الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سوريون مغتربون يعالجون الجرحى في حلب

21 أغسطس 2012
حلب (أ ف ب) - قبل أيام فقط، كان حازم في إنجلترا مع زوجته وابنه البالغ من العمر 11 شهراً. اليوم يقيم هو وطبيب سوري آخر يدعى عمار في حلب لمعالجة الجرحى من مسلحي المعارضة. ففي الانتفاضة على نظام بشار الأسد، اختار بعض السوريين في الخارج القتال في صفوف المعارضة بينما فضل حازم وعمار القدوم وهما يحملان مواد إسعاف. وبعد أسبوع أمضياه إلى جانب الجيش السوري الحر في حي سيف الدولة بحلب، نجح الطبيبان في إنقاذ حياة جرحى وشهدا تغيراً في حياتهما. وقال حازم بعدما ساعد مقاتلاً شاباً جرح بالرصاص في ساقه، “في بعض الأحيان التشخيص الصحيح أو تنظيم العمل يمكن أن يحدث فرقاً”. ويعمل حازم في قبو مسجد بحي سيف الدولة الذي تحول مستشفى ميدانياً مخصصاً للمقاتلين، وكذلك للمدنيين الذين يصابون في القصف أو في المواجهات. وقد فر معظم العاملين في القطاع الطبي في حلب، من كبرى مدن الشمال فور اندلاع المعارك نهاية يوليو الماضي. وكان حازم وعمار قررا العودة إلى سوريا قبل شهرين. وقد مرا عبر تركيا ليصلا إلى حلب. وقال حازم “كنا نعرف أن الأطباء رحلوا وكنا نرى على تسجيلات الفيديو على يوتيوب أن بعض الجرحى لم يعالجوا بشكل صحيح”. وأضاف “لذلك قمنا بوضع برنامج بسيط جداً لتعليم الناس الذين لا يملكون معارف طبية، كيف يمكنهم معالجة جروح ناجمة عن الرصاص أو جروح مفتوحة أو كسور”. كما أعدا مئات الأكياس الصغيرة في كل منها عدة للإسعافات الأولية لتزويد عناصر الجيش الحر على الجبهة بها. وتضم هذه العدة ضمادات معقمة وكمادات وغيرها، وقد وزعا 500 من هذه الأكياس في مناطق العمليات غرب حلب أولاً ثم داخل المدينة. وخلال بضعة أيام رأى حازم وعمار الأهوال لكنهما أقاما في الوقت نفسه صداقات. لكنهما لم يتمكنا من إنقاذ أبو عزام القائد الشاب الذي استقبلهما. فعدما نقل جثمانه المصاب بقذيفة إلى المستشفى الميداني لم يتمكنا من حبس دموعهما. وكان وجهه المحترق بلا معالم. وقال عمار “كسوريين في الخارج، لم نكن نرى الوضع بأكمله، كيف يعيش السوريون هنا”. وأضاف “رأيت فظائع.. سنحتاج إلى 15 عاماً لمعالجة ذلك وبالنسبة للأطفال ستبقى الصدمة لفترة اطول”. وأضاف رب العائلة الذي يبلغ 41 عاماً بصوت متهدج، إن “الشبان الذين التقيتهم هنا رائعون وكريمون. إنهم يقدمون لك الطعام قبل أن يلمسوه بأنفسهم”. وتابع “لقد ذاقوا طعم الحرية ومصممون على الاستمرار. لن يوقفهم شيء. أصبحت فخوراً جداً بأنني سوري”. أما اسماء (25 عاماً) السورية التي قدمت من الكويت، فقد التحقت بدورة إسعافات أولية قبل أن تمضي بضعة أشهر على الجبهة. وقالت هذه الشابة التي كانت ناشطة على الإنترنت في الكويت “جئت للمرة الأولى في 2011 وعدت في مايو الماضي. إنها مسألة شرف. سوريا أصبحت بالنسبة لي أماً تحتاج إلى ابنتها”. وأمضت اسماء عدة أيام في حي صلاح الدين المتمرد مع “ممرضات” شابات أخريات، قبل أن يكثف الجيش عمليات القصف ويجبر المقاتلين على التراجع إلى حي سيف الدولة المجاور. وقالت “قبل ذلك كنت أخاف من الحقنة ولا استطيع تحمل رؤية الدم. الآن أصبحت قادرة على أن أرى كل شيء”. وأوضحت أنه “في ليالي القصف في العتمة التامة.. أشعر بعلاقة عميقة مع الناس. الآن أصبحت أدرك ماذا يعني أن أكون سورية”، قبل أن تؤكد “لن أعود إلى الكويت أبداً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©