الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيدية طفل

14 نوفمبر 2006 23:46
أقسى من الحجر في أحد أيام العيد، وفي أحد المراكز التجارية في جو تملؤه ضحكات الأطفال وفرحة العوائل صدمت بأبشع منظر أراه في حياتي، أدرت رأسي لأرى أبا يمسك ابنه ويضربه ويهزه ثم يمسك شعره فيشده، ثم يعود مرة أخرى ليضربه، وتتالت الضربات، وفي كل مرة تزداد قوةً ومعها تتعالى صرخات هذا الطفل البريء الذي لا يزيد عمره عن ثلاث سنوات، لا يمكنني ان أتخيل مدى خطورة الشيء الذي فعله طفل الثلاث سنوات ليجعل الأب بهذه الوحشية، ضربه بطريقة لم أرها حتى في الأفلام ولا حتى في عراك الرجال، ضربه بطريقة وحشية إن دلت على شيء فقد دلت على قسوة قلب هذا الأب ''هذا إن صح لنا أن نسميه أباً'' وبعد ان صدمت هذه الصدمة نظرت شمالاً لأجد والدة هذا الطفل جالسة كالتمثال لم تتحرك ولم تنطق حتى بكلمة واحدة، من أين لها هذا القلب؟ أهو من جليد؟ وان كانت خائفة على نفسها من الضرب هي ايضاً، ولكن هل يهون عليها طفلها من أجل نفسها·· وقفت في منتصف المركز حائرة لم أعد واعية على ما يدور حولي، وسرحت وفكرت وقلت في نفسي: أيمكن لهذا الزمن الذي ندرت فيه معاني الحب والوفاء أيمكن له ايضاً ان يخفي معاني الأبوة، ويقلل من دور الأمومة أيمكن لهذه الادوار الجليلة ان تندثر مع الزمن لتصبح عملة نادرة··؟ نرى يومياً الكثير من المشاهد المؤلمة لأطفال في جميع أنحاء العالم، ولكنها في أغلب الأحيان تكون غريبة، ولكن هل يمكن ان يتعرض الطفل لأبشع أنواع القسوة؟·· من أبويه·· وفي يوم العيد!! سحقاً لهذا الزمان الذي قسَّى قلب الوالد على ضناه! نجلاء هشام علي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©