الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الحدادة.. حرفة انطفأ وميضها في زمن صناعة الآلات

الحدادة.. حرفة انطفأ وميضها في زمن صناعة الآلات
2 فبراير 2018 23:20
خولة علي (دبي) يقف الحداد سيد مراد في برميل مثبت ومطمور في التربة، مستمداً منه قوته وثباته، وهو ممسك بمطرقة ليفرغ بها قوته، ويشكل ويطوع قطعة الحديد، ويحولها إلى أوانٍ وأدوات زراعية، وأنواع مختلفة من مستلزمات الحياة اليومية، مدركاً أن هذه المهنة والحرفة انطوت صفحتها، وغابت في ظل ظهور الثورة الصناعية والتكنولوجيا الحديثة، وعلى الرغم من صعوبة مهنة الحدادة، إلا أنه ما زال يمارسها مثل قلة غيره، مستعيداً إيقاع زمن الحرفيين الذي انطوى. حرف قديمة الحرف المهنية القديمة كانت تتوارث جيلاً بعد جيل، وعلى هذا المناول تعلم سيد حرفة الحدادة، ففي سن العاشرة لازم ورشة والده البسيطة في الأحياء القديمة في دبي، ووجد نفسه منكباً على تعلم فنون هذه الحرفة التي تتطلب صبراً وقوة وجلد، والطرق المتواصل الذي يصم الأذان، عدا عن الحرارة العالية التي تحتاجها هذه الحرفة لتطويع الحديد وطرقه، فسيد ولج إلى هذه المهنة، مدركاً تفاصيلها الدقيقة، فاستطاع أن يطوعها ويتعامل معها، بقوة أكبر، متغلباً على قوة وشدة هذه الخامة التي دخلت في مجالات الحياة شتى ومتطلباتها اليومية. وعن تجربته، يقول: «40 سنة هي خبرتي في حرفة الحدادة، التي أصبحت في وقتنا الحالي واحدة من العروض الثقافية التي تقدم عرضاً للزوار في المعارض والمهرجانات، وغيرها من المناسبات، بغرض التعريف بهذه الحرفة التي انزوت وانطوت، نتيجة تطور الصناعات ووجود المصانع التي وفرت الكثير من الجهد والتعب، إلا أنها في الوقت ذاته سحبت البساط عن الكثير من الحرفيين الذي توجهوا إلى أعمال أخرى ليقتاتوا منها، وتركوا هذه الحرف محفوظة في ذاكرة الكثير من الحرفيين الذين يجدونها ملاذاً لهم، في استنهاض الماضي بتفاصيله كافة». أدوات تقليدية ويبين سيد، حال المهنة حالياً، قائلاً: «على الرغم من أن وجودنا صار مقتصراً في المعارض والمهرجانات، إلا أنني أحرص بشكل شبه يومي، على أن أتجهه إلى ورشتي البسيطة في المنزل، منطلقاً في صناعة عدد من الأدوات التقليدية، كالملاقط وأداة القطع والطرق وأواني تحميس القهوة، وغيرها من الأدوات التي كانت تستعمل في الماضي، وهو الأمر الذي يأخذ مني الكثير من الوقت والجهد، إلا أن رؤية المنتج بين يدي وقد ظهر بشكله واكتمل، يبدد الكثير من الجهد والتعب الذي يعيشه لحظاته العامل في هذه المهنة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©