منح برلمان جنوب السودان الذي اعلن استقلاله في التاسع من يوليو أمس الأول حكومته الجديدة الثقة بغالبية واسعة على الرغم من انتقاد المعارضة لوجود عدد كبير من الوزراء مقارنة مع قدرات هذه الدولة الجديدة الفقيرة.
وتضم الحكومة الجديدة التي اعلنها الرئيس سيلفا كير الجمعة 29 وزيرا و27 نائب وزير. وانتقدت المعارضة وبعض الأعضاء القدامى في الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة حجم هذه الحكومة ، واعتبروا أن هذا القرار باهظ الكلفة بالنسبة إلى دولة وليدة هي بين الأكثر فقرا في العالم. وقال زعيم المعارضة اونيوتي اديغو “كنا نريد 15 إلى 20 وزيرا. لكن لدينا 56 يمكن أن يلتهموا كل مواردنا”. وتساءل “تخيلوا لو أن وزيرا قبض ثمانية آلاف جنيه سوداني جنوبي (حوالى ثلاثة آلاف دولار) من دون احتساب مكاتبه المفروشة: فكم هو المبلغ الذي سيذهب للرواتب والخدمات المخصصة للأكثر فقرا؟”.
وشكا النائب من الحركة الشعبية لتحرير السودان رمضان حسين من وجوب موافقة النواب على تشكيلة الحكومة برمتها من دون أن تكون لهم إمكانية الإدلاء برأيهم حول كل وزير بمفرده ، مشيرا إلى مشكلة الفساد. وجنوب السودان الذي اصبح دولة مستقلة في التاسع من يوليو ، هو أحد اكثر الدول فقرا في العالم بعد خمسة عقود من نزاع مدمر بين المتمردين الجنوبيين (سابقا) والحكومات المتعاقبة في السودان. ويواجه تحديات عدة بينها الفساد. وأكد الرئيس سيلفا كير في الثامن من اغسطس أثناء افتتاح الدورة البرلمانية، أن مكافحة الفساد تشكل أولوية للسماح لجنوب السودان بالنجاح.