السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الدرس الياباني

22 يناير 2011 22:10
ما يحيرنا ويزيد من غصتنا أننا غير قادرين على مجاراة التخطيط والعقلية الكروية لمنتخبات شرق القارة.. وتحديداً اليابان وكوريا الجنوبية، ذلك أن معطيات كرة القدم على النقيض بيننا وبينهم. نعم قد نكون نجحنا في البطولات السنية من الناشئين وحتى الشباب والأولمبي، لكن عندما نصل إلى الفريق الأول يتغير كل شيء ونرجع من البطولات الكبيرة بخفي حنين كما يقول المثل العربي الشهير. وأتساءل هل الفارق يكمن في الرؤية الكاملة لمنظومة كرة القدم بين اليابان وكوريا؟، وما بين العمل الذي ننتهجه في دولنا لا سيما الخليجية القادرة على مجاراة كوريا واليابان من حيث الدعم المادي؟، أم أن الأمر يتعلق بالمكونات الفسيولوجية للأجسام والعقول بيننا وبينهم؟، أم أن الأمر يرجع إلى عوامل مثل المثابرة والاجتهاد والعمل الدؤوب الكامل وفق رؤى وخطط طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى. أقول هذا الأمر بعد أن قدم المنتخب الياباني العديد من الدروس في كرة القدم، وتمكن من تحويل مسار الظروف السيئة والنتيجة المتأخرة إلى انتصار مستحق أمام المنتخب القطري وأن يتأهل بجدارة واستحقاق إلى مربع الكبار في البطولة الآسيوية، ففي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن فوز العنابي في مباراته أمام اليابان مسألة وقت لا أكثر، وتحديداً في الدقيقة 61 عندما تم طرد المدافع الياباني مايا يوشيكا لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية، وتسجيل العنابي لهدف التقدم الثاني عن طريق فابيو من ضربة ثابتة. لم يرم اليابانيون المنديل كأغلب فرقنا العربية في مثل هذه الظروف، بل أخرج المارد من جعبته وتمكن بالأداء المنظم والتركيز الهادئ والتمريرات الصحيحة من العمق وعلى الأطراف أن يسجل هدفين متتاليين أكدا حجم الفارق بيننا وبينهم. الحقيقة قدم لاعبو اليابان درساً في كرة القدم. كيف تلعب؟، وكيف يتم التعامل مع الظروف المعاكسة التي قد تحدث خلال المباريات؟، وذلك من حيث الانتشار السليم والهجمة السريعة والتعامل الهادئ مع مجريات وظروف المباراة، الأمر الذي أوحى لنا بأن اليابانيين يلعبون بأكثر من عشرة لاعبين في الملعب وأن النقص العددي لم يؤثر في الفريق. إن التفوق الكبير للكرة اليابانية تجلى وبوضوح مساء أمس الأول في ستاد ثاني بن جاسم، فبالرغم من أن العنابي لم يقصر وقدم مباراة كبيرة وتقدم مرتين خلال اللقاء، إلا أن الفارق بين المنتخبين كان واضحاً من خلال ثقافة لاعبي اليابان ونظرتهم إلى كرة القدم، وثقافة الكرة العربية ومنتخباتها. فهم يعملون ويخططون ليس لهذه البطولة فحسب وإنما لسنوات قد تصل إلى خمسين سنة قادمة، فيما نعمل نحن على نطاق فترة زمنية ضيقة غير واضحة المعالم، هم يعملون حتى يحصدوا كأس العالم في السنوات القادمة، ونحن نعمل حتى نصعد إلى دور ربع أو نصف النهائي في بطولة قارية، هم يعملون ويعملون وشتان بين من يعمل بتخطيط ويملك ورؤية واضحة وبين عمل عشوائي لا طموح له. alassam131@hotmail.com
المصدر: الإمارات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©