في إطار توعوي هادف يسعى لخدمة المجتمع والارتقاء بالشأن العائلي، تواصل إدارة مراكز التنمية الأسرية في الشارقة تفعيل أنشطة مشروعها الذي بدأته العام الماضي، منطلقة بقافلتها الإرشادية المتنقلة التي تقدم الاستشارات لحل المشكلات العائلية والتربوية والسلوكية، عبر الانتقال ميدانياً والتواصل مباشرة مع الأهالي والسكان في مختلف أماكن وجودهم.
مشروع تثقيفي
تأتي هذه المبادرة ضمن بوتقة البرامج، التي يحتضنها مركز الإرشاد الأسري، التابع لمراكز التنمية، والذي يعنى بمجالات الأسرة، والزواج، والتربية، والسلوك، إلى جانب مختلف الظواهر الاجتماعية والنفسية.
إلى ذلك، تقول حمدة العقروبي، رئيس قسم الاستشارات الأسرية بمركز الإرشاد الأسري «في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وما يواجهنا من تحديات يفرزها باستمرار واقعنا المحيط، والتي أثرت سلباً على عديد من السلوكات والأفكار في المجتمع، انطلقنا بمشروع تثقيفي وتوجيهي رائد، نحاول من خلاله التوجه للدوائر المحلية والخاصة والاجتماع بالعاملين فيها، متواصلين معهم عبر جملة من المحاضرات والندوات وورش العمل الحية، في سبيل نشر ثقافة التعايش الأسري بين الأبناء وأولياء الأمور، وكيفية معالجة المشكلات وإيجاد الحلول وتقويم السلوكات الخاطئة وفق أساليب تربوية سليمة وحديثة، تحافظ على أطر الزواج وتدعم الاستقرار العائلي لتبني مجتمعا سعيداً».
وتضيف «تعمل قافلتنا الإرشادية المتنقلة، على حمل الخبرات والإرشادات التي تهتم الأسرة إلى العاملين بالدوائر المحلية محاولة مد جسور من التواصل الإنساني بين مختلف الفئات والأفراد، سعياً وراء تنبيه المجتمع وحثه على تحمل مسؤولياته تجاه الوطن، كوننا نؤمن بقيمة الإنسان ومعنى الترابط الأسري ودوره المحوري في تنمية النشء».
وتتابع «نهدف لبناء جيل محّصن ومدرك لمقدرات وحضارة أمته وشعبه، موفرين في سبيل ذلك أفضل الاستشاريين والمختصين بالشأن الاجتماعي، ومستعينين بخبرات لها باع في الخدمة الإرشادية حول شؤون الزواج وتربية الأبناء ومشكلات المراهقين»، لافتة إلى إنشاء صندوق خاص يستقبل الاستشارات المكتوبة للراغبين في التواصل مع المختصين بسرية، وعن طريق الهاتف، أو البريد الإلكتروني.
تطوير المجتمع
تشير العقروبي إلى أن قافلة الاستشارات الأسرية المتنقلة بين ربوع الشارقة تنسجم في تطلعاتها مع أهداف الخطة الاستراتيجية لإدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للإمارة، وتتسق مع طموحاتها الساعية لبناء وتطوير المجتمع الإماراتي، هادفة إلى التسهيل على الأفراد والعاملين من النساء والرجال للحصول على الخدمة الإرشادية بالطرق المباشرة وغير المباشرة، وكي تساعدهم على حل مشكلاتهم حيثما كانوا، من أجل الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، وخاصة فئة المتزوجين منهم، حيث يكمن نجاح الأسرة في ضرورة المشاورة والحوار والتفاهم بين الطرفين، الذي ينعكس إيجاباً على التوافق الأسري ما ينتج في نهاية المطاف أسرة مستقرة وسعيدة.
وتتابع «تهدف المبادرة إلى تعريف المجتمع بخدمات مركز الإرشاد الأسري، وفتح قنوات تواصل مع أفراد المجتمع للتعرف على أهم المشكلات التي يواجهها مجتمعنا، وبالتالي تقديم أفضل الحلول المناسبة من خلال خطة علاجية لكل فرد وفقا لطبيعة المشكلة ونوعها».
وتلفت العقروبي إلى المنجزات، التي حققتها القافلة خلال العام الماضي، حيث تم تنفيذ 4 قوافل إرشادية في دوائر محلية بالشارقة، كما تم وصول قافلتين إرشاديتين خلال العام الجاري إلى كل من مطار الشارقة الدولي وإدارة متاحف الشارقة، بالإضافة إلى عرض الإصدارات المتنوعة وتوزيع الكتيبات بهدف المساهمة في رفع مستوى الوعي المجتمعي، وتعزيز قيم التلاحم والتواصل بين أفراد المجتمع، وصولاً إلى بناء مجتمع مستقر ومتميز، لافتة إلى أن القافلة ترافقها نخبة من الاستشاريين الأسريين من مركز الإرشاد الأسري متخصصين في الجانب النفسي والاجتماعي والقانوني.
عدد اليوم
