إعداد - عدنان عضيمة:
أصبح تشجيع المزيد من الفتيات على البحث عن مناصب العمل في مجال تكنولوجيا الكمبيوتر من القضايا المهمة في الدول المتطورة· وفي الأسواق الناشئة مثل الصين والهند وتايلاند والبرازيل، أصبحت الفتيات الباحثات عن مناصب العمل يعتبرن العمل في تكنولوجيا المعلومات هو المجال الأكثر انطواء على الحظوظ الجيدة للارتقاء الاداري السريع· ويمكن القول إن البلدان النامية سبقت المتقدمة في الانتباه إلى ضرورة إشراك الجنس اللطيف في عالم الوظائف الرقمية·
وتحاول الآن الدول المتقدمة تدارك هذا القصور بطرق وأساليب شتّى، فقد ابتدعت شركة سيسكو ما يسمى (البرنامج الأكاديمي للشبكات) PANC لتعليم الأجيال الجديدة من الفتيان والفتيات عبر العالم أجمع كيف يستخدمون الكمبيوتر في أعمال تصميم وتركيب وصيانة الشبكات الحاسوبية· ويستخدم البرنامج قاعدة معلومات محمولة على أحد مواقع الإنترنت، وهو يزوّد التلاميذ بالمهارات التي يحتاجونها للعمل في تكنولوجيا المعلومات·
وتشير إحصائيات حديثة وردت في تقرير نشرته ''فاينانشيال تايمز'' إلى أن إقبال الفتيات على استخدام البرنامج في الهند بلغ 30% وفقاً لدراسة أجريت على عيّنة عشوائية؛ وهذا يعني أنهن يضاهين الفتيان في هذا التوجّه بالنسبة لمستقبل الأجيال الجديدة· وتظهر أهمية هذا التوجّه بوضوح من مقارنة هذه النسبة المرتفعة بالنسبة المقابلة في الولايات المتحدة التي بلغت 14,5% فقط· وتقول السيدة سو الخبيرة في التدريب في شركة سيسكو: (لا شك أن لهذا الفارق نتائجه المستقبلية على أداء السواق الناشئة)·
ويقول التقرير: من المحيّر والمدهش أن تفشل دول متقدمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا في إقناع الفتيات بالاهتمام بالتدرّب على فنون تكنولوجيا المعلومات· وكانت كارين برايس، المديرة التنفيذية لمركز المهارات الإلكترونية في بريطانيا أجرت حواراً مع فتاة بلغت عامها الثاني عشر فسألتها عما إذا كانت تولي ثمّة اهتمام للعمل في تكنولوجيا المعلومات؛ إلا أن الطفلة أجابتها من دون تردد: (أبداً ·· على الإطلاق)· وبالنسبة للسيدة برايس، يمكن لهذه الإجابة أن توحي بوجود قصور كبير ينتاب عقول الفتيات في مجال الوعي بأهمية تكنولوجيا المعلومات للفوز بفرص العمل المهمة· وهي تقول إن الإحصائيات تشير إلى أن معظم الفتيات الممتنعات عن الاقتناع بأهمية تكنولوجيا المعلومات تتراوح أعمارهن بين 10 و13 عاماً·
وقالت برايس إن المركز البريطاني للمهارات الإلكترونية استجاب بسرعة فائقة للنتائج الأولية لهذه الدراسة وعمد إلى تأسيس أندية خاصة بتعليم الكمبيوتر وتكنولوجية المعلومات خاصة بالفتيات فقط· وتحمل برايس في رأسها فكرة لاستدراج الفتيات إلى هذا المجال تقضي بتنويع نشاطات الأندية الجديدة بحيث تشمل تصميم الأزياء وتعلّم العزف على الآلات الموسيقية ما من شأنه أن يشعل في نفوس الفتيات رغبة جامحة للانتساب لهذه الأندية· وفي أثناء تعلّم هذه المهارات المختلفة التي يعتمد معظمها على الأجهزة الرقمية الحديثة، سوف يتعلمن أيضاً المهارات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات· وفي احد المشاريع التي أطلقتها برايس في هذا المجال، تنشغل الفتيات في ابتداع تصاميم جديدة ثم يقمن بتصنيفها في قاعدة معلومات البرنامج؛ وهذا يدفعهن إلى الشعور بالرضا لأن أعمالهن باتت جزءا من برنامج يدرّس لملايين الفتيات والفتيان عبر العالم أجمع·
وتأتي الخطوة الأهم بعد ذلك مباشرة حيث يبدأن بعرض ومعالجة مشكلة تتعلق بالعمل والإدارة ويبدأن بحلّها· وخلال هذا التمرين المهم، يتجادلن في مدى انسجام الحلول التي يضعنها مع المشكلة المطروحة، الأمر الذي يقوي ويرقي من أحاسيسهن حيال أساليب المعالجة الإلكترونية·
ولا شك أن الفتيات يشكلن جزءا مهماً من المجتمع؛ فهن نساء الغد ولا بد من ترقيتهنّ على صعيد الثقافة الإلكترونية حتى يستطعن التأقلم مع عالم لم يعد يتحدث إلا لغة الصفر والواحد·
عدد اليوم
