علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله) - اقتحم الجيش الإسرائيلي فجر أمس قرية «باب الكرامة» قرب القدس المحتلة أمس ودمر الخيم واعتقل الفلسطينيين الذين كانوا يعتصمون على أراض مهددة بالمصادرة لصالح البناء الاستيطاني قرب القدس. وقالت لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، في بيان إن قوات إسرائيلية معززة بآليات عسكرية اقتحمت مقر الاعتصام الذي أطلق عليه اسم قرية «باب الكرامة»، حيث احتجزت المعتصمين قبل أن تزيل خيامهم.
وأضافت أن عملية الهدم تضمنت أربع خيام ومبنى متنقلا أقامه المعتصمون لأداء الصلاة فيه، وقد تمت مصادرة كل الخيم من قبل القوات الإسرائيلية. غير أن اللجان الشعبية أكدت استمرار النشطاء في الاعتصام داخل أراضي القرية الواقعة قرب قرية بيت إكسا شمال غربي مدينة القدس والتي تريد إسرائيل مصادرة نحو 12 ألف دونم منها لصالح الاستيطان. وأكد البيان أن»هدم قرية باب الكرامة لا يعني نهاية المطاف، بل إن النشطاء سيواصلون الوجود في الموقع الذي بنيت عليه القرية وسيعيدون تشييد الخيام من جديد لدى توفر فرصة لذلك». هذه هي المرة الثانية التي يلجأ فيه فلسطينيون للاعتصام على أراض لمنع مصادرتها من قبل إسرائيل التي أقرت الشهر الماضي خططا لبناء أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية أغلبها في مناطق بين القدس والضفة الغربية. وأقام الفلسطينيون الجمعة قبل الماضية خياماً على أراض داخل منطقة (إي 1) أطلقوا عليها اسم قرية «باب الشمس» غير أن الشرطة الإسرائيلية أجلتهم منها بعد يومين ثم أزالت جميع الخيام بعد قرار من محكمة العدل العليا الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، هدمت قوات إسرائيلية منزلاً وغرفة زراعية وبئر مياه شرقي بلدة يطا بالخليل جنوبي الضفة الغربية. وقالت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الخليل إن المنزل الذي تعرض للهدم كان من طابقين وكان يؤوي 16 فردا جرى تشريدهم في العراء. واعتبرت اللجنة أن هذه الممارسات « تأتي في سياق التضييق على الفلسطينيين وإجبارهم على ترك أراضيهم لاستكمال المخططات الاستيطانية «.
وذكرت محطات إذاعة محلية «أن جرافات وآليات ثقيلة شاركت في عملية الهدم التي تمت بمشاركة مكثفة من جنود جيش الاحتلال والتي طالت كذلك تدمير بئر مياه». وأكدت محطات الإذاعة «أن قوات الاحتلال تشن منذ فترة طويلة هجمة شرسة على منطقة مسافر يطا بهدم المنازل والمساكن والعرش الزراعية في محاولة للضغط على سكانها لإخلائها».
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة فلسطينيين في الضفة الغربية. وأوضحت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الاعتقالات جرت في محافظتي جنين وطوباس. وأضافت أن القوات اقتحمت عددا من المنازل وعبثت بمحتوياتها. ولم توضح الوكالة ما إذا كان للمعتقلين أي انتماءات تنظيمية.كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية العرقة غربي جنين وسط إطلاق القنابل الصوتية تجاه المنازل وأهلها نائمون في خطوة استفزازية.
إلى ذلك، أفاد مصدر طبي فلسطيني بأن مزارعا فلسطينيا أصيب أمس برصاص الجيش الإسرائيلي قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل قرب معبر ايريز شمال بيت حانون في شمال القطاع.
وأوضح المصدر الطبي أن «مزارعا فلسطينيا في التاسعة عشرة من العمر أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي قرب معبر بيت حانون ايريز شمال قطاع غزة». وقال إن الشاب أصيب في قدمه برصاصة أطلقها جندي إسرائيلي من برج مراقبة عسكري، عندما كان في أرضه بالقرب من معبر بيت حانون (ايريز) الحدودي مع إسرائيل شمال بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. ونقل المصاب بسيارة إسعاف فلسطينية إلى مستشفى البلدة لتلقي العلاج. وقد وصفت إصابته بالمتوسطة الخطورة.
إلى ذلك، يزمع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تقديم خطة إلى حكومته تهدف إلى استكمال بناء الجدار الفاصل بين منطقة القدس المباركة وقرية الزعيم الفلسطينية القريبة.
وكشفت صحيفة (هآرتس) أمس أن الجدار سيفصل كذلك مستوطنة (معاليه ادوميم) القريبة من القدس ومنطقة (أي 1) عن التي ستنفذ فيها مشاريع استيطانية جديدة عن بقية مناطق الضفة الغربية.
كما تهدف هذه الخطة إلى إبقاء مستوطنة (معاليه ادوميم) خارج الجدار الفاصل مع الضفة مع إبقاء السكان الفلسطينيين كذلك خارج منطقة (اي 1) والتي حذر الفلسطينيون من أن هدف السيطرة عليها عزل القدس عن الضفة.
وتبعد مستوطنة (معاليه ادوميم) إلى الشرق من القدس المحتلة بمسافة تصل إلى سبعة كيلومترات وهي مقامة على أراض فلسطينية محتلة ويسعى الاحتلال لتنفيذ مشاريع استيطانية كبيرة فيها تتجه غربا لتصلها بالقدس الشرقية.ومن المقرر أن يقدم باراك خطته الجديدة هذه للحكومة الإسرائيلية في اجتماعها الذي سيعقد مطلع الأسبوع المقبل.
وتعتبر خطة توسيع المستوطنة المذكورة جزءا من خطة أكثر توسعا وضعتها إسرائيل وأطلقت عليها اسم خطة باب الشرق وهدفها خلق تواصل للمستوطنات الإسرائيلية في قطاع عرضي واسع يمر من القدس عن طريق (معاليه ادوميم) يربطها مع أريحا والبحر الميت.
عدد اليوم
