الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إثيوبيا تنعي زيناوي وتكلف نائبه بمهام رئاسة الوزراء

إثيوبيا تنعي زيناوي وتكلف نائبه بمهام رئاسة الوزراء
22 أغسطس 2012
أديس أبابا (وكالات) - نعت الحكومة الإثيوبية أمس رئيس الوزراء ميليس زيناوي، قائلة في بيان “إنه توفي في مستشفى بالخارج، بعد تدهور صحته بشكل مفاجئ منتصف ليل الاثنين”. بينما قال الناطق باسم المفوضية الأوروبية “إن زيناوي توفي في بروكسل”، مؤكدا بذلك ما كانت أعلنته مصادر دبلوماسية الشهر الماضي بهذا الشأن. وقال المتحدث باسم الحكومة الاثيوبية بركات سايمن “ان زيناوي (57 عاما) كان يتعافى جيدا، لكن فجأة حصل شيء ما ونقل على اثره الى وحدة العناية الفائقة، حيث لم يتمكنوا من إنعاشه”. ولم يعط المتحدث تفاصيل حول المرض الذي كان يعاني منه زيناوي، واكتفى بالقول خلال مؤتمر صحفي “انه كان يعاني من مشاكل صحية منذ عام، لكن افضل ما حدث له هو انه لم يعتبر يوما انه مريض وكان مستعدا للعمل كل الوقت وكل الايام وكل الليالي”. واضاف سايمن ان اجراءات التشييع ستجري وفق خطة اعدتها لجنة تعمل على هذه القضية، مشيرا الى ان اثيوبيا ستكون في حالة حداد وطني حتى تنظيم الجنازة تكريما لرئيس الوزراء. واوضح “ان نائب رئيس الحكومة هايليمريام ديسيلين سيتولى رئاسة الوزراء بالوكالة، وسيتوجه بموجب الدستور الى البرلمان ليؤدي القسم”، مؤكدا ان الحكومة تعمل على دعوة البرلمان الى الانعقاد في اسرع وقت ممكن، ومشددا على ان كل الامور مستقرة، وقال “أؤكد لكم أن كل شيء مستقر وكل شيء سيستمر كما رسمه زيناوي”. وقال التلفزيون الحكومي الاثيوبي من دون تفاصيل “ان زيناوي كان يتعافى في مستشفى بالخارج خلال الشهرين الماضيين، لكنه توفي فجأة متأثرا بعدوى مفاجئة”. وكان دبلوماسيون في اديس ابابا أشاروا إلى أن زيناوي يعالج في بروكسل من مرض غير معروف، في حين أن آخرين قالوا إنه في المانيا. وقالت وكالة الانباء البلجيكية “ان زيناوي توفي في قسم العناية المركزة في المستشفى الجامعي سان لوك في بروكسل”، لكن المستشفى رفض تأكيد هذه المعلومات. وبانتظار انعقاد الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية، وهي الحزب الحاكم لاختيار خلف دائم لزيناوي، أعرب نيجاسو جيدادا الذي تولى رئاسة اثيوبيا أثناء رئاسة زيناوي للحكومة، والذي يرأس الآن حزب الوحدة من أجل الديمقراطية والعدالة المعارض” إنه يأمل في انتقال سلمي للسلطة”. وقال “نحن نحث الجبهة الديمقراطية الثورية على تغيير الوضع السياسي والديمقراطي ووضع حقوق الإنسان نحو الأفضل في البلاد”. وحكم زيناوي اثيوبيا بقبضة من حديد منذ 1991، وكان وصل الى الحكم على رأس مجموعة مسلحة تمكنت من اسقاط نظام الديكتاتور منغيستو هايلي مريام. وقد انضم الى النادي المغلق للقادة الافارقة على اثر فوزه الساحق في انتخابات 2010 حين نال 99 بالمئة من الاصوات. وكان بشخصه يجسد كل السلطة في بلده الذي حوله الى حليف رئيسي للولايات المتحدة في حملة مكافحة التطرف في القرن الافريقي. وقالت “الجبهة الوطنية لتحرير أوجادن” الإثيوبية المحظورة “إن وفاة زيناوي قد تمهد لمرحلة جديدة من السلام”، إلا أنها أكدت مجددا استعدادها للقتال من أجل تقرير المصير. وقالت في بيان “قد تمثل وفاة زيناوي مرحلة جديدة للاستقرار والسلام في إثيوبيا ومنطقة القرن الإفريقي بأكملها، لكن الجبهة ستعمل مع أي قوى معارضة تقدمية متفتحة تكون مستعدة للاعتراف بحق تقرير المصير لكل الأمم والجنسيات”. الى ذلك، وفيما رأى مصدر دبلوماسي ان رحيل زيناوي قد يؤدي الى عواقب خطيرة في هذه المنطقة، لافتا الى فرض رئيس الوزراء الراحل سلطته على الدول المجاورة واعتباره قطب استقرار بين السودان واريتريا والصومال. توقع ديفيد شين السفير الأمريكي السابق في اثيوبيا أن تستمر الكثير من سياسات الدفاع كما هي، وقال “لأسباب امنية داخلية سيكون هناك تركيز مستمر على الصومال ولا أتصور أي تغيير كبير في اتجاه اريتريا”. ونعى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، زيناوي قائلا “انه كان قائدا قويا ليس في بلده فحسب بل في كل القارة الافريقية يعمل كوسيط في عدد كبير من المناقشات وخصوصا في القرن الافريقي”. واكد ان بلاده واثقة من ان ديسيلين الذي سيكون رئيس الحكومة بالوكالة بموجب الدستور الاثيوبي، سيواصل العمل للابقاء على الاستقرار والسلام في المنطقة ليحمي بذلك ارث رئيس الوزراء الراحل”. وقال الرئيس الكيني مواي كيباكي في بيان “ان وفاة زيناوي خسارة كبيرة”، معتبرا انه قائد براغماتي وصاحب رؤية أمنت الاستقرار لبلده ووضعته على طريق النمو الاقتصادي. واضاف “ان منطقة شرق افريقيا وافريقيا فقدت قيادة ومؤهلات المفاوض لزيناوي”. بينما قال رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينجا لهيئة الإذاعة البريطانية “إن هناك قلقا بشأن حدوث عدم استقرار بدون زيناوي”، وأضاف “هذه المنطقة تحتاج للاستقرار لذلك نحن نحتاج لحكومة مستقرة فى أثيوبيا..لا أعلم إذا كانوا مستعدين بصورة كافية لعهد ما بعد زيناوي، ولكننا نأمل أن يتمكنوا من استيعاب جميع الفصائل داخل الحكومة حتى تتم عملية الانتقال بسلاسة”. وقالت وزارة الخارجية السودانية “ان القارة الافريقية فقدت برحيل زيناوي قائدا حكيما لعب دورا مهما في دعم الجهود من اجل السلام والاستقرار في القارة خصوصا عبر استضافة المفاوضات مع جنوب السودان لاكثر من عام”. فيما اشاد وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين بالدور الاستراتيجي الذي لعبه زيناوي في العلاقات بين جوبا والخرطوم بعد انفصال الجنوب على اثر عقدين من الحرب، معتبرا انه قائد عظيم. وقال “كان رائعا ليس فقط في ما يتعلق بعلاقاتنا الاستراتيجية بين جنوب السودان واثيوبيا لكن بصفته رئيسا للاتحاد الافريقي كلف السعي الى سلام بين السودان وجنوب السودان المستقل حديثا”. ورأى وزير التعاون الاقليمي الاوغندي عثمان كيينجي “إن وفاة زيناوي خسارة كبيرة لكل افريقيا لانه ساهم في التوصل الى حلول للمشاكل فيها. وأشار إلى أن زيناوي ارسل في نوفمبر قوات بلاده الى الصومال لدعم قوة الاتحاد الافريقي التي تقاتل المتمردين الشباب وتساهم كمبالا فيها”. وعبر عن الامل في ان تواصل الحكومة الاثيوبية الجديدة شراكتها مع هذه القوة. وأشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بزيناوي ووصفه بأنه متحدث ملهم باسم افريقيا، وأضاف إن إسهامه الشخصي في تطور إثيوبيا وبخاصة في إخراج ملايين الإثيوبيين من دائرة الفقر يضع مثالا يحتذى للمنطقة. بينما قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزي مانويل باروزو “إن زيناوي عمل بدأب في مجال الوحدة الإفريقية والتغير المناخي والتنمية وكان زعيما افريقيا محترما برهن على التزام شخصي كبير لسنوات عديدة لتحسين حياة الاثيوبيين وكل شعوب افريقيا”. واضاف في بيان “أرجو بشدة أن تدعم إثيوبيا طريق الديمقراطية وأن تعزز حقوق الإنسان ورفاهية شعبها والاستقرار والتكامل بالمنطقة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©