ثنائي أسباني يعزف على جسر الشرق والغرب

د· سلمان كاصد نظمت أمس الأول هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وبالتعاون مع السفارة الاسبانية في أبوظبي ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون عرضاً موسيقياً بالمجمع الثقافي للموسيقيين الاسبانيين ارماندو اربون واسحق نورينزو· وقد رحبت هدى كانو عضو مجلس ادارة هيئة ابوظبي للثقافة والتراث في بدء العرض بالحضور والموسيقيين معتبرة ''هذا الانفتاح على الموسيقى الغربية جسرا للتواصل بين الثقافات'' والذي تضطلع به هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، ورحبت ايضا بحضور السفير الاسباني امباسدير مانويل بنيروي· أحيا الأمسية كل من ارماندو اربون عازفا على الجيتار واسحق نورينزو عازفا على البيانو وذلك في أول تجربة موسيقية مشتركة لهذين الموسيقيين الاسبانيين والمعروفين عالميا لكي يبدأ التزاوج بين التين مختلفتين ايقاعيا· لقد عزف اولاً لكورساكوف ثم قدما خليطاً من الموسيقى بوصفه عرضا خاصا وبخاصة من موسيقى (جنوب اسبانيا) وهي موسيقى شابها نوع من السرعة مستخدما الايقاع الاسباني· لقد بدا الجيتار عاصفا بضرباته السريعة، بينما قدم اسحق نورينزو عزفا مشتركا بوقع انامله على البيانو واقدامه على خشبة المسرح ليعطي تزاوجا فنيا بين العمق الكلاسيكي للبيانو والموروث الايقاعي الاسباني بايقاع الفلامنكو، وكأن الموسيقى تتمثل اصوات الاقدام في حركة سريعة موزونة بدقة كي توفر التماثل بين الايقاعين· ثم اخذ الموسيقيان يتناوبان في العزف المنفرد، ولذا فقد قدم اسحق نورينزو قبل بدء عزفه المنفرد طريقة العزف الاسباني في معزوفته (الاقدام الراقصة المتناوبة) والتي شرحها بأنها قائمة على نظرية (،1 ،2 3 لأربع مرات ثم ،1 2) وقدم أنموذجاً - اثار اعجاب الجميع - بقدميه، ثم عزف هذا النص وكأنه بذلك ادخل لغة الجسد مع لغة الآلة، كذلك قدم اسحق نورينزو الآتي من مدينة (استورياس) جنوب اسبانيا نتفاً عن تعلمه ورهبته الأولى في تعلم هذا الفن وذلك قبل تقديم النص الموسيقي الثاني له· لقد كان العزف الموسيقي مزجا بين ما هو شرقي وغربي وبخاصة لدى ''ارماندو اربون'' اما العزف الذي قدمه ''اسحق نورينزو'' فبدا فيه المزج بين الاوروبي والاسباني واضحا، ربما لا يستطيع الاسبان - حقا - التخلص من روحهم الراقصة بوصفه انفعالا موروثيا·