مجموعة شتوية تبحر في ذاكرة الأناقة الفرنسية

اختار المصمم اللبناني روبير أبي نادر الإبحار في الذاكرة الفرنسية في عالم من الأناقة الاستثنائية من خلال مجموعة ساحرة قدمها لموسي خريف وشتاء 2013 /2014 في باريس. واحتوت مجموعة أبي نادر فساتين تختصر الجرأة الأوروبية، والتقنية العالمي في التطريز، ورؤية فنيّة في إبراز أنوثة المرأة الساحرة. رنا سرحان (بيروت) - خرجت منصة العرض هذه المرة، عن التقاليد المرتبطة بالعروض والمنصات الكلاسيكية حيث أرادها المصمم تكريساً لفكرة التميز التي طغت على المجموعة. فقد ضمت المجموعة قصات جديدة ومبتكرة، وظهرت بعض الفستان مؤلفة من عدة قطع، جُمعت بغرض رسم أجمل إطلالة للمرأة. نقوش نافرة جسّد أبي نادر في مجموعته ما يبعث على الذهول من أزياء الهوت كوتور من خليط مميّز من الأقمشة الحسّاسة مثل الكريب، وهدلة من الموسلين، التي اختفت معالمها خلف نقوش نافرة بالأورجانزا والدانتيل بلون الفستان نفسه أحياناً وبالدانتيل الأسود على قماش الجيبير الذهبي، طرّزها المصمّم أبي نادر بدقة، معتمداً تقنية الأبعاد الثلاثية في التطريز ليحوّل كل قطعة من تصاميمه إلى لوحة تشكيلية بانطباعاتِ الأقمشة الفاخرة، تحتفظ بموقعٍ مميّز ومستقلّ. وظهرت فساتين جريئة بدت باللون الأسود والذهبي والأبيض الكلاسيكي الذي يوحي بأناقة لا متناهية محافظة على خصوصيّة التصاميم لجهة إبراز الأنوثة بجرأة راقية، من خلال قصّات عصرية وأنيقة تكشف جانباً من الجسم عند الكتفين أو الساقين أو الظهر، وترسم جوانب أخرى بلغةٍ حالمة. وأرفقت الفساتين بحقائب يد تكمّل مشهد الأناقة في الإطلالات المميزة. وعكست بعض التصاميم قدرة المصمم على جمع الفنون المتناثرة جغرافياً في مجموعة واحدة. فقد استخدم قمصاناً واسعة بأكمام مستوحاة من الزي الياباني التقليدي «كيمانو». كما استعاد وهج الخمسينيات في المدرسة الفرنسية، عبر إدراجه بنطلون مع توب مطرزة بخيطان الحرير. واحتلت الأقمشة الراقية مثل «الدانتيل» و «البروكار» والـ «جيبير»، جانباً أساسياً من التصاميم، لكن التميز يقع في الجلد الذي عزز أبي نادر حضوره في المجموعة باللونين الأسود والبني، بكافة تدرجاته. وظهر الجلد مفصلاً بطريقة فنية، ومرصوصاً إلى بعضه، وأُدخل عليه الدانتيل، وهو تآلف أنتج لوحات فنية في الفساتين. انطباع خاص التنوع بين الفساتين القصيرة والطويلة، يعطي كل تصميم انطباعاً خاصاً. ويزداد حضوراً بالتطريز بخيطان حريرية تعطي انطباع الوشم. ويرتفع منسوب السحر بتطريز أحجار الماس بتقنية مميزة، كما منح الـ «باييت» للتصاميم بريقاً خاصاً. وأضيف حزام إلى بعض التصاميم، يشد الخصر حاملاً شعار «روبير أبي نادر». ويجتمع في مجموعة أبي نادر الأخيرة خليط من السحر والفن والتاريخ، إلا أنها لم تضم فستان زفاف. ومما لا شك فيه أن أبي نادر أبحر بأحدث مجموعاته لموسمي الخريف والشتاء للهوت كوتور في عالم من السحر التاريخي الذي جمع بين حضارتين، فرنسية ويابانية، معلناً من على متن سفينة سياحية تعبر نهر السين وتحاذي مختلف المواقع السياحية الفرنسية ابتكاراته التي ضمت قصات جديدة ومبتكرة من الزي الياباني التقليدي «كيمانو» كانت رمزاً للأناقة والحشمة، وأفكاراً أعادت تاريخ الأناقة الخمسينية في المدرسة الفرنسية، عبر إدراجه السروال الواسع والضيق القدم واستعماله الحرير والنقوش القديمة من خلال الأقمشة الراقية، محاولاً الإشارة لما هو جديد عبر تعزيز استعمال الجلد المقطع بكافة تدرجات اللونين الأسود والبني.