400 ألف حالة نقل «غير مرخص» لمقالات صحفية على مواقع إلكترونية أميركية

أعلنت شركة “أتريبيتور” (Attributor) المتخصصة في تقصي حقوق الملكية الفكرية في الولايات المتحدة الأميركية عن خلاصة ما سمي أول دراسة من نوعها لحجم القرصنة الفكرية على المواقع الإخبارية والحلول العملية لمشكلة نقل آلاف مواقع الإنترنت بدون ترخيص للأخبار والمقالات الصحفية المنشورة في أهم الصحف الأميركية. أجرت شركة “أتريبيتور” المتخصصة في تقصي حقوق الملكية الفكرية في الولايات المتحدة ما يشبه محاكمة تقييمية لأبرز المؤسسات الإخبارية الأميركية في مجال تطبيق قواعد حقوق المؤلف والملكية الفكرية. ووجدت أن 75% من المواقع قامت خلال خمسة أشهر تمتد من شهر مارس وحتى يوليو من العام الجاري بنشر نصوص كاملة من مواقع الصحف والوكالات الكبرى دون الرجوع إلى حقوق الناشرين الأصليين الأساسيين أو مراعاة القواعد التي ينص عليها “قانون الأقلية لحقوق الملكية الفكرية” (DCMA). فحص عشوائي وجدت الدراسة، التي نفذتها “أتريبيتور” دعما لاتحاد “فير سينديكيشن” ومشروع متابعة الابتكار لنماذج المشاريع والأعمال التجارية وأنشطة حقوق الملكية الفكرية في مجال محتويات الإنترنت، أن أكثر من 400 ألف نص نشرت بطريقة غير قانونية في 44 ألفا و906 موقع لكونها نقلت عن أكثر من 70 ألف مادة ومقال صحفي من النسخ “الأصلية” الإلكترونية التابعة لأهم الصحف القومية الأميركية. وجرى تعريف معنى “النص المنقول بالكامل” بأنه الذي يحتوي على أكثر من 80% من المادة الأصلية بعدد أكثر من 125 كلمة. وضمن الدراسة ذاتها تم إجراء عملية فحص لـ107 مواقع اختيرت عشوائيا من بين المواقع التي نقلت أكثر من عشرة نصوص كاملة تعود لملكية فكرية لجهة واحدة خلال فترة ثلاثين يوما وقد جنت أرباحا من إعلانات عبر الإنترنت. وبناء على الدراسة، التي نشرت نتائجها على موقع “prweb.co”، قامت “أتريبيتور” باقتراح وتجربة عدة حلول لمحاولة معالجة تفشي هذه الظاهرة. ومن بين ذلك قامت بإرسال خطابات “ودية” إلى أصحاب المواقع المعنية للفت نظرهم إلى تجاوز قواعد الملكية الفكرية، وكما طلبت من محركات البحث على الشبكة حذف النصوص المنقولة من نتائج البحث ذات العلاقة إضافة إلى الطلب من شبكات الإعلانات حذف إعلاناتها من صفحات النصوص المنقولة. وبينت نتائج هذه العملية أن 75% من المواقع الناقلة للنصوص وافقت على اتباع إجراءات الملكية الفكرية قبل النشر أو لجأت طوعيا إلى حذف النصوص المنقولة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة “أتريبيتور” جيم بيتكوي (Jim Pitkow) إن نتائج “المحاكمة” تبين للمرة الأولى أن أصحاب المواقع كانوا متعاونين مع الرسائل الودية ومستعدين لاتباع الإجراءات التي يطلبها أصحاب الحقوق الفكرية، ما يمهد الطريق لنماذج جديدة من التسوية في المجال المالي، مثل التشارك في العائدات المالية مع المؤسسات الصحفية التي يتم نقل وإعادة نشر موادها، كما تظهر نتائج الدراسة إمكانية وضع سياسات جديدة في ميدان صناعة النشر. حماية الحقوق أكدت الدراسة أن محركات البحث على شبكة الإنترنت وشبكات الإعلانات لديها النية للعمل مع أصحاب حقوق الملكية الفكرية وفق بنود مبسطة جدا؛ فمن بين 15 ألف رسالة تم إرسالها إلى هذه الجهات لم يتم الاعتراض على أي منها. وتختص شركة “أتريبيوتر” للتكنولوجيا ومقرها سان ماتيو في ولاية كاليفورنيا برصد المحتويات الصحفية من مختلف الأحجام لمساعدة زبائنها من دور النشر والمؤسسات الصحفية على حماية حقوقهم من الملكية الفكرية، ومن هؤلاء الزبائن “هاربر كولينز”، و”جون وايلي اند سونز”، ومنشورات “هارفرد بيزنيس” الأسوشيتدبرس، ووكالة فرانس برس وفايننشال تايمز وغيرها من الوكالات وكبريات الصحف الأميركية. وجاءت الدراسة بعد تقرير نشره “فير سنديكيشن كونسرتيوم” في ديسمبر 2009 ووجد أن أكثر من 75 ألف موقع أعاد نشر محتويات الصحف الأميركية خلال فترة ثلاثين يوما، وأن في هذه المواقع قد تم رصد حوالي 112 ألف نص كامل بدون ترخيص، كما أن “جوجل” و”ياهو” يعتبران من الشبكات الرئيسية في جني أموال من عمليات إعادة النشر هذه. ووجد التقرير نفسه أن المقالات من الصحف الأميركية الأوسع انتشارا تعرضت للنقل وإعادة النشر بمعدل يزيد عن 15 مرة لكل مقال. ويسعى معهد “فير سينديكيشن كونسورتيوم” المدعوم من قبل شركات ومؤسسات إخبارية كبرى منها رويترز وبوليتيكو، إلى إيجاد إجراءات للحصول على حصة من عائدات الإعلانات التي تحصل عليها شركات ومواقع الإنترنت التي تتهم بأنها لا تراعي قواعد الملكية الفكرية. (المصدر www.gamepolitics.com)