الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان وباكستان... توترات حدودية متواصلة

22 أغسطس 2012
الهجمات المتواصلة بواسطة القذائف من باكستان على أقاليم في شرق أفغانستان كلفت مسؤولين اثنين رفيعي المستوى وظيفتيهما وتهدد بزعزعة استقرار الحكومة المركزية الهشة أكثر. ففي وقت سابق من الشهر الماضي، أُرغم وزير الدفاع عبد الرحيم وارداك على التنحي عن منصبه بعد أن دعا أعضاء في البرلمان إلى إقالته بسبب القصف المتواصل. كما أُرغم على التنحي أيضاً وزير الداخلية بسم الله خان محمدي الذي يشرف على الشرطة الوطنية الأفغانية. وكان الرئيس حامد كرزاي قال إنه سيحترم آراء البرلمان وإنه سيقيل الوزيرين، ولكنه طلب من المسؤولين الاثنين البقاء في منصبيهما إلى حين إيجاد من سيخلفهما، غير أن "وارداك" رفض طلب الرئيس. وفي هذه الأثناء، تتزايد مشاعر الغضب في كابول في وقت يستمر فيه تساقط القذائف على إقليم "كونار" الواقع شرق البلاد. ويقول مسؤولون أفغان رفيعو المستوى إن الجيش الباكستاني هو المسؤول عن الهجمات، وليس مقاتلي "طالبان"، زاعمين أن إسلام آباد هي الوحيدة التي تمتلك ذخيرة من النوع الذي تم استعماله في الهجمات. ولكن باكستان تنفي الادعاءات. وفي هذه الأثناء، مازال مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية وأعضاء في قوة الأمن الدولية يعتقدون أن قوات التمرد قد تكون وراء الهجمات بواسطة القذائف. ومهما يكن المسؤول عن الهجمات، فإن الأمزجة بدأت تتعكر على مستوى القيادة على جانبي الحدود، حيث هددت كابول في وقت سابق باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي بقصد تقديم شكوى ضد باكستان في حال لم يتوقف القصف الذي بدأ منذ مايو الماضي. وقال محافظ إقليم كونار، "فضل الله وحيدي"، إن قرابة ألفي قذيفة سقطت خلال الأشهر الأخيرة، وإنه علاوة على قتل عدد من المدنيين، فإن الهجمات تسببت أيضاً في نزوح مئات العائلات. وقال "وحيدي" في هذا الصدد: "على الحكومة المركزية أن تعالج هذا الموضوع بجدية، لأن القصف يسبب قلقاً كبيراً للجمهور". ومن جانبه، قال رئيس أركان الجيش شير محمد كريمي للغرفة العليا للبرلمان إنه مقتنع بأن الجيش الباكستاني هو المسؤول عن الهجمات، مضيفاً أنه يعتقد أن الهدف من هذه الأخيرة هو الضغط على كابول من أجل قبول "خط دوراند"، وهو خط الحدود الذي يفصل بين البلدين على نحو فضفاض وفُرض من قبل البريطانيين عام 1893. ويذكر هنا أن كابول لا تعترف بهذا الخط، في حين أن إسلام آباد ترغب في جعله رسمياً. وقد سأل مشرعون "كريمي": لماذا لم تبذل الولايات المتحدة جهوداً أكبر من أجل معالجة هذا الوضع، فقال: "لا أعرف لماذا يتجاهل الأميركيون هذا الموضوع"، مضيفاً "ربما لأن الأميركيين خائفون لأن باكستان تمتلك أسلحة نووية، أو ربما لأنهما صديقان قديمان و(أميركا) لا ترغب في صدام معهم". وفي واشنطن، أكد المتحدث باسم البنتاجون أن أميركا تعمل عن كثب مع أفغانستان وباكستان في محاولة للحد من العنف على الحدود حيث قال في بيان صدر مؤخراً: "لقد كنا بالطبع على اتصال مستمر مع الحكومة الأفغانية من أجل العمل على هذه المواضيع وقد وضعنا الضغط على العدو الذي ينشط بمحاذاة الحدود". ويشار هنا إلى أن إقليم كونار هو عبارة عن منطقة جبلية تغطيها الغابات بكثافة، وهو يحد المناطق القبلية لباكستان التي تملك إسلام آباد سيطرة محدودةً عليها. وبالمقابل، يتهم المسؤولون في إسلام آباد المتمردين بشن هجمات على الأراضي الباكستانية انطلاقاً من "كونار"؛ ويقولون إن طالبان باكستان وجدت ملاذاً في مناطق من شرق أفغانستان، كانت القوات الأفغانية والأميركية قد انسحبت من معظمها خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "ذا دون" الباكستانية في الرابع والعشرين من يوليو الماضي أن "إرهابيين" قاموا بشن 15 هجوماً انطلاقاً من إقليمي "كونار" و"نورستان" ضد مراكز وقرى حدودية باكستانية خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن 105 جنود ومدنيين قُتلوا في تلك الهجمات. وفي بلد يحفل بنظريات المؤامرة، فإن الكثيرين يرون هدفاً وراء عدم رغبة الولايات المتحدة التدخل بشكل مباشر في النزاع بين البلدين، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة وباكستان وقعتا في يوليو الماضي اتفاقية جديدة تسمح بشحن المعدات الحربية من باكستان إلى أفغانستان. وكان نقل مثل هذه الشحنات قد توقف منذ نوفمبر 2011 عقب ضربة جوية أميركية داخل باكستان أسفرت عن مقتل 24 باكستانياً. وفي إطار الاتفاقية، وافقت واشنطن على الإفراج عن مليار دولار من المساعدات العسكرية المجمدة للجيش الباكستاني. المحلل السياسي الأفغاني "وحيد مزهدة" يرى أنه حتى لو كانت واشنطن على علم بأن إسلام آباد متورطة في القصف، فإن المسؤولين الأميركيين ربما يترددون في معالجة الوضع بالنظر إلى أهمية طريق نقل الإمدادات العسكرية عبر باكستان. ويقول في هذا الإطار: "إن أرخص طريق لنقل الإمدادات العسكرية للقوات الأميركية هنا في المنطقة هو ذاك الذي يمر عبر باكستان. والولايات المتحدة تحتاج إلى باكستان من أجل تحقيق أهدافها طويلة المدى في المنطقة"، مضيفاً "انني واثق أن الأميركيين، بفضل التكنولوجيا التي في حوزتهم، يعرفون مصدر القذائف التي تطلق على أفغانستان ولكنهم لا يرغبون في إغضاب باكستان". حفيظ الله جارديش ومينا حبيب كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©