الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كبرياء بطل الدوري وطموح حامل الكأس في «برستيج كروي»

كبرياء بطل الدوري وطموح حامل الكأس في «برستيج كروي»
29 أغسطس 2013 22:19
محمد حامد (دبي) - ماذا لو تمكن ويجان أتلتيك «الهابط إلى دوري الدرجة الأدنى» من انتزاع لقب السوبر «الدرع الخيرية» على حساب «مان يونايتد»؟ هل يمكن اعتباره في هذه الحالة الفريق الأقوى في إنجلترا؟، وبعد أن نجح بروسيا دورتموند في انتزاع السوبر الألماني على حساب بايرن ميونيخ في مستهل الموسم الحالي برباعية مقابل هدفين، هل يمكن القول: إنه أفضل من «العملاق البافاري» صاحب ثلاثية المجد؟ تساؤلات تفجر جدلاً كبيراً حول القيمة الكروية والمعنوية لكأس السوبر، حيث يتعامل معها البعض، باعتبارها بطولة شرفية، فيما يتخذ منها البعض الآخر مقياساً لتحديد هوية البطل المتوج على قمة الكرة المحلية ببطولاتها كافة. الإنجليز يؤكدون أنها مواجهة ودية خيرية تمنح الفائز بها مجداً معنوياً، ويطلقون عليها في هولندا اسم الأسطورة كرويف، والمفارقة أن «السوبر» فكرة لا تحظى بالانتشار أو الجاذبية في أميركا الجنوبية، في حين تكتسب أهميتها في إسبانيا إذا كانت بين العملاقين «البارسا» والريال لتصبح «سوبر كلاسيكو» في هذه الحالة. وعلى المستوى المحلي يترقب عشاق الساحرة بشغف كبير لقاء السوبر بين العين والأهلي، في التحدي الخاص بين «الزعيم» المتوج بطلاً للدوري و«الفرسان»، وعلى الرغم من الإثارة التي تحيط بمواجهة «السوبر» في كل مكان إلا أنها في نهاية المطاف «برستيج كروي» حائر بين كبرياء بطل الدوري ورغبة بطل الكأس في إثبات الذات، ولكنها في جميع الأحول لا تقارن من حيث أهميتها الكروية ببطولتي الدوري والكأس، وإن ظلت على الرغم ذلك مثيرة وجاذبة للجماهير في مستهل الموسم الكروي. بعيداً عن دول القارة العجوز التي قد ترتفع بها حدة المنافسة على لقب كأس السوبر قبل انطلاقة كل موسم، خاصة إذا كانت بين فريقين كبيرين، فإن أميركا الجنوبية لا تهتم كثيراً بفكرة «السوبر»، ففي الأرجنتين أقيمت البطولة للمرة الأولى الموسم الماضي، وفاز بلقبها فريق أرسنال على حساب بوكا جونيورز، ومن المفارقات الطريفة أن البرازيل أحد أهم معاقل كرة القدم حول العالم لا يوجد بها «سوبر»، حيث أقيمت مرة واحدة فقط عام 1991. كعادتها تستأثر الكرة الإنجليزية بكل ما هو عريق، حيث تعد بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أقدم بطولة كروية «على قيد الحياة» في العالم، كما أن فكرة كأس السوبر في بلاد الإنجليز لها تاريخ عريق، وعلى الرغم من أنها لم تأخذ مسمى «السوبر»، إلا أنها فكرة إقامة مباراة فاصلة بين بطل الدوري والفريق المتوج بكأس الاتحاد الإنجليزي، انطلقت عام 1908، ويتم تخصيص دخلها للجمعيات والمنظمات الخيرية في إنجلترا، وتشارك الأندية الـ 124 التي تخوض منافسات كأس الاتحاد الإنجليزي في توزيع هذا الدخل بمعرفتها الخاصة، ووفقاً لمشاريعها الخيرية، ونجح «مان يونايتد» في اقتناص اللقب في افتتاحية الموسم الجاري، بعد تفوقه على ويجان بثنائية فان بيرسي، وتقام المواجهة سنوياً بملعب ويمبلي وهو الاستاد الوطني المحايد للإنجليز. لم تعرف كأس السوبر في فرنسا الاستقرار طوال تاريخها، فقد تم تنظيمها للمرة الأولى عام 1949 برعاية مشتركة بين الاتحاد الفرنسي لكرة القدم وجمعية الصحفيين الرياضيين في فرنسا، وخلال الفترة من عام 1955 حتى 1973 أطلق الفرنسيون عليها «تحدي الأبطال»، ثم توقف البطولة وعادت عام 1985 وتوقفت من جديد لأسباب تتعلق بعدم شعبيتها وفشلها في جذب الجماهير. ويبدو أن إصرار الاتحاد الفرنسي على إقامتها بصورة منتظمة جعله يدشنها من جديد عام 1995 تحت مسمى «بطولة الأبطال»، وتوقفت في الموسم التالي، نظراً لفوز أوكسير بثنائية الدوري والكأس، إلا أنها انتظمت بداية من عام 1997 مع وضع لائحة تتيح لثاني الدوري مواجهة الفريق الذي يفوز بالثنائية، وعلى مدار المواسم الخمسة الماضية أقيم السوبر الفرنسي في دول عدة، وهي كندا، وتونس، والمغرب، والولايات المتحدة، وأخيراً الجابون والتي شهدت «سوبر» الموسم الحالي، والذي انتزعه باريس سان جيرمان بعد فوزه بثنائية مقابل هدف على حساب بوردو. بعد 5 سنوات من انطلاقة «سوبر كوبا إيطاليانا» فاجأ الطليان العالم بفكرة إقامة مواجهة السوبر في الولايات المتحدة، وتوج ميلان باللقب عام 1993 على حساب تورينو، وفي عام 2002 فعلها اليوفي في ليبيا، حينما انتزع اللقب من بارما، ثم ظفر به في العام التالي على حساب الميلان في الولايات المتحدة. كما تناوب الإنتر والميلان واليوفي على الفوز بـ «سوبر إيطاليا» في «عش الطائر» بالصين، وهو ما يؤكد أن البطولة حظيت بالنجاح التسويقي جراء إقامتها في الخارج، خاصة أن كل نسخة من المواجهات التي أقيمت في الصين حضرها 70 ألف متفرج على الأقل، والإحصائيات تقول: إن بطل الدوري هو الأوفر حظاً للفوز بـ «السوبر الإيطالي»، فقد ظفر بها بطل «الكالشيو» 20 مرة، فيما كان نصيب بطل الكأس 6 مرات فقط. في إسبانيا، انطلقت البطولة تحت مسمى «سوبر كوبا دي إسبانا» منذ عام 1982، أي أنها تحمل اسم السوبر منذ انطلاقتها قبل 31 عاماً، مما يعني أن المسمى لا يرتبط بحقبة التسعينات من القرن الماضي، أو بدايات الألفية الجديدة، وهي الفترات التي شهدت انطلاقة كأس السوبر في غالبية دول العالم. ويعد السوبر الإسباني ساحة تنافس مثير بين «البارسا» و«الريال»، وهو لا يختلف في ذلك عن الليجا أو كأس الملك، حيث السيطرة الكتالونية المدريدية على البطولات كافة، وتشير الإحصائيات إلى أن البارسا توج باللقب 11 مرة آخرها بعد الفوز على أتلتيكو مدريد أمس الأول، مقابل 8 للريال آخرها الموسم الماضي على حساب البارسا. ومن أهم ملامح السوبر الإسباني أنه أصبح مرتبطاً بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يعتلي صدارة لائحة الهدافين التاريخيين للبطولة برصيد 10 أهداف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©