحيب وأرقام التواصل مع السفارة الإماراتية، وكذلك هناك خدمة تواجدي على الإنترنت»، داعية جميع المسافرين من الإمارات العربية المتحدة أن يكتبوا أسماءهم من خلال هذه الخدمة لتتمكن السفارات من التواصل معهم ومساعدتهم في أي شيء قد يحتاجون إليه في الخارج، فالسفارة في الخارج هي سفارتهم وبيتهم ويمكنهم في أي وقت التواصل معها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©