الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عيد... سوريا وميانمار

عيد... سوريا وميانمار
21 أغسطس 2012
عيد... سوريا وميانمار يقول سعيد حمدان: إن أشهر رسالة إلكترونية مصوّرة تداولها الناس هذا العيد، يبدو أنها هي تلك اللقطة التي كان فيها بشار الأسد يؤدي صلاة العيد، وكيف تهكمت عليه الأمة عندما ضبطته عدسة الكاميرا وهو يسبق الإمام ويسلّم قبله، لتبطل صلاته وهو الذي حاول أن يصطنع لقطة إعلامية في توقيت له دلالات ومشاعر، ليقول للعالم إن الحياة طبيعية في البلد الذي يصر على أنه لا يزال حاكماً له، وأنه كالعادة أدى الصلاة بالمسجد، في مدينته، وبين شعبه، والجو كان لطيفاً وسعيداً والدليل ابتسامته الواسعة لهم! لقطة كان يتمناها أن تشفع له وتعطيه مزيداً من الوقت، والتعاطف، والشعبية المفقودة، لكن الخوف والرعب الذي يلفه جعله يستعجل الهروب من المسجد، وينسى أن للصلاة أحكاماً وأنه تَبطُل إذا سبق المأموم إمامه. لكن الأسد لا يهمه ذلك، فهو الحاكم والمشرّع والإمام الأكبر، وهذه صلاة تلفزيونية كما هو الممثل عندما يطلب منه المخرج أن يصلي ويخشع فيها لتكتمل تراجيديا المشهد. الإمارات... "البيت متوحد" حسب محمد الحمادي، تواجه الإمارات تحدياً بسبب اكتشاف جماعة متهمة بتشكيل تنظيم سري -وهذا مخالف لقوانين الدولة- ومتهمة كذلك بارتباطها بجهات خارجية -وهذا أيضاً مخالف لجميع القوانين- تلك المجموعة متهمة بذلك وربما بأشياء أخرى، والمهم أن هذه التهم الواضحة يفترض أن تجعل أي مواطن يتخذ موقفاً واضحاً من تلك المجموعة وأفعالها، فليس من المنطقي ولا المعقول أن يدعي البعض الحيادية والموضوعية والعقلانية تجاه مجموعة في موقف شبهة واضحة، فكما أنه ليس مطلوب من أحد أن يصدر حكماً ضدها -إلى أن يقول القضاء كلمته- فليس من المطلوب كذلك الوقوف موقف الحياد، بل الوقوف بكل وضوح إلى جانب الوطن ومصلحة المواطنين فيه. أميركا... قصة رائعة لا يرويها السياسيون يقول جيمس زغبي: لقد كان يثير فضولي دائماً أنه عندما نقوم باستطلاع آراء الأميركيين ونسألهم لماذا يعتقدون أن الناس في بلدان أخرى لا يحبوننا، كان كثيرون يقولون "لأنهم يحسدوننا" أو "لأنهم يكرهون قيمتي الحرية والديمقراطية اللتين نؤمن بهما". غير أنه عندما نقوم باستطلاع آراء الناس في بقية العالم، نجد أن الناس في الحقيقة يحبون قيمنا ولكنهم يتساءلون لماذا لا نطبق قيمنا المعلَنة على سياساتنا. وختاماً أقول إن علينا أن نتغلب على شعورنا بعدم الأمن، وأن نوقف التباهي الفارغ، وأن نتأمل جيداً عيوبنا ونتغير. والواقع أنني عندما أسمع السياسيين وهم يختمون خطاباتهم بـ"فليبارك الله أميركا"، أقول "آمين" – ليس لأننا نستحق البركة لأننا أخيار، ولكن لأننا في حاجة إلى كل المساعدة التي يمكن أن نحصل عليها حتى نصبح أحسن حالاً. العراق... الحرب على الإثراء غير المشروع! لا ينتظر قارئ هذا المقال-على حد قول رشيد الخيُّون- نشر إحصائية بأسماء الذين أثروا واكتنزوا الذهب والفضة، بعد التاسع من أبريل 2003، والخزائن تقول: أما مِن مزيد! ولا ينتظر فواتير أو قوائم بمقادير ما أدّخر في البنوك، وما صار ملكاً غير منقول بعواصم أوروبا، وعواصم الاستثمار، فتلك مهمة معاهد ومكاتب. سمعت أن جماعةً مِن أهل الغيرة على وطننا المستلب تكفّلت بهذه المهمة، وهم مِن ذوي الاختصاص، يجمعونها ملفات ويحفظوها بمعرفتهم، كي لا يتنصل فاسد أو قاتل أو مخرب في هذا البلد مِن المسؤولية. ومثلما قيل: "لو خليت قُلبت"، لا يُظن أن مقدرات العراق تبقى سائبة، أرواح تزهق وثروات تختفي، فهناك مَن يرصد ويعد ويحصي. ليس في ما أقوله تهديد وإنما خبر من الأخبار، أنقله مسروراً بالبقية الباقية مِن شباب العِراق، التي قصدها محمد باقر الشبيبي (ت 1960): "ليس السكوت مِن الخنوع وإنما/هذا السُّكوت تجمع وتحشد" (عز الدين، الشعر العراقي الحديث). فأزمة عشر سنوات أولدت مَن يحاول المنافحة على قدر عزمه ضد الثراء الفاحش. فهو يسأل نفسه: مِن أين حلت هذه القصور وتلك الضياع وهذا الرَّفاه، على مَن كان يعيش على الإعانة الاجتماعية ببلاد أوروبا؟! ومِن أين نزل كلُّ هذا النَّعيم على مَن كان يعيش على راتب الحزب الضئيل، أو ما يحصله مِن تزوير الوثائق ببلدان المهاجر! وما عدد البنوك والشركات التي أخذ يمتلكها أصحاب السَّوابق مِن الأغنياء، ورؤساء الأحزاب، وكيف يتم ابتزاز الثروات؟! كي لا يظن النَّاهبون للمال العام أنهم سيكونون أحراراً بلا مساءلة، وها هو العالم صار قرية والدول متضامنة قانونياً. التغيير في المنظومة الخليجية يرى د. على الراح أن دول الخليج العربي تملك القدرة على التكيف مع المتغيرات من خلال إدخال مهارة المبادرة الإصلاحية التي تعالج الخلل وتضمن لنا الاستقرار، وهذا يتحقق عبر تنازلات من كافة الأطراف الفاعلة في مجتمعاتنا، ولعلنا في هذه المرحلة ندرك جسارة المرحلة ونعي أن الحلول الأمنية لن تحقق لنا الاستقرار، ولن تصد رياح التغيير، ومن ثم احتواء الموقف وتفهم الظروف المحلية والعالمية هو المخرج الرشيد لمجتمعاتنا الخليجية التي تحظى نظمها السياسية بتأييد منقطع النظير من شعوبها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©