الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صبحا زويد: نولي عناية تأهيلية لنزيلات «إصلاحية» شرطة أبوظبي

صبحا زويد: نولي عناية تأهيلية لنزيلات «إصلاحية» شرطة أبوظبي
27 يناير 2014 22:34
هناء الحمادي (أبوظبي) - تؤكد الملازم صبحا زويد، مدير فرع النساء في المؤسسة العقابية والإصلاحية في شرطة أبوظبي، أن المهمة الأولى للسجن هي إحاطة النزيلات برعاية توفرها المؤسسة الشرطية، من خلال برامج تأهيلية وتعليمية لتغيير سلوك ونمط حياة النزيلات، وتحويلهن إلى نساء صالحات يتفاعلن مع المجتمع، ويعملن من أجل تحسين مستوى دخلهن لتوفير حياة كريمة لهن ولأسرهن. أسلوب حياة حول الجهود التي تبذلها المؤسسة العقابية والإصلاحية في تغيير أسلوب حياة النزيلات، تشير زويد إلى وجود الكثير من البرامج التعليمية والدينية والثقافية والرياضية، بالإضافة إلى تعليمهن المهارات اليدوية المختلفة التي تسهم في إيجاد عمل مناسب للنزيلة، يؤمن لها حياة كريمة بعد خروجها من المؤسسة العقابية، فضلاً عن تبني أفكار إيجابية لمواجهة مصاعب الحياة. وتوضح: “يشمل برنامج التدريب والتأهيل جميع النزيلات، ويعتبر من البرامج الحيوية التي يتم تنظيمها على مدار السنة وفق خطط مدروسة واستراتيجيات علمية في تدريب وتأهيل النزيلات، وصقل مهاراتهن من خلال الورش التدريبية التي تسهم في تطوير المهارات الفردية والجماعية، وتنمية مستوى الكفاءة والأداء”. وتتضمن الدورات التدريبية الأشغال اليدوية، الديكور والخياطة، والتطريز، وصناعة العطور، وأدوات تزيين الشعر، بالإضافة إلى صناعة المفارش والرسم، ولعب الأطفال. ويعتبر قسم التأهيل في المؤسسة العقابية والإصلاحية من أكثر الأقسام حيوية لما يتضمنه من عدة فروع فاعلة، من بينها فرع الأنشطة والتأهيل المهني، والتأهيل الاجتماعي، وفرع الإنتاج والتسويق. طموح الإماراتية تعتبر الملازم صبحا مفلح زويد، مدير فرع النساء في المؤسسة العقابية والإصلاحية في شرطة أبوظبي، إحدى النماذج الواقعية التي تجسّد طموح المرأة الإماراتية، لا سيما أن الأيام أثبتت أن أحلامها بلا سقف، وأن نجاحاتها تجاوزت التوقعات والرهانات كافة، لتصبح جزءاً من الواقع الذي تتباهى به الأمة ويزدهي به الوطن. فقد بدأت زويد حياتها العملية قبل عشرة أعوام عقب تخرجها في كلية الآداب جامعة بيروت كمعلمة في وزارة التربية والتعليم، ثم حصلت على دبلوم الدراسات العليا في العلوم البيئية، لإيمانها بأن البيئة هي عصب الحياة، وأن المحافظة عليها واجب وطني وأخلاقي، ولكنها سرعان ما انتقلت إلى شرطة أبوظبي بعد تلقيها دورة تدريبية لمدة شهرين، موضحة أن سبب انتقالها إلى الشرطة يعود إلى رغبتها في تحقيق أحد أحلام الطفولة، وهو العمل في المجال الشرطي، خصوصاً أنها تهوى التحدي، وتعشق الصعاب، كما تتمنى أن يكون لها دور في تعزيز أمن وسلامة المجتمع. وعملت زويد عقب تخرجها من دورة المستجدين في قسم مكافحة المخدرات، حيث تنامت خبرتها في هذا المجال بشكل مضطرد وممنهج، من خلال الدورات التي ينظمها القسم، كما تعرفت عن كثب على مختلف القضايا المتعلقة بالمخدرات والأثر السلبي للإدمان، وشاركت في مختلف حملات التوعية والأنشطة التي نظمها القسم لمكافحة هذه الآفة. وتنقلت زويد خلال السنوات العشر الماضية بين عدة أقسام، منها الإدارة العامة للحراسات والمهام الخاصة، اكتسبت خلالها خبرات عديدة تراوحت بين العمل الميداني والإداري أسهمت في تعزيز قدراتها الشرطية، ومن ثم انتقلت إلى إدارة الطوارئ والسلامة العامة، حيث ازداد اهتمامها بالدور الذي تقوم به الشرطة في مختلف الأقسام والمواقع، لا سيما أن النظرة التقليدية تغيرت بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الشرطية التي فتحت الباب واسعاً لتقديم خدمة نوعية للجمهور. خبرة العمل أسهمت الخبرة الميدانية والعلمية في مختلف المواقع والإدارات في صقل خبرات زويد، حيث تم نقلها إلى المؤسسة العقابية والإصلاحية كمديرة لفرع النساء، حول هذه النقلة والتي تركت بصمة مهمة في حياتها المهنية والإنسانية، تقول زويد: “العمل في «سجن النساء» أمر يتطلب الخبرة والحكمة والصبر، خصوصاً أنني أتعامل مع نزيلات من جنسيات وثقافات وديانات مختلفة، فضلاً عن ذلك فتقبل المرأة للأمر يكون صعباً في البداية”، مضيفة: “بحمد الله وبعونه نجح فريق العمل، وعلى رأسه مديرو الإدارات ورؤساء الأقسام، وعناصر الشرطة النسائية المكلفات بالحراسة في تغيير المفهوم التقليدي للسجن ليتحول مكاناً للإصلاح والتهذيب قبل أن يكون مكاناً للعقاب”. في سياق متصل، تتحدث عن دورها الإنساني في التعامل مع النزيلات، مؤكدة أن المرأة من أكثر الفئات حرصاً على احترام القانون، لكنها قد تقع بحسن نية أو نتيجة للجهل بالقوانين فريسة للنصب والاحتيال، لتجد نفسها خلف القضبان نتيجة لارتكابها جنحاً مختلفة، خصوصا وأنها تتعامل بعواطفها وليس عقلها، وهذه نقطة ضعفها، أو الحلقة الأضعف في تكوينها. تعاون مثمر تتعاون المؤسسة العقابية ومؤسسات المجتمع المدني، من بينها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التي توفر للمؤسسة الإصلاحية مدربات محترفات لتدريب النزيلات على صناعة الأشغال اليدوية التقليدية، كأشغال الخوص والسدو، وتصميم الأزياء الشعبية، بالإضافة إلى ذلك يقوم برنامج صندوق خليفة بعمل ورش تدريبية لتأسيس المشاريع الصغيرة التي تساعد النزيلات عقب الإفراج عنهن في تغيير نمط حياتهن، وتوفير حياة كريمة لهن وعائلاتهن. محو الأمية توفر المؤسسة العقابية فصول محو الأمية للنزيلات العربيات من غير المتعلمات، حيث يتم تعليمهن اللغة العربية والإنجليزية، أما النزيلات غير الناطقات باللغة العربية فيتم تعليمهن أبجديات اللغة العربية، إلى جانب برامج الوعظ والإرشاد الديني، فيما يتم تعليم المسلمات مبادئ وأركان الإسلام. وفيما يتعلق بالقراءة تخصص المؤسسة العقابية للنزيلات ساعات للقراءة الحرة في المكتبة، إلى جانب الأنشطة الرياضية، حيث تمارس النزيلات لعبة الكرة الطائرة والسلة، والتنس وكرة القدم والشطرنج، إلى جانب البرامج الترفيهية الأخرى كمشاهدة التلفاز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©