السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القمة الأميركية- الصينية: شراكة الاعتماد المتبادل

القمة الأميركية- الصينية: شراكة الاعتماد المتبادل
22 يناير 2011 21:32
اعتبرت القمة التي عقدت مؤخراً بين الرئيس الصيني، هو جينتاو، ونظيره الأميركي، باراك أوباما، انتصاراً صينيّاً سواء للحزب الشيوعي، أو لرئيس البلاد، وقد نشرت وسائل الإعلام الصينية التابعة للدولة صوراً ضخمة للرئيس "جينتاو" مع أوباما في إشارة دالة إلى المكانة الرفيعة التي باتت الصين تحظى بها في علاقتها مع الولايات المتحدة. وبالنسبة للإدارة الأميركية مرت الزيارة الصينية على أحسن ما يرام وأحرزت بعض التقدم في قضايا صعبة وإن كانت قد ذكَّرت أيضاً باستمرار بعض أوجه الخلاف في العلاقات بين البلدين، وهو ما أوضحه "مايكل جرين"، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي بقوله: "إن أهم ما حققه الطرفان خلال القمة الأخيرة هو وضع أساس متين لعلاقة البلدين بعد أوقات عصيبة مرت بها خلال السنة الجارية"، مضيفاً: "لا أحد كان يتوقع تحولاً كبيراً خلال القمة، ولكن إذا قيمنا حصيلتها بمقياس النجاح أو الفشل يمكن القول إنها نجحت في تحقيق بعض أغراضها". وعلى غرار باقي زيارات المسؤولين الصينيين إلى الولايات المتحدة جاء المسؤولون ومعهم دفاتر الشيكات موقعين صفقات لشراء الطائرات والآلات الثقيلة، فضلاً عن المحاصيل الزراعية والبرمجيات التي تقدر قيمتها بحوالي 45 مليار دولار. كما تعهدت الصين بإعطاء الشركات الأميركية معاملة تفضيلية وبذل مجهود أكبر لحماية حقوق الملكية الفكرية. أما في موضوع حقوق الإنسان الشائك، والعلاقة مع كوريا الشمالية، فقد أبدى الجانب الصيني قدراً محدوداً من المرونة، وقد اعتبره الأميركيون إشارة جيدة لما يمكن أن يحصل في المستقبل. وبالإضافة إلى ذلك نجحت الإدارة الأميركية في تصحيح ما كان ينظر إليه العديد من المسؤولين في البيت الأبيض على أنه خطأ ارتكب خلال القمة الأميركية- الصينية السابقة التي عُقدت بالعاصمة بكين في نوفمبر 2009 حينها اعترفت الولايات المتحدة بـ"المصالح الأساسية" للصين في التبت وتايوان وظهر هذا التعبير بشكل واضح في البيان الختامي للقمة السابقة، وهو ما لم يتكرر في أي من وثائق القمة الحالية. وحسب "دانيال كليمان"، الباحث الزائر بمعهد "الأمن الأميركي الجديد" فقد أرادت الإدارة الأميركية "إبلاغ الصين أنه يتعين عليها لجم تصرفاتها غير المنطقية أحياناً في شرق آسيا وبأنها لن تتنازل عن موقفها تجاه حلفائها"، وفي ميزان الدلالات الرمزية مقابل المسائل الجوهرية في القمة الأخيرة لاشك أن الغلبة تؤول لما هو رمزي، إذ لم يتحقق الكثير بشأن الهدف الذي كانت الإدارة الأميركية تصبو إليه المتمثل في إقناع الصين بالرفع من قيمة عملتها على نحو يعزز الصادرات الأميركية في السوق الصينية. كما أن معظم الصفقات التجارية التي أبرمت في القمة ستستغرق شهوراً إن لم يكن سنوات قبل أن تدخل حيز التنفيذ. وحتى فيما يتعلق بتوحيد المواقف بشأن ثني كوريا الشمالية عن مواصلة برنامجها النووي استمر الاختلاف التكتيكي بين الجانبين، بل امتد إلى مسائل استراتيجية، وذلك على رغم اتفاق الكوريتين خلال الأسبوع الجاري على عقد مباحثات عسكرية رفيعة، وهي الخطوة التي باركتها كل من بكين وواشنطن. وقد أمضى "جينتاو"، الذي غادر واشنطن متوجهاً إلى شيكاجو لزيارة بعض مراكز تعليم اللغة الصينية وتفقد استثمارات بلاده، الجزء الأكبر من القمة متمسكاً بالنص الرسمي للخطاب الصيني الذي لا يخلو من كليشيهات مثل "الشراكة القائمة على الاحترام والمصلحة المتبادلة". وفي خطاب له يوم الخميس الماضي رعته اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية- الصينية كرر "جينتاو" تعهد قادة الصين بأن بلادهم "لن تسعى أبداً لتكون القوة المهيمنة في العالم، أو تتبنى سياسة توسعية"، وقد كانت اللحظة الوحيدة التي بدا فيها وكأنه خرج قليلاً عن النص عندما اعترف في مؤتمر صحفي عقده مع أوباما بأنه "مازال أمام الصين الكثير للقيام به في قضية حقوق الإنسان"، وإن كان هذا التصريح حذف في وسائل الإعلام الصينية. ولكن مع ذلك أعرب الجانبان عن ارتياحهما لنتائج القمة الثنائية، وهو ما أكده "شوي تيانكاي"، نائب وزير الخارجية الصيني الذي قال: "لقد أجرى الرئيسان مباحثات مكثفة وودية انتهت بنتائج مهمة". وبالنسبة للرئيس الصيني تأتي الزيارة إلى الولايات المتحدة خلال فترته الثانية كرئيس للحزب الشيوعي، بحيث يكتسي الأمر أهمية بالغة لإرثه في الحكم واستمراره في التأثير على سياسة البلاد بعد خروجه من الرئاسة، وهو حريص على نجاح القمة الأخيرة لأن ما جرى في زيارته السابقة إلى البيت الأبيض لم يرضِ الصين، حيث ارتُكبت سلسلة من الأخطاء البروتوكولية مثل إعلان متحدث في البيت الأبيض عزف السلام الوطني "لجمهورية الصين"، وهو الاسم الصيني لتايوان، كما أن بوش لم يُقم مأدبة عشاء على شرف الرئيس الصيني واكتفى بدعوته للغداء، هذا في الوقت الذي أصر فيه الصينيون على الطابع الرسمي للزيارة التي أطلقوا عليها "زيارة الدولة" في حين لم يساير بوش هذا الاقتراح. ولكن بعد أربعة أعوام حصل "جينتاو" على ما كان يرغب فيه من أوباما الذي خصه باستقبال حافل في إطار زيارة دولة مع كل ما يصاحبها بما في ذلك 21 طلقة مدفعية وتنظيم مأدبة عشاء على شرف الضيف الصيني. جون بومفريت - شيكاجو ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©