الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتحاد الخير

27 نوفمبر 2010 20:10
إن شعور الانتماء للوطن يجعل الفرد يشعر بكيانه ووجوده وهويته، وهذا يمنحه القدرة على البناء والإنجاز والتقدم، والقوة على مقاومة ما يمنعه من ذلك. والله سبحانه وتعالى خلق البشر وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، وميز بعضهم عن بعض بأمور، ووزع الأرزاق بأشكالها وأنواعها المختلفة، وقدر لكل أمة قدرها لتحقيق ما يسمى بالتعاون والتكامل؛ لأن الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي. وفي علم الاجتماع ترى نظرية «التبادل الاجتماعي» أن البشر مخلوقات أنانية في طبيعتها، وأن العلاقات الاجتماعية تبنى على المصالح الشخصية. بينما (روبن) لا يعتقد أن نظرية «التبادل الاجتماعي» تقدم وصفاً وافياً، أو حتى كافياً، للعلاقات الإنسانية. ولذا قال: «يتصف البشر أحياناً بالمروءة والإيثار بكل معنى الكلمة ويضحون من أجل الآخرين دون اعتبار لأية مكافأة يمكن أن ينالوها بالمقابل». ونحن في هذه الأيام نستعد للاحتفال بالعيد الوطني التاسع والثلاثين من عمر الاتحاد الذي شيد على يد وسواعد رجال فكروا وتناقشوا وعملوا بكل جد ونية صادقة ورغبة قوية لإسعاد شعب سبع إمارات وتحقيق الأمن والأمان والعيش الرغيد في ظل اتحاد يجمع الفكر والهدف والهوية الواحدة، دون ملل أو كلل. فوُضعَ حجر الأساس ورُفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من عام 1971م. وقد تشربنا منذ نعومة أظفارنا إنجازات هذا الاتحاد في كل يوم وفي كل سنة من سنوات عمره الذي لا يقاس بمضي السنين بل يقاس بكمية الإنجازات المستمرة ونوعيتها ومجالاتها المختلفة التي سبقت زمنها بسنين، إنه «اتحاد الخير». وقد تعلمنا من باني ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات معنى حب الوطن بالكلمة والفعل والإحساس، فقد قال (رحمه الله) في توضيحه لأهمية الصبر والجد والمثابرة في تحقيق النجاح: «إن كل ما سهرت عليه مع إخواني حكام الإمارات بحرص وصبر قد تحقق. ولقد وصلنا بعون الله وتوفيقه، مرحلة رسخنا فيها أقدامنا على طريق بناء الوطن وحققنا أهدافاً كانت تبدو بعيدة المنال، وهي تتحقق بسهولة، بل تحدينا من أجلها الصعاب»، وعن النية الصادقة والعزيمة الأكيدة النابعة من أعماق الإنسان تجاه هدفه يقول الشيخ زايد (رحمه الله): «إن ما أنجز يفوق كل التصور .. وذلك بعون من الله وتوفيقه أولا، وبتوفر الإرادة المخلصة؛. مؤكدا .. «أنه ليس هناك مستحيل أمام العزم الأكيد وإخلاص النوايا لخدمة الشعب». وقد منَّ الله علينا بخلفاء حملوا الراية وأكملوا رسالة الاتحاد وقادوا مسيرة التقدم والتطور والنهضة في شتى مجالات الحياة لنكون في مصاف الدول المتقدمة. فالاتحاد هو هويتنا الذي به نحيا ولأجله نعمل ونتطور ونسعى ونكون على قدر المسؤولية ونرد له ولو جزءاً يسيراً من عطائه. د. عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©