إعداد- عدنان عضيمة:
هل هناك مناصب عليا في عالم الاقتصاد حكر على الرجال دون النساء؟ لقد دأب الناس على الشعور بأن الشركات والمؤسسات الكبرى، وخاصة ذات الطابع التقني تحتاج إلى مديرين تنفيذيين، لا إلى مديرات تنفيذيات، وتروي امرأة تدعى إيفا تشين- وتشغل منصب مديرة تنفيذية لإحدى الشركات الكبرى العاملة في تكنولوجيا المعلومات- أنها نظمت مؤتمراً عالمياً حول تطور هذه التكنولوجيا، وعندما فرغت من إلقاء كلمة الافتتاح تهافت عليها الصحفيون، وسألها أحدهم بأسلوب مهذب: ''ومتى سيأتي رئيسك للاشتراك في المؤتمر؟''·
وتترأس تشين شركة تريند ميكرو العالمية التي تضم 3000 موظف، وتبلغ عوائدها السنوية 660 مليون دولار·
وهي تعتقد أن مجرد كونها امرأة تشغل أحد مناصب الرجال في هذا الميدان الصناعي الحساس، يمثل فائدة كبرى، وتقول: لقد فوجىء الرجال بأسلوبي الخطابي البارع والمقنع في القضايا التكنولوجية الحساسة؛ وكانوا يصغون بكل انتباه لما كنت أقوله، وتحمل تشين شادة دكتوراه الفلسفة في الإلكترونيات من جامعة تشيانج تشي في تايوان ودرجة الماجستير في إدارة الأنظمة المعلوماتية من جامعة دالاس الأميركية·
وبالطبع، لم تعد تشين تمثل حالة استثنائية أووحيدة، بل إن هناك قائمة طويلة من نساء تمكن من اختطاف مناصب الرجال في شركات التكنولوجيا الرقمية، ومنهن مثلاً، إيف آريتاكيس الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة سيمنز العالمية للاتصالات؛ ولقد بدأت آريتاكيس مسيرتها الإدارية كمهندسة برامج تطبيقية؛ ولعبت قبل ذلك دوراً مهماً في تخطيط السياسات الاستراتيجية لشركة (تكساس إنسترومنتس) التي تنتج أكثر من ألف جهاز إلكتروني؛ ثم أبرزت نشاطاً متميزاً في مجال التخطيط الاستراتيجي الصناعي في شركة رايثيون الأميركية الشهيرة المتخصصة بصناعة الأنظمة الإلكترونية، وخاصة تلك التي تستخدم في توجيه الصواريخ، واشتهرت هذه المرأة الجسور فيما بعد بأن لها الفضل الأكبر في نقل شركة سيمنز إلى مستوى طرح الجيل الثاني من منتوجاتها المتعلقة بالشبكات الحاسوبية·
واختارت شركة سيسكو الشهيرة امرأة لامعة تدعى سو بوستروم لشغل منصب رئيسة قسم التسويق، بعد أن اشتهرت بلقب ''السلاح السرّي'' منذ انضمت إلى الشركة في عام ·1997 ووصفت بأنها هي التي أوعزت إلى الخبراء بأن سر النجاح في الأسواق التكنولوجية يكمن في مساعدة المستهلكين على استخدام الأجهزة التكنولوجية بطرق أكثر سهولة وفعالية· ومن الأسماء النسائية اللامعة في الأسواق التكنولوجية العالمية، نعومي كليمير نائبة رئيس فرع شركة سوني في أوروبا، وهي تحمل شهادة جامعية عالية في الكيمياء، وكانت تعد وتقدم برنامجاً تعليمياً في قناة بي بي سي التلفزيونية البريطانية، وانضمت إلى سوني في عام 2002 وأثبتت كفاءة إدارية كبيرة·
وربما لا يكون من الغريب أن تتفوق امرأة حاصلة على شهادات جامعية عالية، في ميادين العمل الذي تخصصت فيه؛ إلا أن الغريب أن يحدث ذلك بالنسبة لامرأة لا تحمل إلا الموهبة التي أودعها الله في رأسها·
ومن أمثلة هؤلاء، كارلي فيورينا التي شغلت منذ عام 1999 وحتى 2005 منصب المديرة العامة التنفيذية لشركة هيوليت باكارد؛ وهي التي اسهمت في إنجاز صفقة الاندماج التاريخية بين شركتها وشركة كومباك· ولا يقتصر أمر هؤلاء النسوة المتفوقات على بلد معين، بل هناك العديد منهم في كل بلد، ففي إيطاليا، تُروى الحكاياة عن امرأة تدعى سيكي جيونتا، وتشغل الآن منصب المديرة العامة التنفيذية لشركة تدعى مانيجد أوبجيكتس؛ وهي تجيد أربع لغات إجادة تامة، وكانت التحقت بالشركة عام ،1999 وما لبثت أن أظهرت تفوقاً في رسم استراتيجيات العمل الناجحة إلى أن أصبحت تشغل أعلى منصب في الشركة·
عدد اليوم
