الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلويات العيد تنشر بهجتها في البيوت الجزائرية

حلويات العيد تنشر بهجتها في البيوت الجزائرية
3 سبتمبر 2011 01:08
(الجزائر) - شهدت الأسواق الجزائرية في الأيام الأخيرة من رمضان المنقضي إقبالاً واسعاً لربات البيوت والفتيات لاقتناء مختلف لوازم حلويات العيد والمواد التي تدخل في صنعها، وبالرغم من الارتفاع الصاروخي لأسعارها، فإن السيدات أقبلن على اقتناء ما يلزمهن لتحضير تشكيلة ثرية من حلويات العيد باعتبار أنه لا نكهة لعيد الفطر تحديداً دون حلويات وكذا كسوة الأطفال، كما برزت هذا العام ظاهرة جديدة وهي كثرة إقبال الفتيات على كتب صنع الحلويات بمختلف أنواعها. إقبالٌ كثيف على الرغم من أن مصاريف رمضان وكسوة العيد أرهقتا ميزانيات أغلب العائلات الجزائرية بسبب الارتفاع المذهل لمجمل الأسعار في هذه السنة مثلما أوردنا في مواضيع سابقة، إلا أن ربات البيوت أبين إلا أن يحتفلن بعيد الفطر المبارك عبر تحضير تشكيلات متنوعة من الحلويات كما تعوّدن كل سنة، وقد شهدت المحال المتخصصة في بيع لوازم الحلويات إقبالاً كثيفاً من السيدات في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المنقضي، بغرض اقتناء ما يلزم لإعداد حلويات العيد، وتشرع ربات البيوت بتحضير أولى أطباق الحلويات ابتداءً من ليلة 27 رمضان. تقول فوزية زرمان، ربة بيت، «عادة ما تختار العائلات الجزائرية هذه المناسبة الدينية العظيمة للشروع بتحضير حلويات العيد تيمُّناً بها، وتفضل أغلب السيدات تحضيرها بعد الإفطار إلى غاية منتصف الليل تقريباً، وهذا إلى غاية ليلة العيد، فإذا أعلنت لجنة الأهلة أن العيد يكون صبيحة اليوم الموالي، تتوقف كل واحدة وتكتفي بما أنتجته طيلة 3 أيام، وتنتج أغلب العائلات ما بين 8 إلى 12 نوعاً من مختلف الحلويات». وأمام هذا المحل، كان عددٌ من النسوة يعاينّ السلع المعروضة وأسعارَها التي بدت لهن مرتفعة مقارنة بالعام الماضي. تقول خداوج «أسعار الجوز والبندق والفول السوداني هذه السنة ملتهبة وغير متوقعة، ولذا لن أقتني سوى كميات محدودة». تحكم في الأسعار يعترف صاحب المحل، عبد الغاني بن النية، بأن أسعار لوازم الحلويات هذه السنة «مرتفعة جدا مقارنة بالعام الماضي، مثلاً سعر الكيلوجرام من الفول السوداني ارتفع من 200 دينار جزائري إلى 350 ديناراً، بينما قفز سعر جوز الهند من 280 دينارا فقط العام الماضي إلى 800 دينار دفعة واحدة هذه السنة، وهي زيادة خيالية نفّرت الكثير من زبوناتي». وينحي بن النية باللائمة على تجار الجملة الذين أكد أنهم يحسنون ممارسة المضاربة ويتحكمون في السوق كما يريدون ويبيعون بالأسعار التي تحلو لهم من خلال التحكم في تدفق السلع إلى تجار التجزئة برغم أنها وفيرة وليس هناك أية ندرة». أما سفيان بعِّيش، تاجرٌ آخر بالسوق نفسه، فيؤكد أن ارتفاع الأسعار أدى إلى «تذمر زبوناته وتراجع طلبهن على مختلف المواد التي تدخل في إنتاج حلويات العيد مقارنة بعيد العام الماضي». ودفع هذا الوضع عدداً من ربات البيوت إلى التعامل مع الباعة المتجولين الذين نصبوا طاولاتهم بمداخل مختلف الأسواق؛ إذ عادة ما تكون الأسعار لدى هؤلاء أقل منها لدى التجار النظاميين، لأنهم لا يدفعون الضرائب ولا إيجار المحال، وتميزت الأيام الأخيرة من رمضان بانتشار واسع للتجار الفوضويين بكل الأسواق الجزائرية الذين يعرضون لوازم الحلويات بأسعار أقل، كالفول السوداني والجوز والبندق والعسل والخميرة والبيض والدقيق والزبدة والمربى ومعجون التمر. ولوازم تغليف الحلويات. محلية وشرقية اختار شبان آخرون عرض عدد كبير من كتيبات صنع الحلويات منذ حلول العشر الأواخر من رمضان، يقول شاب منهم «إنها مناسبة ظرفية قصيرة الأمد، سنتحول بعدها إلى الأدوات المدرسية لبضعة أيام أخرى والرزق بيد الله». وعرض هذا الشاب عدداً من كتيبات الحلويات المتنوعة جزائرية، مغربية، تركية، سورية، وأصناف أخرى عديدة لأشهر صانعات الحلوى، ولا يتجاوز سعر الكتيب الواحد 100 دينار، وهي ذات ألوان جذابة دفعت عدداً من الفتيات إلى اقتنائها. وتقول آمال منصوري، طالبة جامعية «نحن الفتيات نريد تعلّم الحلويات العصرية الشرقية والمغاربية وعدم التقيد بما هو موجود، ولذلك نقتني هذه الكتيبات المتنوعة التي تساعدنا على ذلك، وهناك حتى من تتلقى دروساً عنها في مدارس خاصة، بينما ترفض أمهاتُنا قطعاً التخلي عن الحلويات التقليدية التي تعوَّدن على صنعها منذ سنوات طويلة وفي مقدمتها البقلاوة والتشاراك والمقروط والدزيريات». ومع أن مائدة العيد الجزائرية أصبحت تمزج بين الحلويات التقليدية والعصرية الوافدة من مختلف البلدان العربية والإسلامية، فإن هناك أنواعاً محددة يمكن اعتبارها «سيدة مائدة حلويات العيد بالجزائر» وأهمها البقلاوة والمقروط والتشاراك، التي يحرص الأزواج على تناولها كل صباح مع القهوة إلى أن تنفذ، وتحرص أغلب العائلات الجزائرية على صنع هذه الأنواع على الأقل إذا تعذّر عليها إنتاجُ المزيد لقلة ذات اليد، ولا تكاد تخلو منها أية مائدة في أيام العيد لمذاقها الحلو وغناها بالسكريات. وعادة ما يتم تبادلُ الحلويات بين العائلات صبيحة عيد الفطر من كل سنة، حيث ترسل صحوناً مليئة بمختلف الأنواع إلى بعضها البعض، وكأن كل عائلة تريد أن تقول للأخرى «انظروا ماذا حضّرنا من حلويات فاخرة لهذه المناسبة، فأرونا أحسن ما عندكم»، ما جعل حلويات العيد محلاًّ للتباهي والتفاخر بين العائلات وإظهار الثرية لثرائها وتفوقها المعيشي على غرار ما يحدث مع ملابس العيد، وهو ما يدفع عادة كل العائلات الجزائرية لإنتاج تشكيلة متنوعة من حلويات العيد بغرض إهدائها للجيران ولو اضطرت للاستدانة من أجلها، حتى لا تشعر بالحرج والنقص في هذا اليوم وهي تتلقى مختلف أطباق الحلوى من جيرانها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©