اتسمت الحقائب، التي طرحتها المصممة تهاني الجندي، مؤخرا، بانحيازها للفنون التراثية، وإعادة إحياء الأساليب التقليدية في الرسم والزخرفة على الجلد عن طريق أقلام الحرق، التي تحدث تأثيرات على الجلد الطبيعي بوساطة جهاز الحرق «البيروجراف»، وهي إحدى الطرق المتوارثة عبر مئات السنين، إلى جانب حقائب مزينة بزخارف مطرزة بالسيور الجلدية الرفيعة.
وظيفة الحقيبة
حول أسلوبها في تصميم الحقائب، تقول الجندي، إنها تضع في اعتبارها طبيعة الغرض من الحقيبة، فالمرأة تحتاج لحقائب عدة، منها حقيبة صغيرة لأدوات المكياج، وأخرى لتجمع أغراضها، مثل النظارة والموبايل وميدالية المفاتيح إلى جانب حافظة النقود وكروت الائتمان، وقد تحتاج إلى حقيبة خاصة للأوراق واللاب توب.
وتضيف «اخترت أن تكون تصاميمي مختلفة عن الأنماط السائدة في الأسواق والمحال التجارية، وكان هدفي تقديم تصاميم عصرية تناسب المرأة من مختلف الشرائح العمرية، وتنسجم مع أحدث اتجاهات الموضة في الأزياء والألوان، وتحقق لها التفرد والأناقة».
وتوضح «وجدت أن الجلد الطبيعي بلونه المميز له جماله الساحر، فضلا عن كونه ينسجم مع معظم الألوان، وهو خامة مترفة تتقبل وضع زخارف وتطعيمات، سواء بالأحجار أو الأصداف أو بالتدكيك، وكذلك التطريز بالخيوط الحريرية أو القطنية الملونة»، مشيرة إلى أنها أساليب فنية تقليدية استخدمها الأجداد الذين أبدعوا العديد من الأفكار التي لاتزال تلهمها لتقدم مصنوعات جلدية تعكس عراقة الماضي وتقنيات العصر.
شروط الملاءمة
تلفت الجندي إلى أنها في كل موسم تصنع مجموعة من التصاميم الملائمة لطبيعة الموسم، وتراعي أن تكون أحجام وأبعاد الحقائب متعددة لتلائم المرأة الطويلة والقصيرة والنحيلة والبدينة، موضحة أن أهم ما تنصح به المرأة عند اختيار الحقيبة هو أن تتأكد من ملاءمة حجـم الحقــيبة لشكل القوام.
وتؤكد أن صاحبة القامة الطويلة عليها اختيار الحقائب المتدلية والابتعاد عن الحقائب ذات الحمالات القصيرة لأنها ستجعلها تبدو أكثر طولا، والقصيرة يناسبها الحقائب الصغيرة ذات الحمالات القصيرة جدا، أما الممتلئة فيفضل أن تختار حقيبة تعلق على الكتف وتكون متوسطة الحجم، بحيث تصل إلى حدود الخصر وعليها تجنب الحقائب الصغيرة التي تجعل الأنظار تشعر بأنها اكثر بدانة مقارنة بحجم الحقيبة.
وعن الحقائب ذات اليد الطويلة التي تعلقها المرأة بشكل مائل، وهي ما يعرف «بالكروس»، تقول الجندي «هذه النوعية من الحقائب تناسب الشخصية العملية التي لديها مهام متعددة، وتمارس حياتها بإيقاع سريع، وتلك النوعية من الحقائب تجعلها تستمتع بحرية الحركة والانطلاق سريعا، كما تتيح لها التأكد من وجود أشيائها بطريقة سهلة من دون أن تهدر وقتها».
الجلد باق
ترى الفنانة تهاني أن الجلد الطبيعي خامة تتحدى تقلبات الموضة فهي مازالت تبوح بأسرارها لكل من يتعامل معها، مشيرة إلى أنها تتعامل مع الحقائب التي تصممها باعتبارها عملاً فنياً لكل منها موضوع مستقل، وتجري تجارب لاختيار الرسوم ونمط الزخرفة المناسب، موضحة أن اختيارها لأسلوب الرسم بالحرق في بعض الموديلات جاء بعد خبرة طويلة امتدت لسنوات؛ فهذه التقنية تحتاج لدقة شديدة في التعامل، حيث يصعب إجراء تعديل أو حذف لما تم تنفيذه من رسومات.
ويشار إلى أن الجندي طرحت مجموعتها الأخيرة من الحقائب، في إطار المعرض الضخم، الذي أقيم مؤخرا للحرف التراثية والتقليدية بقصر الفنون بالأوبرا المصرية.
عدد اليوم
