السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جنوب السودان .. التسوية تختبر صدق النوايا

جنوب السودان .. التسوية تختبر صدق النوايا
27 أغسطس 2015 23:35
عواصم (وكالات) لاقى توقيع رئيس جنوب السودان سلفا كير اتفاقاً ينهي 20 شهراً من الحرب الأهلية في البلاد ترحيباً حذراً أمس، إذ ذكر دبلوماسيون ومنظمات غير حكومية أن الشق الأصعب سيكون تطبيق النص الذي أبدى كير تحفظات عليه. ودان المتمردون التحفظات الحكومية على الاتفاق، معتبرين أنها تقوض أجزاء أساسية منه. وبعد أن رحبت بهذا الاتفاق الذي يعد «خطوة أساسية في الجهود التي تهدف إلى إنهاء النزاع»، دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما الأطراف المتحاربين إلى «الامتثال بدقة لبنوده وتطبيقها بصدق». ووقع كير ونائبه السابق رياك مشار الذي يقود حركة تمرد منذ ديسمبر 2013 سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار التي انتهكت فور توقيعها بالأحرف الأولى. وتحفظات كير على توقيع ما وصفه بأنه «سلام مفروض» في خطاب اعتبر فيه التهديدات بالعقوبات «عمليات ترهيب»، وكذلك «تحفظاته الجدية» التي تقع في 12 صفحة سلمت إلى الوسطاء، أدت إلى إخماد حماسة كانت محدودة أصلاً. وقال كير قبل أن يوقع الوثيقة إن «السلام الذي نوقعه اليوم يتضمن الكثير من الأمور التي يجب أن نرفضها، وتجاهل مثل هذه التحفظات ليس في مصلحة سلام عادل ودائم». وتنص الوثيقة على آلية لتقاسم السلطة مع المتمردين وسحب الأسلحة من جوبا التي تسيطر عليها حالياً القوات الموالية لكير. وأعلنت واشنطن عرابة استقلال جنوب السودان أن «الولايات المتحدة والأسرة الدولية لا تعترفان بأي تحفظات أو إضافة على الوثيقة». وكان كير رفض توقيع الاتفاق في 17 أغسطس في أديس أبابا مع انتهاء مهلة إنذار وجهته الأسرة الدولية المستاءة من المواقف المتقلبة وسوء النية الظاهر للطرفين خلال 19 شهراً من المفاوضات العقيمة، فيما وقعه مشار. وقد أمهله الوسطاء في مجموعة دول شرق أفريقيا 15 يوماً حتى الأول من سبتمبر لإجراء «مشاورات». وأمهل مجلس الأمن الدولي رئيس جنوب السودان حتى الأول من سبتمبر لإبداء تأييده الكامل لاتفاق السلام، وكان قد أعلن قبل يوم أنه مستعد «للتحرك فوراً» إذا لم يوقع كير الاتفاق. وبعد اجتماع حول الأزمة في جنوب السودان، أعلن سفير نيجيريا جوي أوغوو رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي أن الدول الأعضاء «أكدت استعدادها للتحرك فوراً إذا لم يوقع الرئيس سلفا كير الاتفاق كما سبق أن وعد». وتقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار ينص على فرض حظر أسلحة وعقوبات على جنوب السودان ما لم يوقع كير الاتفاق. لكن روسيا والصين وعدداً من الدول الأفريقية تحفظت على النص وخصوصاً في ما يتعلق بالعقوبات التي ستفرض على الشخصيات التي تتهم بعرقلة الاتفاق، لذلك تعد الولايات المتحدة لائحة بأسماء الذين ستجمد ممتلكاتهم ويمنعون من السفر. ويفرض الاتفاق إعلان «وقف دائم لاطلاق النار» بعد 72 ساعة من توقيعه، ويقضي بمنح المتمردين منصب نائب الرئيس الذي يرغب مشار في العودة إليه بعد إقصائه منه في يوليو 2013 أي قبل ستة أشهر من اندلاع القتال. ويدعو الاتفاق الذي يهدف إلى وقف أشهر من العنف، إلى تشكيل لجنة للمصالحة ومحكمة لجرائم الحرب بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي. وتم إبرام سبعة اتفاقات لوقف إطلاق النار إلا أنها جميعها انهارت خلال أيام وأحياناً ساعات، في البلد الفتي الذي استقل عن السودان في 2011. مصر تدعو إلى الاهتمام بالملاحظات رحبت مصر بقرار حكومة جنوب السودان التوقيع على اتفاق سلام مع المعارضة. وحثت وزارة الخارجية المصرية، في بيان أصدرته أمس، أطراف الاتفاق، والدول والمنظمات الراعية له، على التعامل بالاهتمام الكافي مع الشواغل والملاحظات المثارة حول بعض بنود الاتفاق، باعتبار ذلك هو الضمانة الحقيقية لإنهاء الصراع. كي مون: الطريق المستقبلي صعب وصف الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» الاتفاق بين المتحاربين في جنوب السودان بأنه «خطوة مهمة للغاية وضرورية» لإنهاء الصراع. وقال بان «إن الطريق المستقبلي سيكون صعباً، داعياً طرفي النزاع إلى تنفيذ الاتفاق، مضيفاً أنه سيدعو إلى اجتماع مع القادة الدوليين لبحث القضية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©