أيام قليلة في العدد··كثيرة في الفعل··كبيرة في القيمة··، بهذه الكلمات يمكن أن أصف ما حدث في سوق السفر العالمي WTM الذي عقد في لندن الأسبوع الماضي فيما يخص مشاركة هيئة سياحة أبوظبي في واحد من أكبر الأسواق العالمية للسياحة والسفر في العالم·
خبرة أبوظبي في المشاركة بالأسواق السياحية العالمية ليست طويلة،فقد بدأت مع إنشاء هيئة السياحة فقط،والطبيعي أن نلتمس لهم العذر في حالة ضعف المشاركة أو سوء التنظيم أو قلة العلاقات الدولية،ولكن عندما يحدث العكس تماماً،وتستطيع أبوظبي أن تبرز بقوة في مشاركتها الخارجية،وأن تقدم صورة راقية من التنظيم،وأن تتشعب علاقاتها في المحافل الدولية بشكل يثير الدهشة والاستغراب،وأن تتفوق على دول المنطقة والعديد من دول العالم لها باع طويل وخبرة قديمة في صناعة السياحة··! عندما يحدث كل هذا لا نملك إلا أن نرفع لها القبعة احتراماً كما يفعلون عادة في مدينة الضباب·
كنت أتمنى أن يكون معي كل مواطن إماراتي في لندن خلال أيام المعرض الدولي القليلة ليرى بنفسه ما يمكن أن يحققه أبناء الإمارات··وكانت أجنحة هيئات السياحة الإماراتية متعاونة ومتنافسة بكل رقي وتحضر،لتقدم صورة رائعة عن المجتمع الإماراتي·
كان رجال هيئة سياحة أبوظبي،ودائما أفضل أن أطلق عليهم لقب (جنود السياحة)،وعلى رأسهم معالي الشيخ سلطان بن طحنون رئيس الهيئة مثالاً يحتذى به في العمل والجلد وصناعة العلاقات والتخطيط والتنفيذ··لقد استطاعت هيئة أبوظبي للسياحة أن تقدم لنا نموذجاً للكوادر المواطنة،وكيف يمكنها العمل في أصعب الظروف،وكيف يمكنها أن تخطط وتنفذ وتبتكر وتتفوق،وكان حصولها على العديد من الجوائز الدولية اعترافاً دولياً بهذه الجهود·
كان هذا هو الفعل··ونأتي للاسم،فهذا العمل الراقي الذي تقوم به هيئة أبوظبي للسياحة لا يعود فقط على صناعة السياحة كما يظن البعض،ولكنه ترويج وتأصيل لاسم أبوظبي في المجتمع الدولي،وترسيخ لهذا الاسم في الأذهان،وربطه وتقديمه للعالم مع صورة مشرفة وراقية ومحترمة،ومع انطباع الاسم مع الصورة في الأذهان،ستعود الفائدة على القطاعات المختلفة في أبوظبي،الاقتصاد والاستثمار والثقافة والسياسة الخارجية والتعاون الدولي والرياضة وغيرها من القطاعات،لتضيف إلى نجاحاتها السابقة نجاحاً جديداً·
وعندما ينسجم الاسم مع الفعل،وتتحد الإرادة مع التنفيذ،ويقدم الإنسان كل طاقاته وإبداعاته،ستكون النتيجة هي النجاح بكل المقاييس·
شكراً هيئة أبوظبي للسياحة وفريقها··ونرفع القبعة لهم مرة ثانية على الطريقة الإنجليزية·
إبراهيم الذهلي - لندن
رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
عدد اليوم
