الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عيضة بن مسعود: الشعر مطبوع ولا يُعلّم ولا بد من صقل الموهبة

عيضة بن مسعود: الشعر مطبوع ولا يُعلّم ولا بد من صقل الموهبة
22 أغسطس 2012
يستعد الشاعر والإعلامي عيضة بن مسعود هذه الأيام لإنجاز كتابه الأول بعنوان مقترح هو “مقومات وأساسيات القصيدة النبطية”، حيث سبق له أن أصدر ديواناً صوتياً بعنوان “استفهام”. وفي لقاء مع “الاتحاد” تحدث الشاعر عيضة بن مسعود عن مفاصل كتاب القصيدة النبطية، والذي احتوى على العديد من الأبواب التي تتناول بناء القصيدة النبطية، حيث ينحو منحى تعليمياً وأكاديمياً في مساعدة المواهب الشعرية الجديدة على الغور في مكنونات القصيدة النبطية، وأسرارها ومقومات بنائها. ويرى عيضة بن مسعود أن هذا الكتاب سيلفت نظر الكثيرين المشتغلين في الحقل النقدي والتحليل البنائي للقصيدة النبطية فقال: “أجد أن الكتاب الذي يتكون من فصول عدة سوف يدخل في اهتمامات الشعراء والأدباء الذين لهم صوت في ساحة الشعر النبطي، وفي ضوء ذلك استخدمت نماذج من الشعر السائد في ميدان التحليل والمطابقة وسبر غور الأنظمة التي يقوم عليها هذا النوع الشعري المهم”. وقال ابن مسعود “إن المواهب الشعرية الشابة تحتاج منا إلى الاهتمام بها وتطوير أدواتها الكتابية، إذ أجد أن أغلب الكتب المؤلفة حول القصيدة النبطية تخاطب عقول المثقفين والنقاد والشعراء أصحاب التجارب الطويلة والشعرية، ولهذا وجدت أنه من الضروري تأليف كتاب في ميدان آخر أكثر تبسيطاً، يتوجه للأقلام الشابة التي أرى ضرورة العناية بها، لتكريس قاعدة شعرية مهمة تمتلك من الإبداع الشيء الكثير”. ويأتي كل ذلك بسبب اهتمامات عيضة بن مسعود المتمحورة حول اكتشاف المواهب الشابة، والذي تجلى ذلك بشكل واضح، كونه رئيس جماعة الشعر ولجنة الثقافة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، وكذلك جماعة الشعر الشعبي في هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وعضو الهيئة الإدارية في بيت الشعر بأبوظبي، وكان جل اهتمام عيضة بن سعود هو إقامة الأماسي الشعرية التي حفلت باستقبال أعداد كبيرة من الشعراء والشباب الطامح إلى كتابة القصيدة النموذجية. وحول هذه الأماسي وما يتوقع لها عيضة بن مسعود، والتي تقام بشكل مكثف في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، والتي ستقام في هيئة الفجيرة خلال الموسم الثقافي المقبل قال “أعتقد أن تخطيطنا لإقامة الأماسي الشعرية يقوم بالأساس على اختيار النوعية الجيدة من الشعراء وأصحاب المواهب الحقيقية من المبتدئين للارتقاء بذائقة المتلقي والتعريف بمستويات الشعر والشعراء، واتجاهاتهم وأغراضهم الشعرية، وما توصلوا إليه من أبنية شعرية نبطية بدأت تؤثر في المكونات الفكرية للمجتمع، حيث أخذ يهتم بهذا الحقل الشعري بشكل واضح، ولهذا أصبح هؤلاء متابعين من قبل الجمهور”. وقال ابن مسعود “يشكو بعض القائمين والمنظمين للأماسي الشعرية في المؤسسات الثقافية الأخرى من أن هناك قطيعة ما بين الجمهور والأماسي الشعرية، ولكني أجد أن لا قطيعة في هذا التواصل، إذ أن الأماسي التي تنظمها لجنة الشعر في اتحاد الأدباء بأبوظبي، ولجنة الشعر النبطي في بيت الشعر بأبوظبي، تحظى باهتمام جماهيري كبير، وبتوافد الشعراء الشباب على الأماسي بشكل مكثف ومقبول إلى حد بعيد، ويعود ذلك إلى اهتمام القائمين على تلك المؤسسات الأدبية بهذا النوع الشعري، وبالاختيار المناسب ليوم الفعالية أو الأمسية بحكم وجود أصحاب الخبرة في هذه اللجان والمؤسسات وطبيعة الاهتمام الجدي للقائمين على تلك المؤسسات”. ويضيف بن مسعود “لا بد لي أن نتحدث بصراحة لأقول إن حقل الشعر النبطي يبدو لي أكثر انتشاراً في مجتمعنا من حقول إبداعية أخرى لكونه شعراً شعبياً يقوله الكبير والصغير وتتعدد فيه الإنجازات، هذا بالإضافة إلى أنه “أقصد الشعر النبطي” يعد ناقلاً تاريخياً للموروث المحلي وحاملاً لهموم الناس ومسراتهم وحكاياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وكيف يفكر المجتمع بشكل عام”. ويشارك الشاعر عيضة بن مسعود في التدريس في أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي لللسياحة والثقافة، وحول هذا الجانب يقول “يعتقد البعض بأن أكاديمية الشعر في أبوظبي يمكنها أن تصنع شاعراً من خلال محاضراتها ودوراتها الأكاديمية، ولكن هذه الفكرة تبدو بعيدة عن الواقع لأن الشعر مطبوع ولا يُعلم ولا يدرس، ولكن يمكن أن نقول إنها تطور وتصقل المهارات الشعرية للدارس والمتلقي ممن تتوافر فيهم الموهبة، ووجدت من خلال تجربتي في تقديم محاضرات حول الشعر النبطي في الأكاديمية أن هناك تجاوباً كبيراً لدى الدارسين والموهوبين لاستقبال مفاصل وطرائق وأنظمة هذا الشعر نقدياً، حيث امتلك بعض هؤلاء الطلبة القدرة على تطوير الجانب البحثي لديهم في المستقبل، إذ أنهم تعلموا طرق البحث الأدبي وسياقاته وأساليبه وكيفية استخدام المصادر”. وأضاف “أن هناك خطة مدروسة من قبل أكاديمية الشعر، حيث تقوم على إيجاد شعراء باحثين في جانب القصيدة النبطية وشعرائها، وفي نهاية الدراسة الأكاديمية باختيار من تراه مناسباً لإنجاز عمل بحثي في ميدان معين من ميادين النقد والبحث بمساعدة إدارة الأكاديمية والأساتذة المحاضرين فيها ثم تجمع هذه الدراسات، وتقدم إلى الجمهور من خلال كتاب فيه من الجدة والاكتشاف الكثير المقبول من أيدٍ شابة”. ولعيضة بن مسعود نشاط معروف إعلامياً، ذلك كونه يقدم برنامجاً شعرياً مهماً يحمل عنوان “مساكم شعر” من إخراج الإماراتية فاطمة يوسف لفضائية الفجيرة وإذاعته. وحول هذا البرنامج الشعري وصلته بالشعراء والمبدعين وبالجمهور يقول بن مسعود “مساكم شعر” يدخل في عامه الخامس، وهو برعاية هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وبمتابعة رئيس الهيئة الشيخ راشد بن حمد الشرقي ونائبه محمد سعيد الظنحاني، وأجد أن هذا الاهتمام قد طوّر من خطاب البرنامج، ومن آليات اشتغاله ثقافياً، حيث حفل البرنامج بتواصل الشعراء والمبدعين معه، كونه ساحة إبداعية تعرف المجتمع بالأصوات الشعرية الشابة، وتهتم بالتاريخ الشعري للمبدعين الكبار”. وقال “منذ بداية “مساكم شعر” إلى اليوم تعرفنا على أكثر من ثلاثين شاعراً مبدعاً حقيقياً تواجدوا لأول مرة في ساحة الشعر النبطي ولهم فيما بعد إضافاتهم ورؤاهم، وهذا أعتبره إنجازاً مهماً لـ “مساكم شعر”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©