الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض في باريس يفك ألغاز الدماغ البشري

16 سبتمبر 2014 23:10
ماذا يدور في دماغ الإنسان؟ هذا السؤال الذي يؤرق كثيرين، بسبب تعقيداته أصبحت الإجابة عنه ممكنة، بفضل معرض في باريس يدعو زائريه إلى اختبار ما يجول في أدمغتهم بأنفسهم. وتقدم مدينة العلوم والصناعة في العاصمة الفرنسية معرضاً جديداً دائماً، من المقرر استمراره لسنوات عدة. وعلى مساحة 800 متر مربع، يتجلى الدماغ بجمالياته وتعقيداته، بما في ذلك بالنسبة للأنشطة اليومية. وكشف ستانيسلاس دوهاين، الحائز شهادة دكتوراه في علم النفس الإدراكي، والأستاذ الجامعي في «كوليج دو فرانس»، أن الدماغ البشري يمثل «أكثر الأمور تعقيداً في الكون»، خصوصاً بسبب «التركيبة المذهلة للجزيئات والخلايا، ومواضع تخزين الذكريات» بداخله. ومنذ اللحظة الأولى لدخوله المعرض، يغوص الزائر في جو خيالي حالم، إذ أن المشهدية في الداخل مستوحاة من العالم السريالي للفنان البلجيكي رينيه ماجريت مع مظلاته وقبعاته المحدبة. وأشار دوهاين، الذي يتولى الإدارة العلمية للمعرض، إلى أن «الدماغ سريالي، يسمح بتصور الواقع لكن أيضاً بتكوين أوهام». ويزن دماغ شخص بالغ 1,3 كلج، أي ما يقارب 2 % من وزن الجسم. لكنه يستهلك حوالي 20 % من الأكسجين الذي يسري في الجسم، و25 % من السكر في الدم. كذلك يضم الدماغ حوالي 86 مليار خلية عصبية. كما أن النبضات العصبية لها طابع كهربائي. وتشير التقديرات إلى حصول عشرات مليارات الشحنات الكهربائية كل ثانية في الدماغ البشري. وأوضح دوهاين، مدير الوحدة المشتركة للتصوير العصبي المعرفي التابعة للمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي ومفوضية الطاقة الذرية والطاقات البديلة، أن دماغ الإنسان يستمر في العمل حتى عندما يكون الشخص نائماً «لأنه في هذا الوضع يقوم الدماغ بوضع أسس بنيوية للعالم وتكوين النوايا وإسقاطها على العالم الخارجي». كذلك يفرد المعرض مساحة كبيرة لما يعرف بـ«الدماغ الاجتماعي»، وذلك عن طريق فيلم مسلٍ. وهذا الأمر يظهر الطريقة التي يقدم فيها دماغنا أفكار الآخرين، بحسب دوهاين. وتشكل القدرة على فهم نوايا الآخرين وتحليلها بشكل صحيح مدماكاً أساسياً للحياة الاجتماعية. وفي حالة الأشخاص المصابين بالتوحد، من الممكن حصول خلل في عمل هذا الدماغ الاجتماعي. ومن شأن فهم الأسس العصبية للسلوك الاجتماعي أن يسمح بفتح مسارات علاجية جديدة. ويهتم الباحثون خصوصاً بهرمون الأوسيتوسين الذي يتحكم بالنظرة المجتمعية، ويعمل على تحريك الرغبة في التواصل مع الآخرين. (باريس، أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©