هدى جاسم، وكالات (بغداد) - قتل 31 شخصا وأصيب 74 آخرون أمس في سلسلة هجمات وتفجيرات استهدفت عدة مدن عراقية. وطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشعب وفي مقدمتهم السياسيون، بالتكاتف ونبذ الطائفية وتغليب المصلحة العامة، لدرء الأخطار وحماية الوحدة والسيادة الوطنية، وسط استـعدادات الحكومة لتحصين وتأمين الوضــع العراقي وضبط الحدود مع سوريا تحسبا لانهـيار الأمـن بعـد ضربة عسكرية محتملة لسوريا. فيما كشف محافظ نينوى أثيل النجيفي عن تورط “ميليشيات” مرتبطة بجهات خارجية، في قتل نشطاء وقادة التظاهرات والاعتصامات في العراق.
ففي محافظة نينوى قتل 3 أشخاص بينهم شرطي وأصيب آخر بجروح، في انفجار عبوة ناسفة قرب نقطة تفتيش للشرطة غرب الموصل.
وأصيب 9 أشخاص بتفجير سيارة مفخخة في قرية قبر العبد جنوب المدينة. وقتل مدني بهجوم مسلح نفذه مجهولون في منطقة مشيرفة غرب الموصل، كما أصيب شرطي ومدني بانفجار عبوتين ناسفتين بالتعاقب استهدفتا دورية تابعة لاستخبارات الشرطة بحي المنصور جنوب الموصل.
واغتال مسلحون ضابطا طيارا برتبة عميد في الجيش السابق قرب منزله في الموصل أيضا. وقتل جندي وأصيب آخر بهجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش في الحي العربي شمال الموصل.
وفي بغداد، قتل شخص وأصيب 3 آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف حافلة ركاب تقل ركابا مدنيين في منطقة أبو غريب غرب بغداد. وقتل 3 أشخاص وأصيب 15 آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مصلين عند خروجهم من جامع الشواف في منطقة اليرموك غرب بغداد.
وقتل 5 أشخاص وجرح 15 في تفجير استهدف مقهى شعبيا في منطقة الأعظمية شمال العاصمة، فيما أصيب أحد قادة الصحوة في قضاء أبو غريب غرب بغداد بانفجار عبوة لاصقة كانت مثبتة بسيارته.
وفي سامراء بمحافظة صلاح الدين قتل 11 شخصاً واصيب 27 اخرون بانفجار سيارة مفخخة في سوق شعبي مزدحم.
وفي محافظة الأنبار، نجا رئيس أركان قيادة عمليات الجزيرة والبادية اللواء علي إبراهيم، من تفجير استهدف موكبه قرب منطقة البغدادي غرب المحافظة، دون وقوع ضحايا.
وقتل 4 مسلحين صباح أمس بانفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهم زرعها على الطريق السريع الرابط بين محافظتي بابل وبغداد.
وقتلت قوة أمنية انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا، واعتقلت آخر جنوب الحلة. كما أسفر انفجار عبوة ناسفة في منطقة الطهمازية غرب الحلة عن مقتل شخص وإصابة آخر.
وفي شأن متصل، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن على جميع العراقيين وفي مقدمتهم السياسيون، التكاتف وتوحيد الصفوف ونبذ الطائفية وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية، من أجل درء الأخطار وحماية الوحدة والسيادة الوطنية.
وأكد خلال استقباله رؤساء عشائر مناطق أطراف بغداد “أن مسؤولية حماية البلاد من خطر الإرهاب والتحديات التي تحيط بها، يجب أن يتحملها الجميع”.
ودعا العراقيين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة، ومساعدتها في التصدي للإرهابيين والمجرمين”.
وأضاف المالكي “أن ما يحصل من توتر سببه الخطاب الطائفي الذي يتبناه بعض السياسيين ومن يعتلون المنصات، ولا يمكن بناء البلد في ظل هذا الخطاب التصعيدي”، مشددا على أن “السلاح لن يكون إلا بيد الدولة، ولا تساهل مع أية جهة تحمل السلاح خارج إطار الدولة” .
إلى ذلك أكدت مصادر عسكرية عراقية نشر قوات أمن عراقية ومدرعات على الحدود مع سوريا.
وقال مسؤول عسكري رفض الكشف عن اسمه “على طول الحدود نشرنا قوات من الجيش، واستخدمنا أيضا المروحيات لتأمين الحدود” بين العراق وسوريا.
وذكر ضابط عراقي آخر أن السلطات العراقية دفعت بتعزيزات أمنية كبيرة إلى محافظة الأنبار تحسبا لأي انهيار أمني.
وفي نفس الشأن قال علي العلاق الأمين العام لمجلس الوزراء لصحيفة الصباح الحكومية أمس، إن “مجلس الوزراء ناقش خلال المدة الماضية الحرب على سورية وشكل لجنة عليا لتأمين الوضع العراقي، من خلال توفير الغذاء والدواء والموارد النفطية للشعب”.
وأضاف “أن مجلس الوزراء شدد على ضرورة تفعيل قدراته العسكرية والأمنية على الحدود لمواجهة أي تطورات، والتركيز على الحدود لمنع المتجاوزين من الإرهابيين”.
وأكد العلاق أن “مجلس الوزراء شدد أيضا على عدم السماح لأي قوة باستخدام الأراضي العراقية، وأن العراق يراعي الجانب الإنساني من خلال توفير احتياجات اللاجئين السوريين”.
وفي السياق طالب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي حسند السنيد أمس، القوات المسلحة العراقية وقوى الأمن الداخلي بـ”الالتزام” بحالة الإنذار القصوى خلال الساعات المقبلة.
وقال إن “لجنة الأمن والدفاع تهيب بالقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلية الالتزام بحالة الإنذار القصوى، لما قد تشهده المنطقة خلال الأيام أو الساعات المقبلة”.
في غضون ذلك كشف محافظ نينوى أثيل النجيفي أمس عن تورط “ميليشيات” مرتبطة بجهات خارجية، في قتل نشطاء وقادة التظاهرات والاعتصامات في البلاد.
وقال “لدينا قناعة راسخة بأن سلسلة الاغتيالات التي تشهدها نينوى للناشطين في المظاهرات والاعتصامات خلال الأشهر الماضية، تقوم بها ميليشيات تتحرك بدعم خارجي”.وأضاف “لدينا معلومات أولية تدعم هذه القناعة، وأن التحقيق مستمر وقد يكون من السهولة التوصل إلى الجاني المنفذ إذا لم تتم تصفيته من المحرضين قبل ذلك”، مشيرا إلى “مقتل شيخ قبيلة ألبو بدران برزان البدراني قبل يومين، واغتيال الناشط بساحة الأحرار هيثم العبادي”.
يذكر ان 6 محافظات عراقية تعتصم منذ ديسمبر الماضي احتجاجاً على حكومة المالكي والتهميش والتدهور الأمني والخدماتي مطالبة باستقالة الحكومة التي زادت قمعها لسكان هذه المحافظات.
عدد اليوم
