الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ربيعة الرأي.. شيخ الأئمة

27 أغسطس 2015 22:25
أحمد مراد (القاهرة) سيد من سادات التابعين، وعلم من أعلام المسلمين، محدث المدينة، وفقيهها وإمامها، كان مجلسه يضم كبار الأئمة أمثال مالك بن أنس، وأبي حنيفة النعمان، وسفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد. هو ربيعة بن فروخ المدني، المعروف بـ «ربيعة الرأي»، ولد في المدينة، وقد ترك والده أمه سهيلة، وكان في بطنها جنيناً، ولم يعلم والده بذلك الجنين، وخرج غازياً إلى بلاد خراسان، ومكث 27 سنة يغزو مع جيوش المسلمين، وعندما اشتاق لرؤية المدينة وزوجته، استأذن قائد الجيش للرجوع إليَّ، فرجع ودخل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شاهد حلقة علم كبيرة اجتمع عليها الناس، فسأل رجلاً بجانبه، فقال له: من هذا الرجل الذي اجتمع له أهل المدينة ويسمعون علمه، فقال له: إنه ربيعة الرأي، فقال له فروخ: ومَن ربيعة الرأي هذا؟ فقال الرجل: هذا فقيه المدينة وعالمها الذي أنفقت عليه أمه المال ونذرته للعلم، وأتت به المسجد ليأخذ من علم علمائها، فأصبح هو عالمها الأول. وعندما ذهب فروخ لمنزله والتقى بزوجته، عرف أن ربيعة الرأي هو ابنه، فخرج فرحاً، وهو يصيح كالمجنون: ربيعة الرأي هو ابني. اختار ربيعة أن يكون عالماً منذ سني عمره الأولى، وعزم على أن يعيش متعلماً ومعلماً، وأقبل على حلقات العلم التي كان يزخر بها مسجد المدينة، ولزم البقية الباقية من الصحابة الكرام، وعلى رأسهم أنس بن مالك خادم رسول الله، وأخذ عن كثيرين منهم سعيد بن المسيب، ومكحول الشامي، وسلمة بن دينار، والحارث بن بلال بن الحارث، وحنظلة بن قيس الزرقي، وعطاء بن يسار. واصل ربيعة الرأي الليل بالنهار، إقبالاً على العلم، وطلباً له، وقد جمع بين طلب العلم والعبادة، وما لبث حتى ارتفع ذكره، وحين استوى علمه جلس للإفتاء في مسجد المدنية، فأقبل عليه الجميع ينهلون من علمه، وتتلمذ على يديه كبار الأئمة والعلماء الذين نشروا علمه في المدينة وفي الأقاليم الإسلامية كافة، ومن تلامذته الإمام مالك في المدينة، والليث بن سعد صاحب المذهب الفقهي المشهور في وقته بمصر، وسفيان الثوري وأبو حنيفة في العراق، بالإضافة إلى شعبة بن الحجاج وسليمان بن بلال وسعيد بن أبي هلال وعبد العزيز الدراوردي، وكان يحضر مجلسه في مسجد المدينة أشراف المدينة ووجهاؤها، ويبلغون أحياناً أربعين من السادة والكبار مع صغر سنه، بسبب مكانته العلمية وتفوقه. وكان ربيعة بصيراً بالرأي، وكان علماء المدينة وشيوخها يدعونه ربيعة الرأي، لأنهم عندما كانوا لا يجدون لقضية نصاً في كتاب الله، أو حديث رسول الله، لجأوا إليه فيجتهد بالأمر، ويقيس ما لم يرد فيه نص، على ما ورد فيه نص، ويأتيهم بالحكم فيما أشكل عليهم، على وجه ترتاح له النفوس، ومع تفوقه العلمي كان كريم الخلق، سخي النفس، فما كان بالمدينة مثله في السخاء مع أصدقائه ومعارفه. تتلمذ على يديه كبار الأئمة والعلماء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©