الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحكومة الأسترالية تغير موقفها من المناخ بسبب الجفاف والانتخابات

15 نوفمبر 2006 23:24
سيدني- ''د ب أ'': دفع أسوأ موسم جفاف مسجل في أستراليا، واحتمال تسبب أصوات الخضر في خسارته الانتخابات العامة التي تجري العام المقبل، رئيس الوزراء جون هاوارد لتغيير موقفه تجاه مسألة تغير المناخ، ففي غضون شهرين تحول من إنكار علم ارتفاع درجة حرارة الكون والسخرية من أنصار الحفاظ على البيئة والمناخ مثل نائب الرئيس الاميركي السابق آل جور إلى القبول بالحاجة إلى عمل سريع للتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة، ومن ثم طرح نفسه كواحد من زعماء قضايا تغير المناخ· وقال رئيس الوزراء البالغ من العمر 66 عاما: ''اعتقد أن وزن الادلة العلمية يوحي بأن هناك مستويات ملحوظة من النمو الضار في مستويات الانبعاثات الغازية الضارة، وما لم نضع الاسس على مدى السنوات القليلة القادمة للتعامل مع المشكلة فان الاجيال القادمة ستواجه صعوبات جمة، وسيكون لديها ما يدعو لانتقاد فشلنا في عمل شيء لمواجهتها''· ويأتي هذا التغير من جانب رجل رفض أن يقابل آل جور عندما زار أستراليا للترويج لفيلمه عن مضار ارتفاع درجة الحرارة، والذي سخر وزير صناعته قبل أسابيع قلائل من النجاح الجماهيري الذي حققه فيلم ''آن انكونفينينت تروث'' (حقيقة غير مريحة) بوصفه ''مجرد فيلم''· وفي وقت سابق من العام الحالي تعهد هاوارد بالاعتماد بشكل غير محدود على الفحم في توليد الطاقة، والان يشيد بالطاقة النووية ويقول: إنها بديل نظيف وصديق للبيئة· ومن معارضة شديدة لنظام عالمي لتجارة الكربون، يبدو الفائز بأربع انتخابات متتالية مستعدا للتوقيع نيابة عن بلاده على نظام لتجنب الانبعاثات الغازية، وبدا التحول مفاجئا وكاملا إلى حد خشي معه حزب العمال المعارض من غلبة الائتلاف الحاكم عليه في قضايا البيئة عندما يتوجه الاستراليون إلى صناديق الاقتراع في غضون الـ 12 شهرا المقبلة؟ وأحس انتوني البانيس من حزب العمال والمتحدث باسم المعارضة في البرلمان في شؤون البيئة بالذهول من هذا التحول، وقال: ''قبل أسبوع واحد فقط كان رئيس الوزراء وحكومته يسخرون من خطة حزب العمال الخاصة بوضع برنامج قومي لتبادل الانبعاثات الغازية بغية خفض مستوى الانبعاثات الكربونية، الا انه يقوم الان بتشكيل لجنة خاصة لعمل هذا الشيء بالتحديد''· ويشعر جيف انجيل رئيس جماعة ''توتال انفيرونمنت سنتر'' المعنية بشؤون البيئة بالقلق من أن هاوارد إنما يرمي لسحب البساط من تحت أقدام حزب العمال قبل الانتخابات، وقال: ''إننا نريد أن نتأكد من جدية رئيس الوزراء فكيف يتسنى له أن يفعل ذلك، وقد كان يفعل العكس تماما''، وهذا صحيح فقد كانت حكومة هاوارد فيما سبق تنفق الكثير من الجهد في تقويض المبادرات الخاصة بخفض درجة حرارة الكون وليس تبنيها· واستراليا واحدة من بلدين من بلدان الدول المتقدمة الاخرى الولايات المتحدة التي ترفض التوقيع على بروتوكول كيوتو الذي تتبناه الامم المتحدة والخاص بخفض الانبعاثات الغازية التي تتسبب في تغير المناخ، ويدخل هذا البروتوكول الذي تفاوض بشأنه 140 بلدا في اليابان عام 1997 حيز التنفيذ هذا العام، ويلزم البروتوكول 35 بلدا غنيا بخفض الانبعاثات الغازية بنسبة 2ر5 في المائة عن المستويات المسجلة عام 1990 بحلول عام 2012 وستنضم دول نامية من كبار الدول الملوثة للبيئة مثل الصين والهند إلى البروتوكول في وقت لاحق· ويدفع هاوارد بأن الاقتصاد الاسترالي سيتضرر بفعل ارتفاع أسعار الطاقة الذي سيحدث نتيجة تطبيق بنود كيوتو، ويستهلك الاقتصاد الاسترالي الطاقة بكثافة نتيجة صناعة التعدين الضخمة في البلاد واعتمادها على الفحم في توليد 90 في المائة من احتياجاتها من الطاقة· ويروج هاوارد في الوقت الحالي لـ''كيوتو جديدة'' سيحدد أهدافا للدول المتقدمة والنامية على حد سواء· وقد تخلى عن معارضته لتجارة الكربون والتحول عن الفحم حيث إن التكلفة المتزايدة للتعامل مع الغازات بدلا من حرقها سيجعل الخيار النووي أفضل اقتصاديا، ويقول متشككون: إن هوارد إنما يريد فحسب كسب أصوات أنصار الحفاظ على البيئة، فالاحجام عن توقيع اتفاق كيوتو وحقيقة أن استراليا واحدة من اكبر الدول الملوثة للبيئة في العالم بمقياس نصيب الفرد يوحي بغياب الارادة السياسية في اقتسام الآثار الجانبية لمحاولة علاج مشكلة تغير المناخ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©