الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بيكهام يغوص في بحر التقاعد

بيكهام يغوص في بحر التقاعد
16 نوفمبر 2006 00:12
لم يضطر النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام في كثير من الأحيان إلى إظهار أفضل ما لديه من إمكانات كروية لسرقة الأضواء من النجوم الآخرين الذين تَواجه معهم في الملاعب الأوروبية والعالمية طوال الأعوام العشرة الماضية، إذ كان يكفيه مثلا تغيير تسريحة شعره ليصبح حديث الجميع من متابعين ورجال إعلام وكل من له شأن في عالم كرة القدم· لذا يتفق كثيرون على أن بيكهام لم يكن يوما ذلك اللاعب العظيم الذي يمكنه احتكار ألقاب الجوائز الفردية الممنوحة لأفضل اللاعبين على غرار ما فعله الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيليان رونالدو ورونالدينهو وغيرهم من أصحاب الكرات الذهبية في المواسم القريبة الماضية· لكن رغم عدم تواجد بيكهام على منصات تتويج المتفوقين إلا في مناسبات قليلة، فإن مما لا شك فيه أنه لم يكن بالإمكان تجاهل الوجود المؤثر للرجل على الساحة الكروية طوال عقد من الزمن تقريبا بالنظر إلى الشهرة الواسعة النطاق التي لفت مسيرته· لكن سواء كان المرء من مشجعي بيكهام أو العكس فإنه سيلاحظ أن المميزات الكروية التي أطلقت شهرته، من ركلات حرة وكرات عرضية متقنة ولياقة بدنية عالية، لم تعد نقطة القوة لديه وسط صراعه المتواصل مع نفسه لاستعادة ما يمكن من مستواه المعهود رغم إدراكه صعوبة الأمر وهو الذي بلغ الـ31 من العمر· إذا بدأت شمس ديفيد بيكهام بالمغيب والغوص في بحر التقاعد الذي سبقه إليه العديد من نجوم الأمس، وذلك في ظل تأكيدات اللاعب أنه من المبكر الحديث عن جلوسه خارج إطار اللعبة، وهو الأمر الذي يخالفه فيه الإيطالي فابيو كابيللو مدرب ريال مدريد الإسباني الذي جعل منذ وصوله إلى نادي العاصمة من بيكهام أحد لاعبي الصف الثاني·· وكان الجميع قبل بداية الموسم الحالي في انتظار ما ستؤول إليه الأمور مع رونالدو المتخبط بالإصابات وتراجع المستوى نوعا ما، إلا أن الأنظار اتجهت لمعرفة المصير النهائي لبيكهام الذي ينتهي عقده مع النادي الملكي في الصيف المقبل، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره بمثابة ''حبل نجاة'' للاعب كونه اشترط تجديد عقده بحجز مكان أساسي له في تشكيلة كابيللو وإلا سيلجأ إلى الخطة الاحتياطية بطلب وضعه على لائحة البيع مع فتح باب الانتقالات نهاية الشهر المقبل· من هنا، يمكن اعتبار أن بقاء بيكهام من عدمه مع الريال لم يعد في يده بل انتقلت الكرة إلى ملعب إدارة النادي والمدرب، وهو الأمر الذي لا يبشر اللاعب بخير نظرا إلى سياسة الإدارة الجديدة التي لا تعير أهمية لتواجد النجوم على أرض الملعب لأهداف تسويقية على غرار ما كانت عليه الحال في المواسم الماضية، إلى إصرار كابيللو على اختيار اللاعبين المؤهلين للمشاركة في المباريات استنادا إلى جهوزيتهم البدنية وليس حجم شهرتهم وما تفرزها من عائدات مالية على النادي· ويبرز تيار من المراقبين يؤكد صحة قرار الإيطالي بإبعاد بيكهام عن تشكيلته مستندين إلى قناعات سابقة أن الإنجليزي لم يكن النجم الأول في فريقه السابق مانشستر يونايتد، بل كان يجدر إحاطة بول سكولز والويلزي راين جيجز والهولندي رود فان نيستلروي بهالة النجومية أكثر منه، والدليل التألق اللافت لهؤلاء حاليا في موازاة تراجع مستوى بيكهام·· وتأتي هذه التحليلات في سياق التأكيد أن الهدف من وراء تعاقد ريال مدريد مع القائد السابق لمنتخب إنجلترا عام 2003 مقابل 24,5 مليون جنيه إسترليني كان لتوسيع السوق التسويقية ومنافسة مانشستر يونايتد على عرش النادي الأغنى في العالم· وأيا يكن من أمر، فإن كل المعطيات تشير إلى أن زواج بيكهام والريال في طريقه إلى الانفراط بعد ثلاثة أعوام لا يمكن لصق صفة النجاح بها، إذ عانى اللاعب تذبذب الأداء العام لفريقه، حيث وجد نفسه مع المدرب السابق البرازيلي فاندرلي لوكسمبورجو بعيدا عن مركزه المفضل على الجناح الأيمن الذي شغله بامتياز، فضاع في وسط الملعب وخلف المهاجمون من دون أن يلعب دور النجم المتحكم بالنتائج النهائية للمباريات مثلما فعل في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2002 عندما دك مرمى اليونان بركلة حرة حاسمة حجزت بطاقة إنجلترا إلى النهائيات في كوريا الجنوبية واليابان· ولا يخفى على أحد ما آلت إليه الأمور في مونديال ألمانيا 2006 عندما ظهر بيكهام عاجزا على مجاراة خصومه وغابت فعاليته وروحه القيادية، فكان أول من انتقدته الصحافة الإنجليزية عند خروج المنتخب الإنجليزي أمام نظيره البرتغالي من الدور ربع النهائي قبل أن يتم إبعاده من قبل المدرب الجديد ستيف ماكلارين، وهي النقطة التي قد تكون لعبت دورها في ترسيخ الفكرة السلبية المسبقة التي كونها كابيللو عن لاعبه رغم قوله مؤخرا إن الأخير لا يزال ضمن حساباته· لكن إذا اقتضت الأمور عكس ما يشتهيه بيكهام فإن الطريق سيكون مفتوحا أمامه للعبور إلى بطولة أخرى تتلاءم وإمكاناته الحالية، وهذا ما تتمناه نواد عديدة وخصوصا الواثقة منها أن شخصية مثله ستعطيها دفعا معنويا، فضلا عن زيادة بيع تذاكر المباريات· وفي الوقت الذي أكد فيه اللاعب أن المال لن يشكل عاملا رئيسيا في خطوته المقبلة، رجحت مصادر كثيرة أن الدوري الأميركي سيكون الوجهة المستقبلية لبيكهام بعدما أبدى ناديي لوس انجلوس جالاكسي ونيويورك رد بولز اهتمامهما بضمه وإقرار القيمين على الدوري قاعدة جديدة تسمح للنوادي برفع سقف الرواتب لكي تتمكن من استقدام لاعبين نجوم من طينة الانجليزي· وهذا ما دفع بالصحافة الأميركية إلى تسمية التعديل المستحدث بـ''قاعدة بيكهام'' في إشارة إلى اقتراب انضمام اللاعب إلى البطولة المعروفة بتحولها ''المثوى الأخير'' للاعبين الذين ينشدون الاعتزال، وهذا ما أقدم عليه سابقا أفضل لاعبي العالم أمثال البرازيلي بيليه والألماني لوثار ماتيوس والبلغاري خريستو ستويشكوف· ومع استبعاد المقربين من بيكهام فرضية عبوره الأطلسي حيث سيحسن من صورة الدوري الأميركي أكثر مما يستفيد هو نفسه، فإن فرضية عودته إلى الجزيرة البريطانية ليست مستبعدة أبدا إثر اتصال سلتيك الاسكتلندي ونيوكاسل يونايتد ووست هام يونايتد به، لكن هذه الصفقات المحتملة تقف عند رغبته في عدم اللعب مع فريق منافس لمانشستر يونايتد مؤكدا أن إعادة الارتباط مع المدرب الاسكتلندي ''السير'' اليكس فيرجسون وجماهير ''اولد ترافورد'' لن تكون بالمهمة المستحيلة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©