الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المعز».. الغالب القوي يرفع المؤمنين ويمنحهم دار الكرامة في الآخرة

«المعز».. الغالب القوي يرفع المؤمنين ويمنحهم دار الكرامة في الآخرة
29 أغسطس 2013 20:26
أحمد محمد (القاهرة) - «المعز» اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفات أفعاله قال سبحانه تعالى: «وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير»، آل عمران:26، المعز من أَسماء الله تعالى، ومعناه في المعجم الوسيط، هو الذى يهب العز لمن يشاء، والله العزيز لأنه الغالب القوى الذى لا يغلب، وهو الذى يعز الأنبياء بالعصمة والنصر، ويعز الأولياء بالحفظ والوجاهة، ويعز المطيع ولو كان فقيراً، ويرفع التقي ولو كان عبداً حبشياً، فهو المعز للمؤمنين بطاعته، الغافر لهم برحمته، المانح لهم دار كرامته. هو الله العزيز الغالب القوى الذي لا يغلب، والمعز من أسماء الله الحسنى المتعلقة به وحده لا شريك له، هو الذي يهب القوة والغلبة والشدة لمن شاء فيعزه، وينزعها عمن يشاء فيذله. دار الكرامة والمعز هو الذي يهب العز لمن يشاء من عباده، وهو الميسر أسباب العزة، من أعز بالطاعة أولياءه، وأظهرهم على أعدائهم في الدنيا، وأحلهم دار الكرامة في الآخرة، ولا مذل لمن أعزه الله، ولا معز لمن أذله الله، قال سبحانه وتعالى: «أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً»، النساء: 139، وإذا أراد الله عز وجل إعزاز عبده قربه من بساطه وأهله لمناجاته وإذا أراد إذلال عبده ربطه بشهواته وحال بينه وبين قربه ومخاطباته، فلا عز إلا عز طاعته، قال جل ثناؤه: «من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً»، وقال سبحانه وتعالى: «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين» المنافقون: 8، بشرط أن يكون الإنسان صادقاً وأميناً مع الله ومع الناس ومع النفس. فضل الطاعة والمعز هو من أعز أولياءه ثم غفر لهم برحمته ثم أحلهم دار كرامته وأذل أعداءه، فهو سبحانه المعز والمذل لعباده بقدرته وحكمته فضلاً وعدلاً، قال تعالى: «إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا ورسلى إن الله قوي عزيز»، المجادلة 21،20. وقد ربط الله العز بالطاعة، فالعز طاعة ونور وكشف حجاب، وربط سبحانه الذل بالمعصية، فهي معصية وذل وظلمة وحجاب بين الإنسان وبين الله سبحانه، والأصل في إعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة، والبعد عن الطمع. رسوخ اليقين إن المؤمن عندما يدرك أن الله تعالى المعز المذل فإنه يجد في العزة مظهراً من مظاهر الثقة بالله تعالى، ورسوخ اليقين، والقوة في الدين والخلــق، فقــال عمر بـن الخطاب رضي الله عنه إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله، وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. فالعزة التي هي اسم من أسماء الله أيضاً صفة أساسية من صفات المؤمنين، لقوله تعالى: «يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون» المنافقون: 8، والمؤمن الحق عزيز لأنه مع العزيز، وعلى شرع العزيز، ومفتقر للعزيز، ومعتمد عليه. إذا أراد الله عز وجل إعزاز عبده قربه إليه، ومهد له طريق التوبة والعودة إليه، وأهله لمناجاته، وإذا أراد الله إذلال عبد ربطه بشهواته، وحال بينه وبين قربه ومخاطباته، فلا عز إلا عز طاعته. وقد أودع الله في الإنسان شعور العزة من أجل أن يبتعد عن المعصية ترفعاً واعتزازاً، والفطرة لا تعني أن الإنسان كامل، ولكنها تعني أنه يحب الكمال. واسم الله «الـمعز» يختلف ثبوته باختلاف صحة الروايات في سرد الأسماء الحسنى المثبتة لهذا الاسم أو ضعفها، فمن حكم على هذه الروايات جميعها بالضعف إما من جهة السند أو المتن أو كليهما، فإنه لم يثبت هذا الاسم، لأن أسماء الله لا تثبت إلا بنص. أهل العلم ورد اسم الله المعز في السنة في حديث عد أسماء الله الحسنى الوارد عند الترمذي «إن لله تسعة وتسعين اسماً مئة غير واحد من أحصاها دخل الجنة هو الله الذي لا إله إلا هو» وذكر أسماء منها «المعز»، وهذا الحديث ضعفه بعض من أهل العلم، ومنهم أيضاً من صحح هذه الروايات وبخاصة الرواية المشهورة عن الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة التي عول عليها غالب من شرح الأسماء الحسنى مثل ابن العربي والبيهقي، وغيرهما والتي أخرجها الترمذي في سننه، فقد أثبت اسم الله «المعز»، وجعله من أسماء الله الحسنى، وممن صحح الحديث ابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وحسنه النووي في الأذكار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©