السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محصول القوار طريق المزارعين الهنود نحو الثراء

محصول القوار طريق المزارعين الهنود نحو الثراء
21 أغسطس 2012
تحولت ثمرة نبات القوار الصلبة بعد طحنها إلى مكوِّن أساسي يدخل في عمليات التعدين عن النفط والغاز في عملية تسمى بـ “التفتيت”. وفي تطور مفاجئ ونظراً لارتفاع أسعار هذا النبات، انخفضت عائدات شركة “هاليبورتون” الأميركية لخدمات النفط، بينما ارتفعت عائدات المزارعين وأسعار الجرارات والأراضي في منطقة لوردي بولاية راجاثان الهندية. وأصبح القوار بثماره الصلبة يلعب دوراً عالمياً غير متوقع، بينما تحول مزارعوه الفقراء إلى عنصر ضروري في تأمين الطاقة لأميركا. ودأب المزارعون في هذه المنطقة ولعدد من القرون على استخدام هذا النبات غذاء لأسرهم وعلفا لحيواناتهم. وعلى الرغم من تعدد موارد الغذاء، إلا أن القليل منها ينمو في صحراء ولاية راجاثان الغنية بثقافتها والشحيحة في أمطارها. ونبعت الفوائد التجارية من القوار عندما اكتشفت شركات السلع الغذائية خاصية امتصاصه للماء، حيث يستخدم مسحوق النبات في الوقت الحالي لتماسك الآيسكريم ولهشاشة المعجنات. والأكثر أهمية للمزارعين اكتشاف أن القوار يساعد على تقليل سيولة الماء، للحد الذي يجعل المزيج قادراً على حمل الرمال على جوانب الآبار التي يتم حفرها عن طريق التفتيت الأفقي. وقاد انتشار هذا النوع من عمليات الحفر إلى انتعاش إنتاج الغاز الطبيعي وتراجع واردات النفط وابتعاد تدريجي عن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم. وربما انعكس تأثير عمليات التفتيت على مخزون المياه الريفية أيضاً وتسبب في دمار بيئي في بعض أجزاء أميركا. لكن من الصعب أن يصف أي فرد في راجاثان هذه العملية بالمضرة، حيث يعتبرها الجميع نعمة كبيرة. ويقول مايكل إيكونومايدز، أستاذ الهندسة وخبير التفتيت في “جامعة هيوستن”: “ليس من الممكن الحصول على سائل التفتيت دون توافر القوار، وما يثير قلق الجميع تقلصه في الهند بدرجة كبيرة في الوقت الراهن”. وتساهم الهند بإنتاج 85% من محصول القوار في العالم. وبتنامي المخاوف المتعلقة بتوقعات موسم أمطار هذا العام الذي يمثل ضرورة كبيرة لتحقيق إنتاج كاف، زادت حدة المضاربة حول المحصول بدرجة كبيرة أدت إلى تعليق تداول عقود القوار الآجلة. وبتأخر موسم الأمطار عن موعده، لا تزال هذه العقود مؤجلة حتى الآن وليس من المتوقع استئنافها قبل التأكد من تأمين محصول كاف. وتبذل في الوقت الراهن جهود على المستوى العالمي لضمان أن مخزون القوار قريب من الإيفاء بالطلب المتزايد، إضافة إلى توظيف مئات الآلاف من المزارعين بهذا الغرض. وتساهم شركة “فيكاس دبليو أس بي” المتخصصة في إنتاج القوار، بقدر كبير في هذه الجهود، حيث تقوم بتوزيع بذور محسنة على المزارعين في مختلف أرجاء الهند. وأقنعت الشركة المزارعين في إقليم البنجاب الذين باعوا كل مخزونهم في السنة الماضية عند ارتفاع الأسعار، بزراعة القوار في موسم الربيع بدلاً من القطن. وبتوقعاتها بمحصول وفير، زادت الشركة سعتها الإنتاجية بأكثر من الضعف بإنشاء مصنعين آخرين لمعالجة القوار في مدينة جودهبور. وبحلول العام المقبل تسعى الشركة لإنتاج 86?400 ألف طن من بودرة القوار يومياً. ويقول أس كي شارما، مدير شركة “لوتس للصمغ والكيماويات”: “لم أر إنتاجا بمثل وفرة السنة الماضية طيلة فترة الـ35 عام التي قضيتها في هذا الحقل. لكن ما يثير قلقنا الجهود التي تبذلها الصين وأستراليا ودول أخرى لزراعة المحصول”. وتخطط الشركة لفتح مصنع آخر مخصص لخدمة شركات الغاز فقط. وعلى الرغم من زيادة الإنتاج، إلا أن العديد من المحللين يعتقدون أن أسعار القوار ستظل على ارتفاعها على المدى القريب. وذكر نيل بيفريدج، محلل النفط في شركة “سانفورد بيرنستين” أن الطلب على خدمات التفتيت سيرتفع بسرعة مع توسع النشاط خارج نطاق أميركا الشمالية. ويقول “بدأنا نشهد بالفعل زيادة مضطردة في شرق أوروبا والأرجنتين وأستراليا والصين والهند نفسها”. وتحذر سوزان ساكمار، محللة الطاقة في سان فرانسيسكو، من أن ينتج عن انتعاش خدمات التفتيت البحث عن بديل للقوار، الافتراض الذي يستبعده العديد من الخبراء نظراً لانخفاض تكلفة المحصول بدرجة كبيرة. ويتجه العديد من المزارعين في الهند نحو زراعة كل المساحات المروية بمحصول القوار هذا العام، بدلاً من المحاصيل الأخرى نتيجة الأرباح الكبيرة التي حققوها في العام الماضي. لكن يأمل الكثيرون من مزارعين وتجار وشركات، في موسم أمطار يجود بمياه تكفي لري المحصول خلال العام الحالي. نقلاً عن: «إنترناشونال هيرالد تريبيون»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©