السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هذا هو الفارق... الأهلي بالموهبة.. والنفط بـ«العنف»

هذا هو الفارق... الأهلي بالموهبة.. والنفط بـ«العنف»
28 أغسطس 2015 00:39
وليد فاروق (دبي) أثبت أبطال الأهلي أن التصميم والعزيمة والإرادة أقوى من أي استفزازات، يمكن أن توضع لتعرقل مسيرة الفريق الناجحة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم، والتي يقدم فيها الفريق أروع عطاء حتى الآن، وهو ما جعله على بُعد خطوة واحدة من حلم التأهل إلى نصف نهائي البطولة القارية للمرة الأولى في تاريخه، بالفوز الغالي والمستحق على نفط طهران الإيراني على أرضه وبين جماهيره بهدف مساء أمس الأول، في ذهاب دور الثمانية، وحمل الهدف توقيع رودريجو ليما. وقدم نجوم الأهلي أعلى مستوى من الانضباط الفني والبدني والسلوكي في مواجهة منافس يسعى جاهداً لإخراجهم من حالة التركيز وجذبهم إلى مستويات أقل من الأداء، حتى يسهل عليه التعامل بهذه الصورة، وتعويض تراجعه الفني الملحوظ، والذي شهده الجميع قبل المواجهة وخلال نتائجه في الدوري المحلي. ونجح الروماني أولاريو كوزمين مدرب الأهلي في فرض إيقاع الأداء الذي يريده، ارتفاعاً وهبوطاً على مدار 90 دقيقة، بما يحقق له الهدف الذي يريده من المباراة، وهو الخروج بالنتيجة الإيجابية، باستثناء أول 25 دقيقة، بسبب ضغوط الجماهير التي اكتظت بمدرجات ملعب أزادي، ورهبة المواجهة ومدى تأثيرها الواضح على تحفظ لاعبي الأهلي وسعيهم «المقصود» للتراجع لامتصاص «فورة» البداية من أصحاب الأرض. وعمد كوزمين طوال اللقاء إلى غلق المساحات أمام لاعبي نفط طهران المتميزين بالسرعة وقوة الاندفاع، والذين حاولوا الاستفادة من كل كرة مشتركة، في محاولة للتحايل على حكم اللقاء الياباني، من أجل الحصول على ركلات جزاء، تعينهم على تهديد مرمى ديدا، بعدما فشلوا في تهديده بالطرق التقليدية، ورغم أن الحكم الياباني لم يلتفت إلى هذه المحاولات، إلا أنه تغاضى عن توجيه أي إنذارات لـ «المتحايلين» لمنعهم من المحاولات، التي تكررت كثيراً. في الوقت نفسه، أدى معظم لاعبي الأهلي اللقاء بتركيز عالٍ، وحرص على تنفيذ تعليمات جهازهم الفني، التي صبت في عدم الانسياق لمحاولات تشتيتهم، مع فهم تام لواجبات كل مركز، سواء بالنسبة لقلبي الدفاع سالمين خميس والكوري كيونج، اللذين التزما بالرقابة الصارمة وغلق المساحات، وعبدالعزيز هيكل ووليد عباس بعدم التقدم إلى الإمام، والالتزام بالواجبات الدفاعية أولاً وقبل أي شيء، مروراً بـ «رئة» الفريق ومتنفسه الثنائي ماجد حسن وحبيب الفردان اللذين فرضا التفوق الميداني لـ «الأحمر» والدعم المطلوب دفاعاً وهجوماً، إلى نجوم الفريق في اللقاء، البرازيلي ايفرتون ريبيرو الذي أدى واحدة من أفضل مبارياته مع «الفرسان» منذ انتقاله إليه منتصف الموسم الماضي، وكان «شعلة» نشاط سواء في الجبهة اليمنى، أو عندما انتقل إلى الجبهة اليسرى، بالتبادل مع إسماعيل الحمادي الذي هدد مرمى نفط طهران في أكثر من مناسبة. وخاض ثنائي الهجوم أحمد خليل وليما، المباراة بأسلوب مختلف قليلاً، اعتماداً على تأخر خليل خلف ليما، ليزيد من القوة الهجومية للأهلي في وسط الملعب، ويتيح الفرصة لليما لوجود مساحة تساعده على تهديد مرمى المنافس، وأدى الثنائي الدور بكل براعة، وقام خليل بدور صانع اللعب في أكثر من هجمة بوعي تام ومهارة، فيما شاغب ليما كثيراً، وكاد أن يفتتح التسجيل في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الأول، ولكنه فعلها في الشوط الثاني، ونجح في اقتناص هدف غالٍ برأسه، بعدما اصطاد رأسية زميله سالمين خميس داخل منطقة جزاء نفط طهران، وهو هدف يدل عن ردة فعل عالية ومهارة لا غبار عليهما. وحتى بعد أن نجح الأهلي في إحراز هدفه في الدقيقة 62، لم يعمد الفريق إلى ترك الملعب على مصراعيه متاحاً لنفط طهران يفعل فيه ما يريد، ولكنه أدى بشكل متوازن، من دون تراجع غير مبرر، ومحاولة الاعتماد على المساحات الشاسعة في دفاعات نفط طهران الذي اندفع نحو الهجوم من دون تركيز، وهو ما مكن لاعبي الأهلي من تكرار تهديدهم لمرمى علي رضا حارس نفط طهران في أكثر من مناسبة وكان بإمكانهم زيادة رصيدهم من الأهداف لولا التعجل في اللمسة الأخيرة، حدث ذلك مع ليما وريبرو وأحمد خليل قبل خروجه ومع البديل أسامة السعيدي الذي سنحت له فرصتا تهديف في الدقائق الأخيرة من اللقاء. يبقى أن الأهلي ورغم فوزه المعنوي الرائع على نفط طهران، إلا أن المهمة لم تنته بعد، ولم يحسم الفريق تأهله إلى نصف النهائي، ذلك لأن هناك مباراة أخرى سوف يخوضها الفريق الإيراني غالباً بنوع من التهور الكروي، عملاً بمبدأ أنه لا يوجد ما يخسره أكثر من خسارته على أرضه، وهو ما يتطلب الحرص من الأهلي والتركيز الشديد، ومثل هذه المباريات لا تتوقف كثيراً عند مكان إقامة اللقاء، ونظرية الفريق صاحب الأرض، فالأرض في أحيان كثيرة لا تقف مع أصحابها، ولكنها تدعم من يستحق الفوز. أحمد شاه: التركيز مطلوب في الإياب دبي (الاتحاد) أعرب أحمد شاه إداري فريق الأهلي عن سعادته الغامرة بتخطي «الفرسان» عقبة نفط طهران في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال آسيا، وأهدى الفوز الكبير إلى إدارة النادي، وجمهور «الفرسان». وأشاد شاه بالمجهود الكبير الذي بذله اللاعبون داخل الملعب، وقاتلوا وحاربوا حتى نهاية المباراة، ولم يبخلوا طيلة زمن المباراة عن الدفاع عن الشعار «الأحمر»، وتوجوا مجهودهم بفوز غالٍ خارج الديار، وقال «عقب المباراة تلقيت اتصالاً من عبد الله النابودة نقل فيها تهنئته للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية». وشدد أحمد شاه على أن الأهلي تنتظره جولة أخرى في دبي، ويجب التركيز على المباراة القادمة، حتى يتحقق المطلوب، وهو الوصول إلى نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ النادي. هدوء «الفارس الأحمر» يهزم «استفزازات طهران » دبي (الاتحاد) تعرض لاعبو الأهلي إلى محاولات استفزاز متتالية، من لاعبي نفط طهران، من أجل إخراجهم من شعورهم، وإفقادهم التركيز، عنصر التفوق لمصلحة «الفرسان»، حيث سعوا في أكثر من مناسبة إلى الاحتكاك بلاعبي الأهلي، خلال أحداث المباراة، حدث ذلك مع إسماعيل الحمادي وأحمد خليل وسالمين خميس وريبيرو، أمام حكم اللقاء ومن خلفه، ولكن حسن تعامل لاعبو الأهلي مع مثل هذه المواقف فوت الفرصة عليهم في تحقيق أغراضهم.ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى حد توجيه جماهير نفط طهران استفزازات إلى لاعبي الأهلي قبل انطلاق المباراة، وبعدها، الأمر الذي دعا عبد المجيد حسين مشرف الفريق الأول إلى وصف ما حدث من الجماهير بأنها «بذاءات» وتعامل سيئ منهم تجاه الأهلي الذي رد عليهم بتحقيق هذا الفوز الغالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©