التكامل والتوازن الغذائي الوصفة الصحية السحرية للحامل

أبوظبي (الاتحاد) ـ كثيراً ما يتكرر السؤال صيام الحامل؟ كيف ومتى ومتى تصوم أو تفطر؟ وما ضوابط صيامها في رمضان؟ وغالباً ما تهمل كثير من السيدات الحوامل الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن بعد شهر الصوم، أو كثير منهن يغفلن الاسترشاد بالرأي الطبي المتخصص بعد انقضاء الشهر الفضيل، لا سيما المريضات بأمراض الكلى، وممن يعانين ارتفاع نسبة الكرياتينين، أو من أمراض المسالك البولية التي تتطلب بجانب العلاج الطبي تناول الكثير من السوائل. وتنبه الدكتورة أمل رمضان، أخصائية أمراض النساء والولادة إلى أنه في حالة اطمئنان الحامل التي لديها مشكلة في الكلى خلال أيام رمضان، أن تستمر في المتابعة الطبية الدقيقة والمستمرة لحالتها بعد الإفطار، كذلك المصابات بقصور في وظائف الكبد، أو المريضات بداء السكري المعتمدات على الأنسولين، ومتابعة حالة الأسيتون بالدم، ومتابعة أداء جميع الوظائف الحيوية لجسمها، وعليها ملاحظة حركات الجنين خاصة في الأشهر الأخيرة، بالتنسيق مع الطبيب المعالج، وأيضاً ملاحظة ازدياد الارتجاع بالمريء وتزايد الحموضة مع أشهر الحمل الأخيرة، لا سيما عند التحلل من الضوابط الغذائية، أو الإفراط في تناول الأطعمة المسببة للحموضة وعسر الهضم مع أيام العيد. وننصح هنا باتباع النصائح الغذائية نفسها التي كانت مستحبة في الصيام، وتجنب ملء المعدة وتخمتها، وتجزئة الوجبات على فترات متباعدة خلال ساعات اليوم، مع تناول مضادات الحموضة عند الحاجة، والاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة والسوائل والعصائر الطازجة والحليب لتنظيم عمل الأمعاء وتجنب الإمساك، وتقلل من فرصة الإصابة بالتهابات المسالك البولية، مع عدم الإفراط في الأملاح أو المخللات والتوابل والبهارات التي تزيد من إفراز العصارة الحمضية بالمعدة، أو الأسماك المملحة لتجنب ارتفاع ضغط الدم، مع الإقبال على الأصناف الغذائية ذات القيمة الغذائية العالية، وسهلة الهضم وسريعة الامتصاص، وتجنب الشعور بالامتلاء وعسر الهضم، كذلك تجنب الدهنيات والمواد الدسمة. التوازن الغذائي وتنصح الدكتورة رمضان بأن يتوافر في غذاء الحامل التوازن بين جميع المغذيات من بروتينات، فيتامينات، أملاح معدنية، نشويات وسكريات خاصة، مع الاهتمام بتناول “فوليك أسيد” لمنع التشوهات في الأجنة، وفيتامينات بـ 12، وبـ 6 للحماية من الأنيميا، وذلك تحت الإشراف الطبي، دون أن تنسى الحامل الاحتياجات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم الموجود في الألبان ومنتجاتها من الجبن والزبادي، أو في أقراص الكالسيوم، وتلفت الانتباه إلى أهمية عنصر الحديد وضرورة تناول الحامل الأطعمة الغنية به سواء كانت حيوانية، كالكبدة واللحوم والبيض، أو نباتية مثل الخضراوات ذات اللون الأخضر مثل الجرجير، البقدونس، الخس. كما أن الأطعمة الحيوانية والنباتية يكمل بعضها بعضا، إلا أن الحيوانية منها أفضل؛ لأن كمية امتصاص الحديد منها أعلى، وننصح الحامل أيضا بتناول الحبوب والعيش الأسمر لاحتوائهما على نسبة متوسطة من الحديد، كما يجب تناول النشويات والسكريات لزيادة السعرات الحرارية، أما في الأشهر الأخيرة من الحمل فيجب التركيز على الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية والألبان ومنتجاتها والعصائر. حاجة الجنين وتضيف الدكتورة رمضان: “تعتبر فترة الحمل من المراحل الدقيقة التي تمر بها الحامل، إذ يطلب منها منذ بداية الحمل اتباع نظام غذائي صحي متوازن لضمان سلامتها وسلامة نمو الجنين، فالجنين في رحم الأم يتناول كل ما يحتاجه من مواد أولية مثل السكريات والأحماض الأمينية والفيتامينات وخلافه عن طريق الحبل السري والمشيمة، وذلك مما يتوافر في دم الأم، كما أن الجنين لا يتغذى طوال الوقت، ولكنه مثل الشخص البالغ له أوقات ومواعيد للأكل، ولكنها على فترات متقاربة ومتعددة، فإذا لم يجد الجنين الغذاء الكافي له، فإنه يتأثر بذلك، ويبدأ أولا في التوقف عن الحركة للمحافظة على كمية الطاقة المخزونة لديه لتوفيرها للأعضاء الأساسية بالجسم مثل المخ والقلب والغدة فوق الكلوية، وإذا طالت فترة حرمان الجنين من الغذاء لعدة أسابيع، يبدأ في حرق كمية الدهون الموجودة بالكبد والعضلات، وهنا يتعرض لنقص النمو ويعانى اختلالا في التمثيل الغذائي ويولد طفل قليل الوزن له مشكلات صحية كثيرة. وعلى الأم أن تلاحظ قلة أو عدم حركة الجنين بكل دقة”.