وجهت الإدارة الأميركية انتقادات غير مباشرة لقرار الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بتقديم انتخابات الرئاسة عن موعدها المقرر في شهر أغسطس2009 إلى أبريل المقبل· وفيما أعلنت اللجنة الانتخابية الأفغانية المستقلة أمس انه لا يمكن تنظيم انتخابات رئاسية عادلة في أفغانستان قبل أغسطس غداة المرسوم الذي أصدره كرزاي أمس الأول، انتقد مرشحان للرئاسة الأفغانية تقديم موعد الرئاسي إلى أبريل قائلين إن إجراءها مبكرا لن يمهل المرشحين الآخرين وقتا كافيا للقيام بحملاتهم الانتخابية· وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تعتقد أن أغسطس سيكون موعدا أفضل لإجراء الانتخابات في مناخ آمن· وأعلن قصر الرئاسة الأفغاني إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تناولت مسألة موعد الانتخابات مع كرزاي في حديث هاتفي مساء أمس الأول·
وقال روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الأميركية ليلة السبت-الأحد إن واشنطن ترى أنه من الأفضل ''لدواع أمنية'' إجراء انتخابات الرئاسة الأفغانية كما كان مخططا في أغسطس المقبل بدلا من أبريل مضيفا أن الموعد السابق كان سيضمن إدلاء جميع المواطنين الأفغان بأصواتهم في الانتخابات في أجواء آمنة· وأكد المتحدث أن أفغانستان في حاجة إلى ''عملية منظمة وواضحة وديمقراطية تضمن استمرارية الحكومة أثناء فترة الانتخابات للحفاظ على الاستقرار السياسي''· وتابع بقوله إن واشنطن ''تدعو جميع الأطراف إلى التعاون لتحقيق الأهداف التي تدعمها الولايات المتحدة''، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بلاده لن تدعم أو ترفض خوض مرشحين مستقلين للانتخابات· واستند كرزاي في مرسومه بتقديم موعد الانتخابات، إلى أنه ينبغي إجراء الانتخابات الرئاسية الأفغانية قبل 30 يوما على الأقل من انتهاء الفترة الرئاسية في 22 مايو المقبل·
وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة حددت في 29 يناير الماضي موعد الانتخابات الرئاسية في 20 أغسطس 2009 لدواع تنظيمية وأمنية· وصرح زكريا بركزائي المسؤول في اللجنة أمس ان هذا الموقف لن يتغير· وقال ان ''اللجنة الانتخابية المستقلة أخذت في الاعتبار كل العوامل اللازمة لتنظيم انتخابات عادلة وديمقراطية عندما رأت انه من غير الممكن إجراء انتخابات قبل شهر أغسطس''· ويقول محللون إن المرسوم الذي أصدره كرزاي ودعا فيه إلى إجراء الانتخابات قبل فترة طويلة من الموعد الذي يرى الجميع تقريبا أنه ممكن من الناحية العملية، ما هو إلا مناورة سياسية حاذقة لإجبار المعارضة على التسليم بإمكانية بقائه في السلطة بعد انتهاء فترة رئاسته في مايو وفقا للدستور·
وقال المرشح الرئاسي أشرف غاني أحمدزاي إن الضرر سيلحق بالمرشحين الآخرين· وقال للتلفزيون الأفغاني ''يسعى جميع المرشحين والشخصيات البارزة لأن يكونوا مستعدين لحملات الترشيح خلال أغسطس لكن تغييرا مفاجئا في القرار وإجراء الانتخابات في أبريل سيثير مشاكل معينة''·وقال النائب رمضان بشردوست الذي يعتزم خوض انتخابات الرئاسة بجدول أعمال يقوم على مكافحة الفساد ''ربما يكون كرزاي يحاول أخذ خصومه على حين غرة وطعنهم في الظهر''·
عدد اليوم
