حمد الكعبي:
أكملت هيئة الهلال الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة '' اليونيسيف '' استعداداتهما لتنفيذ حملة العودة إلى المدارس للطلاب اللبنانيين ضمن فعاليات مشروع النهوض المبكر الذي ينفذه الجانبان لصالح المتأثرين من الحرب· وتتضمن الحملة توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية والمستلزمات الدراسية لأكثر من 25 ألف طالب لبناني في جميع المدارس مع التركيز على الجنوب اللبناني والبقاع والضواحي الجنوبية لبيروت، وتبلغ تكلفة الحملة التي تمولها هيئة الهلال الأحمر 143 ألف دولار· وكانت الهيئة و ''اليونيسيف'' قد وقعتا اتفاقية تعاون في سبتمبر الماضي في بيروت لتنفيذ مشروع النهوض المبكر للمتأثرين من الحرب و الذي يتضمن بجانب حملة العودة إلى المدارس تحسين خدمات المياه والصحة في المناطق المتضررة من الحرب بتكلفة تبلغ مليون دولار مقدمة من الهيئة ويستفيد من المشروع 850 ألف شخص 40 في المئة منهم من الأطفال· وقال سعادة خليفة ناصر السويدي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر إن الجانبين شرعا عمليا في تنفيذ نصوص الاتفاقية على أرض الواقع من خلال توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية للطلاب لتسهيل انخراطهم في العملية التعليمية وتوفير البيئة الملائمة لتحصيلهم الأكاديمي بعد توقف المسيرة التعليمية في لبنان لفترة ليست بالقصيرة بسبب الحرب وتداعياتها على مختلف مجالات الحياة والأنشطة الحيوية· وأوضح أن تنفيذ الهيئة لهذه الحملة يأتي في إطار اهتمامها بالمشاريع التعليمية وبرامج كفالة طلاب العلم داخل الدولة وخارجها لتوفير الظروف الملائمة للطلاب المعسرين لمواصلة مسيرتهم التعليمية والمضي قدما في التحصيل الأكاديمي وتحسين حياة أسرهم التي ترزح تحت وطأة المعانا·
وقال إن الهيئة ولجت بقوة في هذا المجال الحيوي لمساندة الأسر المتعففة وأصحاب الدخل المحدود على تعليم أبنائهم وتذليل العقبات المادية التي تحول دون إكمال دراستهم ، مشددا على أن مثل هذه البرامج تقلل من الفاقد التربوي في الدول النامية وتدفع بعمليات التنمية في المجتمعات الهشة وتحد من نسبة البطالة·
مرحلة جديدة
وقال رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر إن حملة العودة إلى المدارس التي تنفذها الهيئة تمثل مرحلة جديدة ونقلة نوعية في برامج الهيئة الإنسانية الموجهة للمتأثرين من الحرب في لبنان وبمتابعة حثيثة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الهلال الأحمر للحد من معاناة المتأثرين وتحسين ظروفهم الإنسانية ، مشددا على أن مشروع النهوض المبكر الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع ''اليونيسيف'' يعتبر من مشاريع الهيئة الرائدة التي تستهدف تحسين حياة الأشقاء اللبنانيين، وأوضح السويدي ان مشروع النهوض المبكر يتضمن أيضا تحسين خدمات المياه والصرف الصحي في المناطق المتضررة بتكلفة تبلغ 526 ألفا و 300 دولار ، ويشمل تأهيل خزانات المياه في مناطق صيدا وكفروة والخيام وبيت ياحون وتوفير 9 مولدات كهربائية لتشغيل محطات ضخ المياه في قرى دير كيفا ، زيتا، الحميري ، باريش ، كفر حتى ، زببقين ، البياضة ، يحمر أرنون ، وسيناي ·
وقال إن توفير خدمات المياه الصالحة في تلك المناطق تعتبر حاجة ملحة للسكان هناك باعتبارها عصب الحياة لذلك أولتها الهيئة اهتماما كبيرا·
توفير اللقاحات
وأشار السويدي إلى أن المحور الآخر من المشروع يتضمن توفير اللقاحات اللازمة لتطعيم الأطفال وحمايتهم من الأمراض وتوفير الثلاجات والبرادات لحفظ اللقاحات بتـكلفة بلغت 330 ألفا و 700 دولار ·
من جانبه أكد روبيرتو لورينتي ممثل اليونيسيف في لبنان أن فعاليات حملة العودة إلى المدارس خطت خطوات متقدمة في توفير اللوازم المدرسية والمواد التعليمية للأطفال في مرحلة الروضة والطلاب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في المدارس الرسمية ، مشيرا إلى أن توزيع هذه المواد على المدارس والطلاب سيتم على ثلاث مراحل تغطي جميع المدارس المستهدفة من الحملة ·
وأشاد بمبادرة الهلال الأحمر النبيلة بتعزيز شراكتها مع المنظمة الدولية لتحسين حياة المتأثرين من الحرب في لبنان منوها إلى أن الجانبين نفذا برامج مشـتركة فاعلة في عدد من الساحات الملتهبة كالعـراق وفلسطين وباكستان وأفغانستان ودول القرن الأفريقي المتأثرة بكارثة المجاعة الناجمة عن الجفاف والتصحر إلى جـانب الدول الآسيوية المتـضررة من مأسـاة تسونامي·
عدد اليوم
