الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شيخ الأزهر: الإمارات نموذج في التسامح ومكافحة التطرف

شيخ الأزهر: الإمارات نموذج في التسامح ومكافحة التطرف
28 فبراير 2016 09:12
يعقوب علي (جاكرتا) حذر فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب من التدخل في شؤون الدول بحجة نصرة طائفة ما، مؤكداً أن قوى إقليمية سعت إلى زرع خلايا تتبع لها في الدول الإسلامية لإحداث الفوضى وإثارة النعرات الطائفية، تمهيداً لتدخلها في شؤون تلك الدول. وأكد فضيلته في حوار مع «الاتحاد» أن غياب الوعي العلمي الصحيح بالإسلام أدى إلى انتكاسة الأمة، مشدداً على أن طريق تصحيح مسار الأمة لا بد أن يبدأ بتقوية مناعة العقل والذهن الإسلامي، عن طريق العلماء والمفكرين. وتطرق فضيلته لما وصفه بـ «الإرهاب الغربي»، و«المؤامرة الاستعمارية»، كما أثنى على جهود دولة الإمارات في مواجهة التطرف والغلو، مؤكداً أنها نموذج فريد في مواجهة رافضي التجديد والمتزمتين. وطالب الأمة، بنبذ شعارات التناحر المذهبي، ومكافحة ثقافة العداء بين المسلمين وتفريقهم مذهبياً، وشدد على أهمية إيجاد آليات فاعلة في التواصل مع الشباب المسلم تنسجم مع التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم. وأثنى الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب على ما وصفه بالنموذج الإماراتي في تقديم التسامح، ومكافحة الفكر المتطرف بسلاح العلم والفكر، وقال: تابعت نموذجاً رائعاً تقدمه الإمارات في مواجهة التطرف والتشدد عبر تطوير التعليم والانفتاح على الجامعات العالمية المستندة إلى خبرات عميقة يغذيها تاريخها وقيمة العلوم التي تقدمها، ومنها الاتفاقيات التي وقعتها الإمارات مع الأزهر الشريف بما تضمنته تلك الاتفاقيات من وفود دعوية. قيم التسامح وأكد أن جهود الإمارات في إعلاء قيم التسامح والاعتدال مبهرة، ولعل جهودها في إطار تعزيز دور العلماء الثقات، عبر دعم منتدى تعزيز السلم، ومجلس حكماء المسلمين، خير دليل على مدى الوعي بحجم ما تواجهه الأمة من مخاطر وتحديات لا يمكن معها سوى تعظيم دور العلماء وتوثيق جهودهم وتأصيلها لإيصال الرسائل الكفيلة بمواجهة الفكر المتطرف. وأضاف فضيلته: كسرت الإمارات قيوداً وضعها بعض المتزمتين والمتشددين من الناحية الدينية، ومن رافضي التجديد الذين حاولوا تقييد الأمة ببعض العادات والأعراف غير المنسجمة مع الدين الإسلامي، مضيفاً: اهتمت الإمارات بالشباب من الجنسين وأعلت من دورهم بعد تسليحهم بالعلم والثقافة، وأثبت هذا التوجه صوابه وأصبح المجتمع الإماراتي بكل مكوناته واعياً متراصاً متسلحاً بدينه ليبدأ في طرد كل ما لا يتفق مع روح الإسلام من عادات وأعراف، لذا فإننا أمام نموذج رائد تتصف خطواته في مواجهة التطرف والتشدد والغلو بالثبات والتوافق مع ثقافة الجماهير في هذا البلد من أبناء شعبها والمقيمين على أرضها. العلم والفكر وأضاف: «مهدت تلك الجهود القائمة على العلم والفكر أرضية صلبة انطلقت منها الإمارات نحو آفاق أكثر رحابة لتتصدى للفكر المتطرف عربياً وإسلامياً بل وعالمياً، عبر إيجاد مؤسسات دينية لنشر فكر التسامح بالاعتماد على علماء ثقات، وهو ما يمكن أن يشكل سداً يحمي مجتمعاتنا وأمتنا. وأشاد فضيلته باحتضان الإمارات لمجلس حكماء المسلمين، المنبثق من منتدى تعزيز السلم وأضاف: يعمل المجلس على إطفاء الحرائق التي أشعلتها الصراعات الطائفية والمذهبية في منطقتنا العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن مجلس الحكماء أرسل 16 قافلة سلام إلى قارات العالم المختلفة للتواصل مع الشباب وتوعيتهم بمخاطر الفكر المنحرف، وأن المرحلة الثانية من هذه القوافل ستنطلق خلال الشهر المقبل. وقال: أناشد عقلاء العالم وحكماءه وأحراره لحل مشكلات اضطهاد غير المسلمين للمسلمين في الشرق وفي الغرب أيضاً، حتى يتحقق الأمن ويَعُمَّ السلام، وتَنعمَ الإنسانيةُ شرقاً وغرباً. ثقافة الجماهير ويرى فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب أن غياب الوعي العلمي الصحيح بالإسلام أدى لانتكاسة الأمة، مشدداً على ضرورة إطلاق مواجهة فكرية علمية تعيد تصويب إعوجاج الأمة. وأشار إلى أن ضعف الثقافة الإسلامية الصحيحة هو ما سمح بدخول أفكار التشدد إلينا، لافتاً إلى أن المسلم قبل خمسين عاماً، مثلاً ، كان محصناً من هذا الفكر بالنظر إلى ما وصفه بـ«ثقافة الجماهير الدينية»، وبأنها كانت كالقلب النابض والسد الحاجز لكل فكر معتل أو متطرف. وأشار الإمام الأكبر إلى أن الثقافة الإسلامية عانت مما وصفه بـ«التمييع»، والإضعاف، مطالباً بإعادة الحياة لها، وقال: هناك تآمر لإضعاف مناعة الأمة الإسلامية، وإفراغها من كل ما من شأنه تحصين أبنائها ومجتمعاتها. وأوضح أن ما يحدث في العالم العربي يحمل في أجزاء منه تأثير مؤامرة لا تهدف إلا إلى عزل المسلمين عن الإسلام، وإعادة استعمار الدول العربية عبر تمزيقها أولاً وإسقاط مظاهر الدولة عنها ونشر الحروب الطائفية. التناحر المذهبي وتوجه الإمام الأكبر، شيخ الأزهر بنداء إلى الأمة بعلمائها وحكامها وجماهيرها طالبهم فيه بنبذ شعارات التناحر المذهبي، وقال: عليكم بمكافحة ثقافة العداء بين المسلمين وتفريقهم مذهبياً، واجهوا لغة القتل والتناحر بلغة الاعتدال والتسامح، ففي ذلك خلاص للأمة ونجاة للمسلمين. وحذر فضيلة شيخ الأزهر من محاولات قوى إقليمية رفعت شعار التعصب والإرهاب المذهبي لزرع خلايا في عدد من الدول الإسلامية تمهيداً لإطلاق يد تلك الخلايا في المجتمعات لإثارة الفتنة والدعوة القتل. وأكد أن ما حدث ويحدث في سوريا والعراق، وما صارت عليه الأمور في لبنان والبحرين، يؤكد أن تلك الخلايا ما هي إلا جحور للإرهاب والخروج على القانون والدعوة إلى التناحر لخلق الفوضى. وشدد فضيلة الإمام الأكبر على أن على الأمة إنقاذ مجتمعاتها وأبنائها من الانجراف إلى دعوات الفرقة والتعصب المذهبي المذموم. وقال:«لابد من احترام الشؤون الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية، ونرفض التدخل في شؤون الدول بحجة نصرة الطائفة أو المذهب، وأحذركم من أن هناك دولاً إقليمية تسعى لإيجاد بؤر طائفية تؤجج الصراع المذهبي وتمزق النسيج الوطني الواحد. وأضاف الإمام: أعلنها صريحة بأننا نرفض وندين بشدة حركات التشييع في بلاد أهل السنة، ونحذر من التمادي في نشر هذه الدعوات المريبة التي تؤدي إلى الاحتراب وإسالة دماء المسلمين، وهذا من أكبر العوائق التي تعيق التفاهم والتقريب بين المذاهب الإسلامية. وحذر الإمام الأكبر من سب الصحابة وأم المؤمنين، مؤكداً أن هناك فِرقاً لا تكف عن سب صحابة رسول الله وسب أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، واصفاً ذلك بالثقافة الكريهة المليئة بالحقد والكراهية، مطالباً بوقف قنوات الفتنة التي تبث هذا السباب علانياً. أهل السياسة ووجه فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر نداءً للحكومات الإسلامية ورجال السلك الدبلوماسي وممثلي القنصليات والسفارات مطالباً إياهم ببذل المزيد من الجهود كل حسب سلطاته وأدواته، للعمل على إنهاء النزاعات وإطفاء نار التعصب المذهبي بين المسلمين في الدول التي يعملون فيها، مؤكداً أنهم سفراء للإسلام والمسلمين قبل أن يكونوا سفراء لدولهم، وأن ذلك يحتم عليهم الاجتهاد في إيجاد أدوات قادرة على إنهاء الاحتقان والتعصب في تلك الدول. وطالب شيخ الأزهر أهل السياسة بالتدخل لإنهاء الممارسات الإجرامية التي يواجهها المسلمون في عدد من الدول حول العالم، مشيراً إلى أن إلصاق الجرائم الإرهابية بالمسلمين يعد وصفًا قاصِراً، لا يقبله الواقع والتاريخ. وأوضح: إن عدداً من الممارسات والنزاعات في العالم قامت بالتنكيل بالمسلمين، وارتكاب جرائم إرهابية ضدهم تحت لافتات ديانات كاليهودية والمسيحية وغيرها، وقال: تدعم مؤسسات دينية في العديد من المناطق حول العالم ممارسات لا يمكن وصفها إلا بالإرهاب، وهو ليس بأقل خطر مما يماسه الإرهاب الذي يمارسه عدد من المنتسبين إلى الإسلام. مراجعة الخطاب الديني أكد فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين أن عدم مواكبة الخطاب الديني للتطورات التكنولوجية، وأنماط التفكير الجديدة التي يشهدها العالم يعد من أهم أسباب الانفصام الذي حدث بين سرعة المعلومة والتأثير القوي والمباشر في المتلقي وانتشار هذه الوسائل بين الكبار فيما تعامل الكبار مع هذا التطور الفجائي الكبير بوتيرة تقليدية قديمة ما مكن الفكر الآخر أن يقتحمنا، وأضاف أننا في حاجة ماسة إلى مراجعة فكرية ولابد من الاعتماد على مفاهيم ذات صلة قوية بالتحديات، وأن يعتمد على التقنيات الحديثة وقال فضيلته، أود أن أبدأ بالعلماء والمفكرين وأهل العلم والثقافة أن يقوموا بواجبهم في توفير المعرفة الصحيحة للشباب، ويطاردون الشباب بها في كل مكان، وأنصح الشباب الذين تروق لهم هذه الأفكار، وينساق لها بأن يلجأ إلى العلماء، وعليه أن يعرض عليهم هذه الدعوة، مؤكداً أنه سيعي حجم الضلال الذي يروج له الإرهاب، ومدى وهن الحجة التي تقوم عليها أفكارهم. وأن يتغير خطاب المسجد والمراكز الدينية من اللغة الحدية التي التي كان همها وجهدها مرتكزها في أن بيان السلوكيات المصنفة تحت البدعة والفسوق، واعتماد برامج الحض على الوحدة والاعتدال والتسامح والحظ على الجدة، مشيراً إلى أهمية مطاردة الشباب والنزول إلى أماكن تواجدهم حتى لو اضطروا إلى مقابلتهم في المقاهي والنوادي والمراكز الثقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©